أشرف أبو عريف
لدى مشاهدته عملية أسبيدس البحرية الأوروبية فى اليونان، ألقى الممثل الأعلى / نائب الرئيس جوزيب بوريل كلمة على النحو التالى:
شكراً جزيلاً معالي الوزير
يسعدني غاية السعادة حضوري هنا في لاريسا رفقة معالي الوزير [دفاع اليونان ، نيكوس] ديندياس. لقد عملتُ معكم سابقًا كوزير للخارجية، والآن ألتقي بكم في منصبكم الجديد كوزير للدفاع
أهنئكم على جهودكم وأتقدم بالشكر لكم ولكافة الضباط الذين يعملون في عملية أسبيدس.
تعلمون أنه منذ أكتوبر الماضي، تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر وخليج عدن بشكل ملحوظ، مما أدى إلى أزمة حادة.
يشن الحوثيون هجمات متزايدة التعقيد، وقد طوروا قدرات أكبر لمهاجمة سفننا التجارية، ويهددون الأمن البحري والتجارة الدولية، ويعرضون السلام والأمن الإقليميين للخطر.
إن الأرقام واضحة تمامًا، لذا اسمحوا لي أن أذكر بعضها. يؤدي إعادة توجيه حركة المرور البحري عبر رأس الرجاء الصالح إلى إضافة 10 إلى 14 يومًا لكل رحلة، وهذا يعني تكاليف أعلى، وتعني التكاليف الأعلى ارتفاع الأسعار، و يعني ارتفاع الأسعار المزيد من التضخم. [بالإضافة إلى] ارتفاع أسعار المواد المشحونة والتأمين. الأمر مقلق للغاية، حيث تضاعفت تكلفة الحاوية من الصين إلى أوروبا مرتين.
انخفض عدد السفن التي تعبر قناة السويس يوميا إلى النصف، وهذا يعني خسارة كبيرة لمصر والعديد من المشاكل للاقتصاد العالمي.
ولهذه الهجمات أيضًا عواقب وخيمة على دول المنطقة، فعلى سبيل المثال خسرت مصر العديد من الإيرادات.
كما هو الحال دائمًا، فإن أفقر الناس هم الأكثر تضرراً. وهذا ينطبق على اليمن حيث واجهت حركة البضائع عقبات كبيرة بسبب هجمات الحوثيين، مما أدى إلى تراجع تدفق البضائع بشكل كبير، بنسبة 50% مقارنة مع السنة الماضية. ويعاني السكان من نقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية نتيجة لذلك، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل ملحوظ.
أكدتُ في المرة الأخيرة التي تحدثت فيها إلى جانب قائد العملية، اللواء البحري [فاسيليوس] غريباريس، وأود أن أؤكده مرة أخرى الآن أن هذه الهجمات هي اعتداء مباشر على مصالحنا – على مصالح الاتحاد الأوروبي – وعلى السلام والاستقرار الإقليميين، وعلى حياة من هم الأكثر تضررا.
هذا هو سبب إطلاقنا عملية أسبيدس، والتي تتمثل مهمتها – كما يذكر الأدميرال – في حماية السفن التي تتعرض للهجوم ومرافقة السفن وتعزيز الوعي بالوضع البحري.
تم إطلاق العملية في فبراير. منذ ذلك الحين، رافقت عملية أسبيدس بنجاح أكثر من 170 سفينة تجارية ودمرت 19 طائرة مسيرة وصاروخ أطلقها الحوثيون ضد أهداف مدنية.
دعونا نوضح أن عملية أسبيدس لها تفويض دفاعي بحت. نحن لا نشارك في أي عملية ضد الحوثيين على الأرض. تعمل سفننا للدفاع عن النفس وحماية السفن المستهدفة.
حظيت عملية أسبيدس بدعم كبير منذ اليوم الأول. منذ بداية المهمة، نشرت ست دول أعضاء فرقاطات في المياه الدولية بالمنطقة، و ساهمت 15 دولة عضو بأفراد يعملون بالمقر التشغيلي.
تشرفت بلقاء العديد منهم هنا في لاريسا وفي مقر القوة في البحر.
هذا ما نقوم به، لكننا لا نتصرف بمفردنا، إذ تنسق عملية أسبيدس جهودها مع العملية الفرنسية أجينور [لمكافحة القرصنة البحرية] ، ومع شركاء آخرين في المنطقة. ولدينا اتصالات منتظمة مع عملية حارس الازدهار التي تقودها الولايات المتحدة.
هذه العملية مهمة، وسنواصل العمل للحد من قدرات الجهات الفاعلة العنيفة التي تفسد فرص السلام وتهدد المدنيين وتعرض الأمن البحري للخطر.
أشكركم على عملكم واحترافيتكم والتزامكم الكامل بهذه المهمة. ولكن المهمة لن تكون كافية.
علينا أن نعززعملنا بالمساعي السياسية والدبلوماسية للمساعدة في خفض التصعيد، وبالوساطة لدعم حل سلمي للنزاع في اليمن. نحن نعمل على ذلك، ولن ندخر أي جهد في القيام بذلك.
في الختام ، معالي الوزير ، سيدي الأدميرال ، ضباطنا ، إن هذه العملية دليل ملموس على إرادتنا ، وقدرتنا على تعزيز الأمن الدولي ، والدفاع عن الاتحاد الأوروبي والمصالح العالمية ، وحماية الحق العالمي في حرية الملاحة.
أنا جد فخور
عملية أسبيدس مثال واضح على قدرة الاتحاد الأوروبي على العمل بشكل فعال كضامن للأمن البحري.
والآن ، معالي الوزير ، سيدي الأدميرال ، أنا ذاهب إلى جيبوتي وأتطلع لزيارة سفنكم صباح يوم غد ، لتشجيعها على مواصلة العمل لهذه الأغراض