ثقافة

رواية إمام من ذهب

استمع الي المقالة

شروق عطوة

رواية إمام من ذهب هى الرواية الثالثة للكاتب الروائي دكتور خالد القطب الشهاوى صادرة عن دار النخبة للنشر والتوزيع بمصر في العام 2024 ، تصنف هذه الرواية من فئة الروايات الاجتماعية التراجيدية، تبرز موضوع طال انتظاره وأصبح حلم لدى كل مصري وعربي ألا وهو الدور المرجو من أئمة ومشايخ الأزهر الشريف وثوب الصفات التي يجب أن يرتديه إمام القرن الحادي والعشرين من قدرة وطلاقة على تحدث اللغات الأجنبية بجانب العربية الفصحى وقدرة على الاستقراء والاستنباط من نصوص الكتاب والسنة ، وذلك في عصر الرقمنة الذى أصبح الإنسان لا يصدق ولا يؤمن إلا بما يراه قلبه وما يقبله عقله.

فهناك أربعة شبان لقبهم أهل قراهم بمصر بفريق الدحيحة استطاعوا الحصول على أربعة بعثات لاستكمال دراستهم العليا في أربعة دول غربية، ابتسم الحظ لهم وهون عليهم ألام الغربة وأوجاعها و صادف كل دحيح بنت جميلة زميلة له في دراسته من أهل تلك البلدان نشأت بينهم قصة حب أوصلتهم للوله، وكان من الطبيعي أن يتعرض الشبان الأربعة لأسئلة من ملكات أفئدتهم تخص الدين الإسلامي وتحتاج إلى إعمال العقل للإتيان بالإجابات المنطقية المقنعة لعقول تربت ورويت بالثقافة الغربية ، تلك الثقافة التي لا يخفى على أحد أنها تقوم على الديمقراطية وانتهاج منهج الواقعية القائم على الإقناع بالحجة والدليل من الحياة الملموسة التي يحيها الناس.

كان من المنطقي أيضاً أن الشبان الأربعة تعجز عقولهم عن إيجاد الغوث والمدد المريح لأخلاد خليلاتهم لاسيما أنهم غير مختصين في العلوم الإسلامية، لم يكن أمامهم إلا باب واحد لابد من قرعه ألا وهو باب المراكز الإسلامية في البلدان المبتعثين إليها، لكن تلك الأماكن كانت شحيحة بخيلة في توفير الزاد العقلي الذى تصبوا إليه عقول فتياتهم الأربعة وذلك لأن أئمة تلك المراكز كانوا من غير الناطقين بالعربية كلغة أولى، فهم يحفظون النصوص من القران والسنة فقط أما القدرة على التحليل والفهم وربط الجزيئات ببعضها للوصول للكل فهي ميزة غائبة عنهم.

ولهذا بعد عودة فريق الدحيحة وزوجاتهم الأجنبيات لمصر خلقوا ما يسمى ببرنامج الإمام الذهبي كي يكون الجسر الذى يعبر عليه أئمة ومشايخ الأزهر الشريف من المحلية للعالمية، ولما لا وهم خير من يمثلون الأمة الإسلامية لتنشئتهم ورضاعتهم وتغذية أجسادهم في أعرق مؤسسة تعليمة إسلامية في العالم (الأزهر الشريف) ، لكن هيهات هيهات في ظل وجود الأيادي المرتزقة التي بأوامر أسيادها حول العالم وأدت الفكرة واغتالت أجساد فرسان المائدة المستديرة وحلائلهم حتى يظل السُبات وتظل فزاعة الدين ليوم الدين لغير المسلمين في الدول الأوربية وكل الدول الغير ناطقة بالعربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى