رأى

الرضا النور

استمع الي المقالة

بقلن: د. أحمد تركى

الرضا والنور في قوله تعالي:.

” ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب”.

” التقوي. في بعض معانيها. الاحتراز من الشر.

وعرفها البعض بقوله : الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ( الشريعة) ، والرضا بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل.

وهناك فارقُ بالطبع بين مفهوم الخوف من الله ، ومفهوم الخوف من أي مخلوق !!

كما قال بعض العارفين : ” المخلوق إذا خفته فزعت منه وهربت ، والخالق سبحانه وتعالي إذا خفته استأنست به وقربت إليه “.

وفي هذا المعني يقول الله تعالي ” ففروا إلي الله إني لكم منه نذيرٌ مبين ” الذاريات : ٥٠

إن جلال الله تعالي والخوف منه لا يمكن أن يكون فزعاً واضطراباً ،،، بل هو أنسٌ وقربٌ وسلام بين العبد وربه وبين العبد ومخلوقات الله ، وبين العبد ونفسه.

والمتأمل في بعض آيات القرآن التي تتحدث عن جانب الترهيب في الإسلام:

، يري. جلالاً في أيات الله وتشريعه ، يأخذه هذا الجلال إلي الجمال.

فيعيش بين جلال الله وجماله ، فتكتمل التقوي في قلبه وشعوره وأخلاقه وعطائه.

.

قال تعالي : ” يا أيها الذين آمنو قو انفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون “

التحريم : ٦

فكلما أحس الإنسان بصفات جلاله خشع قلبه واستقامت جوارحه.

فمنعه الجلال من عصيان الله حتي ولو في الصغائر.

وكلما أحس الإنسان بصفات جماله طمع فى رحمته واستشعر الحب و الرضا ” رضى الله عنهم ورضوا عنه )

(يحبهم ويحبونه)

أما بالنسبة للشعائر.

فهناك فارقُ بين تأدية الشعائر ، وتعظيم الشعائر.

من وقف علي عرفة. فقد أدي الشعائر. لكن الله تعالي يريد منا تعظيم الشعائر.

وتعظيم الشعائر يعني أن يؤديها عن حبٍ وعن خشوع وعن رضا ! حتى وإن كانت الشعيرة فيها مشقة

ومثال ذلك. موقف الذبح والفداء.

فالله تعالي ضرب لنا مثلاً واضحاً في تعظيم الشعائر وتقوي القلوب. بسيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل. ليعلمنا معني الطاعة الراضية وطاعة الحب.

قال تعالي :

“فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102).

فمن عظم شعائر الله بهذا المعني وصل إلي منزلة تقوي القلوب.

ومن وصل إلي تقوي القلوب ، وثق فيما عند الله أكثر من ثقته فيما تحت يده !!

كما قالت هاجر عليها السلام لزوجها عندما أودعها وابنها في وادٍ لا زرع فيه ولا ماء ، آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : إذا لن يضيعنا !!

وعندما تفجر زمزم بين يدي رضيعها ، سمعت ملكاً ، يقول : ” إن الله لا يضيع أهله”.

كم من أناس تركو ثروات لابنائهم. دون تقوي ، ضاعت الثروات وضاع معها الأبناء !!

وكم من أناس اتقو ربهم. ففجر الله لهم ولأبنائهم كنوز الأرض وأبواب السماء !!

قال تعالي : ” وليخش الذين لو تركو من خلفهم ذرية ضعافاً خافو عليهم فليتقو الله وليقولو قولاً سديداً ” النساء : ٩

إنه طريق النور. الذي يصل المسلم به إلي الحقيقة !!

ومن وصل إلي الحقيقة. وصل إلي الله. فكان قلبه نوراً وبصره نوراً وبصيرته نوراً ، ” ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور “.

اللهم اجعلنا منهم.

#إن_الله_معنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى