حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية..تتناول وسائل الإعلام ومراكز البحث المحلية والدولية بشكل متواصل ومكثف ، وتوقعات بأيهما سيكون افضل ، خاصة بالنسبة للشئون الخارجية ، مرشح الحزب الديمقراطي ام الجمهوري..
-واتساءل هل في ظل :
١-أن للولايات المتحدة استراتيجيات راسخة تحقق مصالحها كقوة أوحد تدير العالم ، صنعها علي مدار تاريخ طويل مجموعة من المؤسسات الرسمية- البيت الابيض- المخابرات- الكونجرس- البنتاجون- الخارجية- مجموعات المصالح ، خاصة الصناعات العسكرية ولوبي الزراع في ال med West , والقوي الاقتصادية وغيرهم ..
وأن هذه الاستراتيجيات لا يديرها ولا يتحكم فيها أي رئيس أمريكي أيا كان شخصه
او انتمائه الحزبي ، فهو فقط جزء وسط كل هذه العناصر من عملية صنع القرارات الاستراتيجية..
٢- بعد صنع القرار فإن عملية اتخاذ القرار يحكمه ، بنص الدستور ، ما يطلق عليه التوازن في اتخاذ القرار check and balance , بين الرئيس وبين الكونجرس..فلا اي منهما يملك بمفرده من اتخاذ القرارات الاستراتيجية ، سواء في الشئون الداخلية او الخارجية..
وعليه فالرئيس الأمريكي أيا كانت توجهاته يتحرك مقيدا بهذه العناصر ، ويكون دوره هو المشاركة في صنع واتخاذ القرارات ..
ويكون هو المسؤل عن الاعلان والتعبير للجمهور وللعالم عن هذه القرارات والتوجهات..
والفرق بين رئيس واخر هو في الأسلوب وربما في التكتيكات والتحركات ومخاطبة الجماهير
والمجتمع الدولي..
وعليه أعتقد أن الرئيس الأمريكي القادم ، جمهوري او ديمقراطي ، سيكون قادرا علي إحداث تغيرات في الاستراتيجيات التي تحقق المصالح الأمريكية..
ولا أتصور أنه سيكون قادرا، علي وجه الخصوص، حتي لو افترضنا أنه يرغب في ذلك ، علي تغيير اي من التوجهات الاستراتيجية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط عموما ولا لغزة وفلسطين علي وجه الخصوص..
فالتهدأ الضجة المثارة حول انتخاب الرئيس الأمريكي والاراء المختلفة عن أيهما أفضل ..
ولعبة الأمم ستتواصل كما هي ، وسيغيرها ديناميكية حركة التاريخ..