رأىسلايدر

تجديد الدماء .. وأخطر أسرار المصريين

استمع الي المقالة

سكينة فؤاد تكتب

نقلاً عن الأهرام

◙ طال انتظار تجديد الدماء الوزارية بأمل حياة جديدة وواقع جديد تتحقق فيه آمال المصريين ويخفف ما تحملوه من آلام ويعالج ما واجهوه من مشكلات وأزمات صحية وتعليمية واقتصادية، واتساع آفاق الحريات والإدراك الحق أن الاختلاف على أرضية وطنية يسهم فى تصحيح المسارات والسياسات ويحقق الإنقاذ من الأزمات والعثرات التى تتعرض لها الأوطان، وأستعيد ما لم أتوقف فى أغلب مقالاتى عن الكتابة عنه عما تمتلكه مصر من ثروات بشرية فى شعبها وثروات طبيعية فى رمالها وبحارها ومناجمها ومناخها وموقعها تحتاج من يحسن الإدارة ويعظم المنتج ويعرف كيف يطلق الطاقات الكامنة فى أرضها وأبنائها، ويعرف أيضا كيف يعيد لهم الوعى الصحيح بالذات وبما لديهم من قدرات وإمكانات، واسألوا أى مكان فى الدنيا ذهب إليه المصريون يعملون ويقدمون خبراتهم فيه وحجم النجاحات التى حققوها، وأيضا ما يؤدى إليه عدم احترام وتمكين أصحاب المواهب والكفاءات من عصف وإهدار لقدرات الأوطان، وما أكثر ما كان تغيير الدماء فى بعض الأمراض ضرورة حياة وإحياء فى زمان عصف بكل القيم الأخلاقية والإنسانية وامتلأ بالظلم، وافتقد العدالة والرحمة، وأصيبت المنظمات الدولية بالسكتة القلبية والعجز والشلل وظهر فيه أنواع جديدة من آكلة البشر فى إسرائيل وفى البيت الأسود الأمريكى حتى أصبح استقواء الدول بقواها الذاتية وتعظيم ما لديها من قوى للاستقواء والمقاومة ضرورات للانتصار فى حروب الجيلين الرابع والخامس وما هو قادم ولا يقل خطورة وبشاعة وما ظهر حتى الآن مثل ما يثار عما وراء إرهاب العالم بفيروس كورونا وتصنيعه فى معامل وأنه لا يستند لأسس علمية رغم الآثار التى ترتبت على تطعيماته وغياب الحقائق التى تؤمن وتطمئن البشر وأيضا مثل ما يثار حول مخاطر الذكاء الاصطناعى وما يطلقه من أخطاء حذرت منها مواقع عالمية وحذرت من النتائج التى ستترتب عليه من تهديد للبشرية.

◙ إنها مؤشرات لبعض المتغيرات فى عالم اختلط فيه الحابل بالنابل ويثبت كل يوم أن لا انتصار على تحدياته وأخطاره إلا للقادرين على استدعاء وتعظيم قواهم الذاتية والدفع بما يحقق الأمن والسلام والعدالة الاجتماعية، ويقضى على التمييز ويعالج الفروق الفلكية بين أبناء الوطن الواحد فى الدخول وفى الحقوق والواجبات، وفى الحصول على الخدمات ودون احتياج لمن يشفع أو يدعم ويؤمن ويعتز بقيمة لقب مواطن، وهو ما لا تستطيع أن تقوم به إلا قيادات أمينة يتوافر لها أول ما نادى به الرئيس السيسى فى دعوة تشكيل حكومة جديدة من ذوى الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة ـ هذه القيادات بهذه الصفات التى لم يكف الخبراء والمفكرون من إعلان أن غيابها عن مواقع القيادة يمثل مشكلة من أخطر مشكلات بلادنا، وفى عمر عملى الصحفى الذى أكرمنى الله به والذى تجاوز نصف القرن «ما شاء الله» فى رحاب وعشق الكلمة التى أردت دائما ان يكون أصلها ثابتا فى تناول هموم بلدي، وفرعها فى السماء كشأن كل كلمة مخلصة ـ لقد أتاحت لى الكلمة أن أرى وأعايش ما تمتلئ به مصر من خبرات وكفاءات فى جميع المجالات ورأيت أنه لا توجد مشكلة لا يتوافر لها الحل إذا أعطيت المسئولية لمن يستطيعون حلها، وتمثلت أخطر الحروب على مصر فى الدفع بمتوسطى القيمة والموهبة وعدم قدرتهم على إطلاق الطاقات الكامنة وإبداعات المصريين فى جميع المجالات، وأقرب مثال يحضرنى ونحن فى شهر يونيو انتصارنا العظيم فى أكتوبر 1973 على عدو يتفوق علينا بأحدث الأسلحة الأمريكية وتفوقنا عليه بالإنسان المقاتل، وكما اعترف كيسنجر وزير خارجيتهم يومها بأنه اعتقد ان الصهاينة بالأسلحة الأمريكية سيدمرون جيشنا وفوجئ بجولدا مائير رئيسة وزرائهم آنذاك تطلب النجدة وإيقاف القتال.. لذلك ظل وسيظل الإنسان المصرى بأصوله ومكوناته التاريخية والنضالية مستهدفا، ولذلك وقفت طويلا أمام ما جاء من أهداف فى تشكيل وزارة جديدة وضع فيها ملف بناء الإنسان المصرى على رأس قائمه الأولويات، خاصة فى مجالى الصحة والتعليم والمشاركة السياسية وتطوير ملفات الثقافة والوعى الوطنى والخطاب الدينى المعتدل وبما يرسخ مفاهيم المواطنة والسلام الاجتماعى ولا أنسى العدالة الاقتصادية وإطفاء سعار التضخم والأسعار، لقد أكد ما جاء فى الخطاب الرئاسى الإيمان بأن أخطر ما تمتلك مصر من أسلحة هو الإنسان، وأن توفير كل ما يطلق قواه الذاتية ويوفر له الأمن والأمان والاطمئنان والعدالة الاجتماعية ويفتح له آفاق الحريات والاتفاق والاختلاف هو ضرورة حياة وإحياء للحاضر والمستقبل، وأن تجديد الدماء الوزارية يتطلب اكبر وأعظم الكفاءات والخبرات فى مجالات تخصصها لتجدد للمصريين تاريخ إبداعاتهم وانتصاراتهم.

◙ قرأت الأسبوع الماضى عن تنفيذ مركز بحوث الصحراء برنامجا لمعرفة مدى نجاح زراعة نبات الكاسافا كبديل لزراعه القمح بمحافظة الوادى الجديد بتوجيه من وزير الزراعة بزراعة محاصيل غير تقليدية تسد الفجوة من احتياجات الدقيق، وأنه أطلق عليه محصول القرن الحادى والعشرين لمميزاته فى توفير الأمن الغذائي، وأن المسئولين أعدوا دورات عن طرق زراعته باعتباره محصولا جديدا على الزراعة فى مصر .. ومع الترحيب بكل ما يشارك فى تحقيق أمننا الغذائى يظل السؤال المهم ماذا عن كل ما كتب عن زراعة الشعير الذى صنع منه أجدادنا القدماء أصناف خبزهم المتعددة والنجاحات التى تحققت الآن فى زراعته سواء من الجهود الأهلية ومعاهد الغذاء القومية فى إنتاج رغيف عالى القيمة الغذائية من خليط القمح والشعير بكل ما تحققه زراعة الشعير من فوائد زراعته للأرض والإنسان والحيوان، والتى نجحت فى المناطق الصحراوية خاصة مرسى مطروح بالإضافة إلى أنه يكفينا شرور استيراد القمح .. هل جماعات استيراد القمح لا تريد منافسة من الشعير ولا تبالى بمصالح بلادها؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى