أشرف أبو عريف
تحتفل مصر والعالم فى ١٩ أغسطس من كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني، وتؤكد مصر بهذه المناسبة إيمانها الراسخ بالإنسانية، والحيادية وعدم الإنحياز، والنزاهة والاستقلالية وعدم التسييس كمبادئ أساسية عامة للعمل الإنساني. وتثمن عالياً الجهود التى يبذلها كافة العاملين فى المجال الانساني، والأبطال الذين يعملون فى ظروف شديدة الصعوبة ويدفعون ثمناً غالياً ويخاطرون بأرواحهم لانقاذ حياة الأخرين وتوفير الحماية لهم وتخفيف معاناتهم.
إن مصر ستظل بحكم موقعها الجغرافي مركزاً رئيسيا للعمل الانساني وسوف تستمر فى الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الأزمات والكوارث، وتثمن فى هذا السياق الدور الهام والنبيل الذى تبذله منظمات المجتمع المدني المصرية فى حشد وتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة، كما تشيد بالدور الهام للمنظمات والوكالات الأممية والدولية العاملة فى هذا المجال وتؤكد دعمها لها.
يتزامن اليوم العالمي للعمل الانساني هذا العام مع الكارثة الانسانية التى يشهدها قطاع غزة واستمرار معاناة الأشقاء فى فلسطين بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من ١٠ شهور وما ارتكب خلالها من انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني، بما فى ذلك استهداف للعاملين فى المجال الانساني والمساعدات الإنسانية ومنع دخول هذه المساعدات فى إطار سياسة العقاب الجماعي التى تهدف الى تجويع المدنيين وفرض حصار عليهم. ولقد حرصت مصر منذ بداية الحرب على غزة على تقديم يد العون للأشقاء فى فلسطين لتخفيف معاناتهم وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة لهم من أدوية ومستلزمات طبية ومواد غذائية، كما فتحت أبوابها للجرحي وأسرهم وغيرهم من الفارين من ويلات النزاع المسلح فى فلسطين.
كما لم تنس مصر أشقائها في السودان، حيث استقبلت ما يزيد عن ٥٠٠ ألف سوداني منذ نشوب الأزمة في أبريل ٢٠٢٣، ووفرت لهم كافة سبل الدعم والرعاية؛ وذلك بالإضافة إلي ٥ مليون سوداني آخرين يقيمون بالفعل في مصر؛ حـــيث قدم الشعب المصري كعادته نموذجاً للتضامن الإنساني الأخوي مع أشقائه في جنوب الوادي.
وسوف تواصل مصر دورها الإنساني الرائد في المنطقة، وسوف تستمر في الاستجابة الإنسانية للأزمات المتعددة، وفى تضامنها مع الأشقاء في مِحَنهم، ودعم النهج الترابطي بين العمل الانساني والتنمية والسلام.
تحية تقدير لكل عامل في المجال الإنساني ولكل مؤمن بالقيم الإنسانية النبيلة في هذا اليوم. الذين ضحوا بأرواحهم لأجل انقاذ الأخرين، ومن ضمنهم مسئولة الأمم المتحدة رفيعة المستوى المصرية نادية يونس، والتي استشهدت نتيجة الهجوم على مقر بعثة الأمم المتحدة في بغداد يوم ١٩ أغسطس ٢٠٠٣، وهو اليوم الذى تم تخصيصه سنوياً لنتذكر جميعاً شهداء العمل الإنساني.