رأىسلايدر

الصين وروسيا قادرتان على إيجاد البدائل وتوسيع بريكس برغم التحديات

استمع الي المقالة

بقلم: أحمد مصطفى

الاتحاد الأوروبي من خلال مسؤلين اقتصاديين غير ناضجين يرغبون في إشعال حرب تجارية ضد الصين

أصبحت سوق السيارات الكهربائية (EV) الصينية قوة مهيمنة في صناعة السيارات العالمية، حيث ينتج مصنعوها سيارات صديقة للبيئة ومتقدمة تكنولوجياً وبأسعار معقولة. وقد لعبت الحكومة الصينية دوراً حاسماً في تعزيز نمو صناعة السيارات الكهربائية المحلية من خلال سياسات مثل الدعم والاستثمارات في البنية التحتية للشحن ومعايير الانبعاثات الأكثر صرامة. وقد شجع ذلك شركات صناعة السيارات الصينية على الاستثمار بكثافة في البحث والتطوير، مما أدى إلى إنتاج سيارات كهربائية عالية الجودة يمكنها منافسة مراكز القوى التقليدية في صناعة السيارات مثل الولايات المتحدة وأوروبا.

تشتهر السيارات الكهربائية الصينية بقدرتها على تحمل التكاليف بسبب وفورات الحجم وانخفاض تكاليف العمالة وسلسلة التوريد المبسطة. كما أنها معروفة بتقنياتها وميزاتها المتقدمة، مثل قدرات القيادة الذاتية وتحديثات البرامج عبر الهواء وأنظمة إدارة البطاريات المتقدمة.

في عام 2020، أصبحت الصين أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، متجاوزة أوروبا والولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، حيث من المتوقع أن تستحوذ الصين على أكثر من 50% من مبيعات السيارات الكهربائية العالمية بحلول عام 2025. مع استمرار نمو صناعة السيارات الكهربائية الصينية وتطورها، من المرجح أن يكون لها تأثير أكبر على المشهد العالمي للسيارات.

وقد صرح وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أن الرسوم الجمركية المقترحة من الاتحاد الأوروبي على السلع الصينية ليست “عقابًا” وتهدف إلى التعويض عن المزايا التي تمنحها بكين للشركات الصينية. وتعد زيارة هابيك إلى الصين هي الأولى لمسؤول أوروبي رفيع المستوى منذ أن اقترحت بروكسل فرض رسوم باهظة على واردات السيارات الكهربائية الصينية الصنع لمكافحة ما يعتبره الاتحاد الأوروبي دعمًا مفرطًا. وقال إنه على مدار تسعة أشهر، قامت المفوضية الأوروبية بفحص ما إذا كانت الشركات الصينية قد استفادت بشكل غير عادل من الدعم.

والتقى هابيك مع تشنغ شانجي، رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، وقال الأخير إن التعريفات المقترحة من الاتحاد الأوروبي تهدف إلى تحقيق تكافؤ الفرص مع الصين. ورد تشنغ بأنهم سيفعلون كل شيء لحماية الشركات الصينية، وأن رسوم الاستيراد المقترحة من الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية الصينية الصنع ستضر بالجانبين. كما نفى تشنغ أيضاً الاتهامات بتقديم إعانات غير عادلة، قائلاً إن تطوير صناعة الطاقة الجديدة في الصين كان نتيجة للمزايا الشاملة في التكنولوجيا والسوق وسلاسل الصناعة التي عززتها المنافسة الشرسة. ومن المقرر أن تطبق الرسوم المؤقتة للاتحاد الأوروبي بحلول 4 يوليو، ومن المقرر أن يستمر التحقيق حتى 2 نوفمبر، حيث يمكن فرض رسوم نهائية، عادةً لمدة خمس سنوات، على السيارات الكهربائية.

أما بالنسبة لتغير المناخ، فكان الهدف من الاجتماع هو تعميق التعاون بين الدولتين الصناعيتين من أجل التحول الأخضر. وأقرت الدولتان بمسؤوليتهما الخاصة في منع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق درجات الحرارة قبل الثورة الصناعية. قامت الصين بتركيب ما يقرب من 350 جيجاوات من الطاقة المتجددة الجديدة في عام 2023، أي أكثر من نصف الإجمالي العالمي، وإذا حافظ ثاني أكبر اقتصاد في العالم على هذه الوتيرة، فمن المحتمل أن يتجاوز هدفه لعام 2030 هذا العام.

تعرض روسيا لهجمات إرهابية خارجية وداخلية

اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالمسؤولية عن هجوم أوكراني على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها بخمسة صواريخ زودتها بها الولايات المتحدة وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم طفلان، وإصابة 151 آخرين. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أربعة من الصواريخ التي زودتها الولايات المتحدة بنظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأمريكي أسقطتها أنظمة الدفاع الجوي، وانفجرت ذخيرة صاروخ خامس في الجو. وأثار الحادث رد فعل غاضب بين الشخصيات العامة الروسية. فقد أعلنت وزارة الدفاع أن واشنطن مسؤولة بشكل مباشر عن الهجوم الصاروخي المتعمد على المدنيين في سيفاستوبول، والذي تم تنفيذه من نظام كييف.

وكانت الولايات المتحدة قد بدأت بتزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأطول مدى في وقت سابق من هذا العام. وقد قدّر حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف عدد القتلى بأربعة قتلى، مع 144 جريحًا، من بينهم 82 شخصًا نُقلوا إلى المستشفيات. وكان من بين المصابين سبعة وعشرون طفلاً. وتم نقل الأطباء المتخصصين جواً من أجزاء أخرى من روسيا.

قالت وزارة الدفاع الروسية إن روسيا سترد على الهجوم الصاروخي على المدنيين في أوكرانيا. ووصف نائب رئيس مجلس الأمن ديمتري ميدفيديف الهجوم بأنه “عمل خسيس ودنيء ضد شعبنا” وقارنه بالهجمات الأخيرة على المعابد اليهودية والكنائس ومراكز الشرطة في داغستان. وأعرب البطريرك الأرثوذكسي الروسي كيريل عن سخطه لوقوع الحادث في عيد الثالوث الأرثوذكسي. لم تعلق أوكرانيا ولا الولايات المتحدة على الهجوم، الذي وقع في اليوم الذي أعلنت فيه أوكرانيا عن مقتل شخص واحد وإصابة 10 آخرين جراء الغارات الروسية على مدينة خاركيف شرق أوكرانيا. وقد اتهم بوتين الولايات المتحدة باستخدام أوكرانيا لتقويض أمن روسيا، وهو ما تنفيه كييف وحلفاؤها الغربيون.

وعلى الناتو تحمل تبعات تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ بعد هذه الهجمات الإرهابية على سيفاستوبول في القرم، لأن الجميع يعلم التفوق الروسي في كافة الأمور الاستراتيجية. وأن الجانب الروسي الى الآن يلتزم ضبط النفس لأقصى درجة، لأنه يراقب السقوط المروع الاقتصادي والسياسي والأخلاقي للغرب عن كثب ويستعد له.

وبالرغم من ذلك دول كبرى تتقدم بطلب للانضمام إلى التحالف في أسبوع واحد

في الوقت الذي يستعد فيه تكتل بريكس لمواصلة جهوده التوسعية للعام الثاني على التوالي، تقدمت سابع دولة كبرى بطلبات للانضمام إلى التحالف الاقتصادي في أسبوع واحد. ويأتي تدفق الطلبات في أعقاب اجتماع وزراء خارجية التكتل في وقت سابق من هذا الشهر.

أحدث دولة أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى التحالف هي فنزويلا. وقد أدلت ديلسي رودريغيز، نائبة الرئيس التنفيذي للبلاد، بهذا الإعلان خلال ندوة اقتصادية في كاراكاس. وذكرت رودريغيز أن فنزويلا على وشك أن تصبح عضوًا في مجموعة دول البريكس.

خلال القمة السنوية لعام 2023، فاجأ تكتل بريكس الكثيرين بدعوة ست دول للانضمام إليه. وقد قبلت كل من إيران وإثيوبيا ومصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة الدعوة، ليصل العدد الإجمالي للدول الأعضاء إلى تسع دول.

ويبدو أن هذا الاتجاه في التوسع مستمر، حيث تقدمت سبع دول كبرى بطلب الانضمام إلى التحالف في أسبوع واحد. وتشمل هذه الدول “تايلاند وماليزيا وزيمبابوي وكولومبيا وفيتنام وباكستان وفنزويلا”.

وأكد نائب الرئيس الفنزويلي على أهمية الانضمام إلى التكتل، مشيراً إلى أن ذلك يمثل لحظة مهمة في إنشاء نظام عالمي جديد. كما أعربت باكستان أيضًا عن رغبتها في الانضمام إلى بريكس، حيث شارك السيناتور مشاهد حسين سيد تطلعات بلاده للانضمام إلى عضوية البريكس.

وقد لعبت روسيا والصين دورًا رئيسيًا في توسيع نفوذ بريكس في آسيا، حيث زار الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ دول جنوب شرق آسيا لتعزيز العلاقات. وقد أعلنت تايلاند وماليزيا عن خطط للانضمام رسميًا إلى التكتل بعد هذه الاجتماعات والمناقشات التي جرت في اجتماعات وزراء خارجية البريكس في يونيو.

جدير بالذكر، أن فيتنام بموجب زيارة الرئيس بوتين الاسبوع الماضي اقتنعت بعدم دولرة اقتصادها بموجب رغبتها بالانضمام الى بريكس. وأن السعودية قد شرعت هي الأخرى بفك اتفاقية البترودولار والتعامل بعملات أخرى في صفقات بيع نفطها ومشتقاته. وأن اليابان هي الأخرى تحاول أيضا توزيع مصادر احتياطياتها النقدية، وفك الارتباط التاريخي بين الين الدولار بحسب مصادر اقتصادية دولية عديدة تم تداولها خلال هذا الأسبوع.

وقد دأب تحالف دول البريكس على دعم القضية الفلسطينية في صراعها مع إسرائيل. هذا الدعم متجذر في القيم المشتركة لدول البريكس، والتي تشمل السيادة وتقرير المصير والعدالة لجميع الشعوب. لقد واجه الشعب الفلسطيني التمييز والقمع والعنف من قبل الحكومة الإسرائيلية. وعلى الرغم من المقاومة، إلا أن دول البريكس دأبت على رفع صوتها لدعم القضية الفلسطينية، داعيةً إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وحماية حقوقهم وكرامتهم.

وقد كرر قادة الدول الأعضاء في قمم البريكس دعمهم للقضية الفلسطينية، داعين إلى حل عادل ودائم يستند إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. كما حثوا على إجراء مفاوضات ذات مغزى بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق سلام شامل وعادل.

وقدمت دول البريكس الدعم المالي والسياسي للشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية، وتعزيز التنمية الاقتصادية والرعاية الاجتماعية والتبادل الثقافي بين دول البريكس وفلسطين. إن دعمهم ليس فقط مسألة مبدأ، بل هو أيضا مسألة حسابات استراتيجية، حيث أن السلام العادل والدائم لن يفيد الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي فحسب، بل أيضا المنطقة والعالم بأسره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى