نحو الجنوب.. مبادرة إيطالية في دورتها الثالثة
علاء زياد
استضافت مدينة سورينتو الإيطالية خلال مايو ٢٠٢٤ فعاليات النسخة الثالثة من المنتدى الدولي المعنون بـ “نحو الجنوب: الاستراتيجية الأوروبية من أجل حقبة جيوسياسية واقتصادية وسوسيو-ثقافية جديدة في منطقة المتوسط”، حيث عقد المنتدى تحت رعاية رئيسة الوزراء الإيطالية “جورجيا ميلوني”، وتنظمه مؤسسة “البيت الأوروبي- أمبروسيتي” برئاسة فاليريو دي مولي تحت رعاية الحكومة الإيطالية، ويهدف إلى توفير فضاء للتبادل والتشاور حول آفاق النمو في جنوب إيطاليا ودول البحر الأبيض المتوسط، وإنشاء منصة تفاعلية بين القطاعين العام والخاص على المستويين الوطني والدولي.
ولذا، يدعو المنتدى للمشاركة في فعاليات، أبرز الجهات الفاعلة من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى ممثلي المؤسسات الأكاديمية والبحثية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وقد شارك في فعاليات هذه الدورة من المنتدى العديد من رؤساء الوزراء والوزراء ورؤساء الجامعات وعدد كبير من رؤساء الهيئات والشركات والمنظمات من دول حوض البحر المتوسط، حيث تناول المنتدى هذا العام الوضع الجيوسياسي الحالي وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى مواضيع الأمن الغذائي والرؤية الجديدة للطاقة في جنوب البحر المتوسط وإيطاليا، مع استعراض آفاق التعاون بين مختلف دول المنطقة في المجالات الاستثمارية والتكنولوجية والتعليمية.
ومن دون الدخول في كثير من مناقشات وحوارات المنتدى هذا العام، فقد تركزت مخرجاته ونتائجه على جملة من القضايا والملفات ذات الأهمية لشعوب دول المنطقة، إذ تضمنت توصيات ضرورة وضع الحلول لكافة العراقيل التي تواجهها دول منطقة شرق وجنوب البحر المتوسط، خاصة فيما يتعلق بقضية الهجرة غير الشرعية، من خلال طرح رؤي فاعلة لتنفيذ العديد من مشروعات التنمية في دول شمال افريقيا فى مجال الزراعة والطاقة والحفاظ على البيئة ما من شأنه خلق المزيد من فرص العمل لدى الشباب. مع أهمية العمل على تذليل العراقيل التي قد تمنع الطلاب الأجانب خاصة من دول المنطقة للدراسة في الجامعات الإيطالية.
خلاصة القول إن كثير منا لم يسمع عن هذا المنتدى ولم يتابع أخباره ويرصد مخرجاته ونتائجه رغم أهميته على مستوى تنسيق العلاقات بين الجانبين (ايطاليا ودول جنوب البحر المتوسط)، إذ لم اجد صدى لهذا المؤتمر في مختلف وسائل الإعلام العربية بصفة عامة والمصرية على وجه الخصوص، رغم مشاركة اطراف مصرية عديدة في هذا المنتدى وتقديمهم العديد من الرؤى والمقترحات بشأن أجندة عمله، الأمر الذى يستوجب لفت انتباه الاعلام العربى والمصرى إلى ضرورة متابعة مثل هذه المنتديات والفعاليات التي تناقش القضايا الأكثر مساسا بمستقبل شعوب المنطقة، لتسليط الضوء على أحداثها وإبراز مخرجاتها وتقييم أداءها بهدف تجسير مساحة التباعد بين الجانبين بما يحقق المزيد من المكاسب المتبادلة للجميع.