مما قرأت فى علوم الدين
دبلوماسي يكتب
بعض الأستخلاصات مما قرأت لثقات من أساتذة علوم الدين والتدين ، حول:
١-القرآن/الحكم الشرعي ..
٢- الفقه/ الحكم الفقهي..
٣- السنة / الأحاديث..
٤- العقل / النقل
٥- القانون
١- القرآن الكريم وحي من الله لحضرة سيدنا محمد عليه الصلاةوالسلام.. أبلغه للناس بنصه.. وهو خطاب الله لهداية الإنسان وتحقيق مصالحه وإعمار الأرض ..وهو النص المقدس والثابت الوحيد الذي لا جدال ولا نقاش حوله ..
والحكم الشرعي هو ما يرد في النصوص القطعية في القرأن الكريم، وهي قليلة جدا..
٢- الفقه هو علم تفسير وتأويل آيات القرآن بإجتهاد بشري.. والحكم الفقهي هو فهم الفقيه لخطاب الله.. هو استنباط الأحكام من النص.. وهذا الفهم هو أجتهادي بشري لا قداسة له بأي درجة.. ويبدأ الفقيه بالبحث في القرآن الكريم وفي الأحاديث الصحيحة فإن لم يجد الفقيه فيهما حلا يلجأ للقياس مع عناصر معاونة للعقل مثل الأستحسان مع التفريق بين أحكام العبادات وأحكام المعاملات ومع الأخذ في الاعتبار أهمية احتكاك الحكم الفقهي بالواقع.. ودور العالم الفقيه هو أستنباط الحكم ثم إعلانه للناس دون أن يفرض عليهم فهمه وفقهه لأن من حق عوام الناس أن يختاروا ما يتوافق مع أحوالهم ..وقد تنوع وتجدد ها الإجتهاد البشري علي مدار التاريخ .. ومن الطبيعي ومن سنن الحياة أن يتطور الفقه ويتجدد مع تطور الحياه.. قال تعالي ” وقد خلقكم أطوارا “. نوح 14..
وعلى مدى تاريخ المسلمين ظهرت مئات من التفاسير والتأويلات/ الفقه للنص المقدس، وقد تأثرت وأختلطت بالتكوين الشخصي والنفسي والثقافي للفقيه في زمنه.. وللبيئة التي عاش فيها بتقاليدها وعاداتها وتراكماتها وموروثاتها الثقافية والحضارية..
ومن المعروف أن الأئمة الأربعة كان لهم أكثر من رأي في المسألة الواحدة.. كما كانوا يراجعون ويطورون آرائهم الفقهية .. فأبو حنيفة رجع عن كثير من أجتهاداته قبل وفاته..وهو القائل ” هذا رأيي، وهذا أحسن ما رأيت ، فمن جاء برأي خير منه قبلناه “.. كما أن الشافعي كان له مذهبان..أحدهما في العراق والآخر بعد مجيئه إلى مصر.. حيث غير وعدل وحذف الكثير من مذهبه الذي كان في العراق ، لأدراكه أن مصالح الناس وحاجاتها في مصر مختلفة عن العراق.. كما أن له قول مشهور ” قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ” .. وسيدنا على، كرم الله وجهه، قال” إن القرآن حمال أوجه” .. يقصد في تفسيره وتأويله.
وعلم أصول الفقه حدده الإمام الشافعي في القرن الثالث الهجري.. ووضع عدة قواعد تحكم أجتهادات الفقيه ويجب عليه مراعاتها..وهي :
مصلحة العامة تجب المصلحة الخاصة..الأعمال بمقاصدها.. الوسيلة تأخذ أحكام الغايات..المشقة تجلب التيسير..لا ضرر ولا ضرار..
وعلي مدى 1400 سنه تراكم وتكون تراث فقهي من اجتهادات بشر لا قداسة لهم مهما كان قدرهم الفقهي والعلمي.. والمطالبة بتجديد وتنقيح الفقه حدثت مرات عديدة على مدى التاريخ.. طالب بها العديد من المصلحين والمتنورين في أزمنة مختلفة.. وللأسف غالبا ما قوبلوا بمعارضة شديدة من أصحاب المصالح الذين يريدون ابقاء العقول والقلوب مغلقة علي فقه السلف من القرون الاولي..وبعض هؤلاء من المجددين تم أضطهادهم وتكفيرهم أو سجنهم.. مثلا منهم أبن رشد..وفي مصر في التاريخ القريب الشيخ علي عبد الرازق وطه حسين وفرج فوده..حتي ابن تيمة نفسه اضطهد وسجن لخلافات فقهية/سياسية.. وغيرهم.. ويعتبر بعض الفقهاء أن تجديد الفقه ومراجعة رجال الدين هي ” فرض عين “..
٣- أما عن السنة المشرفة والأحاديث النبوية فإن المصريين يؤمنون أن السنة هي المصدر الثاني للشريعة ويتبعونها كما تعلموها وسمعوها من شيوخهم .. كما يحبون حضرة سيدنا محمد وأهل بيته..
المشكلة التي هي محل جدل هي صحة الأحاديث .. وهذا أمر لا علاقة له بأنكار بالسنة ، خاصة مع حقيقة أن تدوين الأحاديث بدأها البخاري بعد 250 سنه من وفاة حضرة سيدنا محمد.. وكان عليه الصلاة والسلام قد نهى أصلا عن تدوينها ..كما لم يأمر بجمعها بعده.. وأيضا فإنه في تاريخ المسلمين وبسبب الصراعات السياسية على الخلافة ، والتي بدأت منذ وفاة حضرة الرسول، تم تأليف أحاديث نبوية كثيرة لدعم الخلفاء..كما أن هناك أحاديث كثيرة مدسوسة / أسرائيليات..
إن المطالبة بمراجعة وتنقيح وتصحيح آلاف الأحاديث التي جمعها بشر لا قداسة لهم لا يجب أعتبارها رفضا للسنة المشرفة او نقدا وهجوما علي أشخاص من قاموا في زمانهم بجهد مخلص في تجميعها .. لكن في نفس الوقت فلا قداسة لهم ولا لما جمعوه..
٤-العقل.. لقد أمرنا الله بإعمال العقل و بعدها الإنسان مكلف باﻹختيار في ضوء كل هذه الحقائق .. قال تعالي ” وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم ولعلهم يتفكرون”النحل 44 .. ” قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ” الزمر 9..” وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير” الملك 10 ..كما امرنا حضرة رسولنا ” أستفتي قلبك ولو أفتاك الناس “..
والله سبحانه وتعالى كرم الإنسان بالعقل ووهبه حرية الأختيار .. وأمره بالتدبر والتفقه والقراءة/التفكر/الفهم ، لأنه سبحانه سيحاسبه علي أختياراته وليس علي أختيار الفقهاء له.. وما دمنا قد عرفنا الله بالعقل الذي وهبه سبحانه لنا فلسنا في حاجة إلى أغلاق عقولنا والأعتماد علي النقل عن الآخرين لمجرد أنه فقيه أو إمام ، لأنه بشر مثلنا وليس مقدسا حتي لا نراجعه..
ومهمة الفقيه هو أن يبين للناس الآراء الفقهية المتعددة ولا يفرض علي الناس أختياراته.. يقول تعالى ” لا إكراه في الدين ” البقرة 256.. ” أدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن ، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ” النحل 125 .. وللاسف فإن العقل العربي مشغول علي مدار تاريخه بالتراث ويطبقه علي الواقع الحالي رغم اختلاف الزمن والأحوال.. وهذا هو الغياب الراهن للعقل العربي..ابن الجوزي يقول “نحن عرفنا الله بالعقل فلا يجوز أن نوقفه بعد ان عرفنا الله به”.
فلا يجب ان يظل العقل مقيد بسلطة النص وفتاوى الفقه الموروث..كما أن الفرق الأولي ” الخوارج والشيعة والمعتزلة الخ جميعها كانت اشتقاقات من مواقف ولعبة سياسية وصراع علي الخلافة..
٥- القانون..هو صياغة الحكم الفقهي مع تعدده وتباينه في قانون وفقا لما يتفق عليه المجتمع تحقيقا لمصلحة غالبية الناس.. وولي الأمر لابد وأن يرضي جميع الأطراف في المجتمع المحيط به عند الانتقال من الفقه إلي القانون..
والمجتمعات وعلاقات الإنسان مع الأنسان ومع المجتمع يديرها القانون والعادات والتقاليد..