أوروبا وتغير المناخ … لا تزال الجهود مطلوبة
علاء زياد
تغير المناخ لا يزال يحمل العديد من المخاطر والتداعيات في مختلف مناطق العالم، وخاصة في الدول الأوروبية حيث حمل قلقا كبيرا لدى الأوروبيين في السنوات الأخيرة في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدى إلى كوارث حقيقية تودى بحياة البشر، وهذا ما أشار إليه تقرير جديد نشرته صحيفة الباييس الإسبانية بأن الوفيات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا من الممكن أن تضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2100 وترتفع من 43729 إلى 128809 في نهاية القرن مع السياسات المناخية الحالية،. ويذكر ان هذا التقرير اعتمد على بيانات مأخوذة من 854 مدينة أوروبية ويعد اول تحليل مفصل للمخاطر الصحية لدرجات الحرارة القصوى في أوروبا التي شهدت في السنوات الأخيرة تغيرات مناخية عديدة أدت في حالات إلى رفع درجة الحرارة بما يعنى وفيات أكبر في الدول التي شهدت هذا الارتفاع مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان. وعلى الجانب الآخر أدى انخفاض درجات الحرارة في دول أوروبية أخرى إلى وفيات بسبب موجات البرد الشديدة مثل النرويج والسويد. ومن الملاحظ فى كلتا الحالتين أن ثمة ارتفاعا في أعداد الوفيات خاصة بين كبار السن، يزيد من حجم المأساة ما هو متوقع مع مرور الوقت بشأن زيادة أعداد الأوروبيين في تلك الفئات العمرية، حيث تعانى القارة من ظاهرة زيادة أعداد كبار السن وتراجع معدلات الشباب بين سكانها، وهو ما من شأنه تفاقم تداعيات تلك الظاهرة على حياة الأوروبيين.
وغنى عن القول إن ما ستواجه دول القارة الأوروبية في قادم الأيام بسبب التغيرات المناخية يحمل العديد من المخاطر المهددة لمستقبلها ومستقبل مواطنيها مما يؤثر على دورها إقليميا وعالميا، فالدراسات العديدة التي تُنشر بشكل دورى حول تأثيرات هذا التغيرات على الحياة في العديد من الدول الأوروبية خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة في اغلب شهور العام حيث يؤثر ذلك بلا شك على الإنتاج الزراعى كما سيؤدى إلى اختفاء بعض المدن نتيجة التصحر، على غرار ما أشارت إليه بعض التقارير الصحفية إذ نشرت صحيفة لاراثون الإسبانية تعرض مدينة مورسيا الإسبانية إلى الاختفاء خلال السنوات المقبلة، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة التى أدت إلى تسريع ذوبان القطبين بما يتسبب فى ارتفاع مستوى سطح البحر.
في ضوء كل ما سبق، أضحت ثمة ضرورة إلى تعزيز العمل المشترك ليس فقط على مستوى دول القارة وإنما في إطار الجهود الدولية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، مع وضع سياسات أكثر تحديدا لحماية المناطق وأفراد المجتمعات الأكثر عرضة لخطر التغير المناخى.