رأى

أعطال التكنولوجيا.. وخطط بديلة

استمع

علاء زياد

في التاسع عشر من يوليو 2024 استيقظ العالم على خبر توقف العديد من شركات الطيران العالمية والبنوك وغيرها من الشركات والمؤسسات، بسبب حدوث بعض الأعطال التقنية التي أوقفت الحركة في مختلف دول العالم، بما اثير معه الحديث عن مدى تأثير التكنولوجيا التقنية في حياتنا اليومية، حيث يزداد الاعتماد عليها بشكل كبيرة بما يصاحب ذلك من مخاطر عديدة حال حدوث اعطال في منظومتها التشغيلية، بما يستوجب معه فهم جوهر هذه الأعطال بهدف وضع التخطيط المناسب للتعامل معها بشكل استباقى بما يضمن الحفاظ على استمرارية الاعمال وتقليل الخسائر المترتبة عليها حتى لا يتكرر ما أعلنته شركة ويندوز مايكروسوفت من حدوث عطل تفنى لخدمات التشغيل بسبب تحديث تقني أجرته شركة كراود سترايك الأمريكية بشكل خاطئ أدى إلى حدوث ما اطلق عليه البعض أزمة الشاشات الزرقاء حيث تحولت شاشات الحاسبات الالية العاملة بنظام ويندوز إلى شاشات زرقاء متوقفة عن العمل، مما أدى الى تحميل الشركة مليارات الدولارات من الخسائر بسبب هذا العطل التقنى.

والحقيقة أن الأعطال التقنية تتعدد وتتنوع، فمنها ما يرتبط بالهارد وير او المكونات المادية للتكنولوجيا مثل الحواسيب، والخوادم، والشبكات، وأجهزة التخزين، ومنها ما يعلق بالسوفت وير او اعمال البرمجة التي تشمل المشكلات التي تحدث في برامج التشغيل أو التطبيقات وتكون ناتجة عن الأخطاء البرمجية، أو التحديثات الفاشلة، وغالبا ما تكون هذه الأعطال أكثر تعقيدًا في التشخيص والإصلاح مقارنة بأعطال الأجهزة، ويرتبط بهذا النوع الأخير أعطال الهجمات السيبرانية التي تستهدف الأنظمة التكنولوجية، بما في ذلك البرمجيات الخبيثة، والهجمات الإلكترونية، وسرقة البيانات وهي مدمرة، لأنها لا تؤدي فقط إلى تعطل الأنظمة بل أيضًا إلى خسائر مالية كبيرة وفقدان كثير من البيانات الحساسة، فعلى سبيل المثال إذا تعطلت أنظمة الكمبيوتر في شركة ما، فقد يتوقف الموظفون عن العمل، ما يؤدي إلى تأخر في تقديم الخدمات او المنتجات، بما يترتب عليه خسائر مالية، فضلا عما قد يترتب علي هذه الأعطال من فقدان البيانات أو انتهاك الخصوصية، بما يستوجب معه غرامات قانونية متعلقة بحماية البيانات، وهذه التكاليف يمكن أن تكون كبيرة وقد تؤثر في استمرارية الأعمال، وهذه بعض صور الخسائر المتحققة نتيجة الأعطال التقنية، وهو ما يستوجب ضرورة وجود خطط بديلة قوية للأعطال التقنية، تشمل على سبل المثال إعداد أنظمة ثانوية ونسخا احتياطية ومنصات تشغيلية متكاملة، فضلا عن أهمية وجود استراتيجيات للتعامل مع تداعيات هذه الأعطال تضمن تقليل الاضرار المترتبة علي حدوثها من ناحية، واستمرارية الاعمال بشكل عام من ناحية أخرى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى