إيطاليا وقمة مجموعة السبع… التحديات متعددة
علاء زياد
خلال يومى 13- 14 يونيو الجارى، يستضيف إقليم بوليا الايطالى اجتماع قمة مجموعة السبع، التي يشارك فيها رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، اليابان وكندا)، فضلا عن رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية ممثلين عن الاتحاد الأوروبي. ووفقا للتقاليد، يشارك في بعض أعمال القمة ممثلو دول ومنظمات دولية مدعوين من قبل الدولة التي تتولى الرئاسة الدورية، حيث ترأس إيطاليا هذه القمة، وقد وجهت دعوات لعدد من الدول الافريقية وامريكا الجنوبية والهند، فضلا عن أوكرانيا، حيث اكدت بعض الأطراف الدولية والإقليمية حضور هذه القمة التي تأتى في توقيت لا تزال الملفات والقضايا مشتعلة عالميا وإقليميا، بما يعنى ان القمة ربما لن تخرج في بيانها الختامي عن التأكيد على مواقف دولها الثابتة حيال تلك القضايا والملفات. وما يشغلنا هنا موقف هذه القمة من قضايا المنطقة العربية والقارة الافريقية. إذ انه من المنتظر ان تحظى القارة باهتمام خاص من جانب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلونى والتي جعلت أفريقيا عنصرا أساسيا في سياستها الخارجية منذ توليها المنصب في أواخر 2022 وأطلقت مشروعا مع عدد من الدول الأفريقية في يناير الماضى هدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والتأسيس لمركز للطاقة لأوروبا وللحد من الهجرة، كما استضافت القمة الإيطالية الافريقية الأولى. أما بالنسبة لقضايا او أزمات المنطقة العربية، فلن يُتوقع أن تشهد جديدا في مواقف دول القمة، بل من المنتظر أن يعاد التأكيد على المواقف التي وردت في بيان وزراء خارجية الدول الأعضاء في القمة الصادر في النصف الثانى من ابريل الماضى، إذ عبر البيان بشكل واضح عن توجهات القمة حيال الأوضاع في الاراضى الفلسطينية المحتلة بشكل اكثر انحيازا للجانب الاسرائيلى حينما اكد على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، في حين اقتصر دوره على تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني ومطالبة إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات. أما في اليمن فمن المتوقع أن يظل الموقف مطالبا للجميع الأطراف بالبدء في العملية السلمية وهنا يساوى الموقف بين الشرعية اليمنية وبين جماعة الحوثيين التي انقلبت على الشرعية وتمارس العديد من صور الاعتداء والتهديد للملاحة البحرية في البحر الأحمر وهو ما جعل البيان يفرد بندا للموقف من الملاحة في البحر الأحمر، حيث أدان ما ترتكبه جماعة الحوثى من تهديدات واعتداءات على السفن التجارية في البحر. أما بالنسبة لسوريا فظلت المطالبات للأطراف السورية بضرورة انهاء معاناة السوريين دون المطالبة من الأطراف الأجنبية المتدخلة من الانسحاب من الاراضى السورية وانهاء احتلالها.
وفى السياق ذاته، من المنتظر أيضا أن يحظى ملف الحرب في أوكرانيا على اهتمام كبير من جانب القمة خاصة مع تأكيد الرئيس الاوكرانى فولوديمير زيلينكسى من الحضور والمشاركة في فعالياتها.
وإلى جانب القضايا السياسية، سيحظى الملف الاقتصادي بمحل اهتمام من جانب دول القمة، وذلك بحكم ما يشهده الاقتصاد العالمى من تراجعات كبيرة في معدلات النمو رغم الخطوات العديدة التي اتخذتها المنظمات المعنية والدول الكبرى من اجل خفض التضخم والعودة إلى معدل النمو الاقتصادي المشجع على تحسين الأوضاع المعيشية لسكن المعمورة.
خلاصة القول إن قمة السبع الكبرى في إيطاليا تأتى في وقت تتداخل فيه الملفات وتتنوع فيه القضايا وتتشابك فيه الازمات بما يتطلب الخروج برؤى جديدة تسهم في وضع الحلول لمثل هذه الازمات والقضايا، حفاظا على الحد الأدنى من الاستقرار الذى يعيشه عالم اليوم الذى اصبح على فوهة بركان على وشك الانفجار.