وصايا الحكيم
بقلم: عبدالمنعم مبروك
في حوار تليفوني هادئ ومفعم بحب الوطن والانتماء له – في ظل ما يحيط بمصر من مخاطر في المنطقة، وفي ظل جهود القيادة السياسية بدعم الشعب المصري للنهوض بالدولة نحو مستقبل أفضل – كان الهمُّ، وكان الأمل في تحقيق مستقبل أفضل العنوان الرئيسي الذي تناقشت فيه تليفونيًا مع أحد رجالات القضاء والفكر والسياسة في مصر … رجل قضى عمره وكيلاً للنائب العام ثم قاضيًا منذ سبعينيات القرن الماضي؛ حيث كان محدثي المسؤول الأول في النيابة العامة عن التحقيقات في قضية التكفير والهجرة، والمعرفة بقضية الفنية العسكرية … وكان وزير الداخلية آنذاك هو الراحل اللواء حسن أبو باشا والذي تشرفت بمرافقته كإعلامي في زيارته لسجن القلعة؛ حيث كان الإرهابي صالح سرية مع رفاقه على ذمة قضية الفنية العسكرية.
الرجل الذي أشعر بقدر كبير من التقدير والاحترام لدوره في القضاء المصري هو الذي تولى بعد ذلك منصب محافظ المنوفية لثمان سنوات أيام جبروت المرحوم كمال الشاذلي زعيم الأغلبية بالحزب الوطني آنذاك وابن المنوفية والذي حاول كثيرًا فرض الوصاية على محدثي وصديقي المحافظ في قرارات تخص المواطن المصري البسيط على أرض المحافظة وتحقق العدالة والمصلحة العامة التي هي من مبادئ الرجل، إلا أن محدثي كان يأبى الوصاية على قراراته ويصر على إحقاق الحق واستصدار القرارات في الشأن المحلي بالمحافظة بعد الرجوع لرئيس الوزراء والقيادة السياسية، أما دون ذلك فكان الرجل يرفض الوصاية من أي أحد مهما كان مركزه ونفوذه، وهو ما نجح فيه بالفعل بفضل دعم القيادة السياسة آنذاك الرئيس الراحل حسني مبارك شخصيًا لرجل العدالة وخبير الإدارة المحلية المتميز المستشار عدلي حسين … الذي كان يعمل له نواب الشعب آنذاك ألف حساب قبل عرض الطلبات عليه؛ لأنه يصر على أن يأخذ كل ذي حق حقه دون تمييز أو وساطة لدرجة أنه نال احترام وتقدير أبناء المحافظة البسطاء؛ لأنه كان ينتقل إليهم دائمًا في الشارع والسوق والحقل والمصنع، ثم انتقل للعمل كمحافظ للقليوبية بقرار من الرئيس الراحل مبارك لمدة اثني عشر عامًا، الأمر الذي منحه شرف العمل كمحافظ لمدة عشرين عامًا وهذه أطول مدة للعمل لصالح الجماهير والتواجد بينهم، وهي مدة لم تتحقق لأي مسؤول آخر على مستوى الوزراء أو على مستوى الإدارة المحلية والمحافظين؛ نظرًا كفاءة الرجل وحنكته وخبرته في الإدارة المحلية واتخاذ القرارات حتى أطلق عليه البعض (عميد المحافظين) وهو الرجل الذي أتواصل معه منذ الثمانينيات عندما كان محافظًا للمنوفية باعتباري من أبناء المحافظة العريقة، واستمر التواصل معه عندما كان محافظًا للقليوبية، وبعدها كأمين عام الاتحاد من أجل المتوسط للتعاون الأوربي المتوسطي؛ حيث أبلى بلاءً حسنًا في هذا الميدان… ومحدثي المستشار عدلي حسين الذي أعتز بصداقته وأتعلم منه دائمًا صفات العمل الجاد والصدق في التعامل مع الناس، والشرف والأمانة والتواضع … هذا الرجل هو موسوعة قانونية يعرفه كل رجال القضاء في مصر، كما أنه يحظى باحترام عدد كبير من المسؤولين السابقين والحاليين في مصر، كما يحظى بتقدير الرئيس السيسي؛ نظرًا لدوره المتواصل في خدمة الوطن والمواطن.
المستشار عدلي حسين – أمدَّ الله في عمره – كان المواطنون من أبناء المنوفية والقليوبية يطلقون عليه اسم “محافظ البسطاء في المصانع والحقول”.
يقول المستشار عدلي حسين ردًا على سؤالي حول التشكيل الجديد للحكومة وتكليفات الرئيس السيسي لها … إن العبء ثقيل جدًا على الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي؛ نظرًا للتكليفات الرئاسية الضخمة الملقاة على عاتقها والتي تصل إلى خمسة عشر تكليفًا من الرئيس للحكومة … وأضاف محدثي: “إن هذه التكليفات تحتاج للعمل ليل نهار من جانب الوزراء والمحافظين في شتى مجالات الحياة لخدمة المواطن المصري على أرض مصر في كل مكان” .. وأضاف أن الحكومة والوزراء عليهم مسؤولية كبرى في السهر ومتابعة آلام الناس وقضاياهم المختلفة من التعليم إلى الصحة إلى العلاج إلى الأسواق إلى مواجهة المحتكرين والفاسدين والعابثين من تجار المال الحرام في قوت الشعب وصولاً إلى العمل على مدى الساعة لإنجاز المشروعات والمصانع المعطلة، فضلاً عن متابعة التضخم وارتفاع الأسعار والاهتمام بآلام الناس في كل قرية ونجع ومدينة على أرض مصر؛ من أجل النهوض بحياة المواطن البسيط حتى تعود الدولة المصرية إلى نهضتها تحت قيادة الرئيس السيسي بدعم من الشعب المصري … وفي مقال قادم سنتحدث على لسان المستشار عدلي حسين حول قصص النجاح في الإدارة المحلية واستصدار القرارات الحكومية الخاصة بحل مشاكل المواطنين في مواقع العمل والإنتاج وتكريس فلسفة اللامركزية مع الحفاظ على سيادة القانون.