دبلوماسى يكتب
أتساءل ، هل انشاء ” مؤسسة تكوين للفكر العربي “، من مجموعة من مثل هذه المجموعة القليلة من َالمثقفين المصريين والعرب، بأهدافها المتعددة الثقافة والموضوعات، تستدعي كل هذه الضجة والشوشرة المشخصنة غير الموضوعية حولها ، خاصة أنها لم تبدأ بعد نشاطها.. كان علي جميع الذين هاجموا أشخاص اعضائها بتشدد متعصب أن ينتظروا قليلا ويتابعوا نشاطها قبل أن يحكموا عليها بهذه الضجة..هل من المتصور أن هذا العدد القليل من المثقفين يمكن ، من خلال هذه المؤسسة الفكرية، أن تهدم وتهز العقول بخصوص الدين والتدين..
هل هم أقوي من المؤسسات الدينية المنتشرة في كل محافظات مصر ، وكل مئات الالاف من خريجيها من العلماء ومن أئمة المساجد ومن الدعاة المسيطرين علي عقول العامة من خلال محطات التلفزيون ووسائل التواصل والاف المساجد والزوايا..
في هذه الحالة، وأن كانت هذه الضجة والشوشرة تعبر عن خوف حقيقي موضوعي أن تكوين ستهدم الدين والسنة ، فأن هذا يعني ضعف وعدم قدرة المؤسسات الدينية علي القيام بدورها في تثبيت الدين والتدين كما أمر به الله وتعلمناه بالتواتر عن حضرة سيدنا محمد..
كان يجب علي هذه المؤسسات أن تعمل بإخلاص وموضوعية علي ترسيخ ” الأخلاق والانسانية والقيام بصالح الأعمال ” ، لدي الأنسان.. وحضرة سيدنا محمد، قال ” إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق “.. موضوع التدين سهل وبسيط ولا يحتاج لكل هذه العلوم الدينية وكل هؤلاء الالاف ممن يسمون برجال الدين والدعاه.. والله يخاطب كل الناس بأن يعملوا صالحا.. ويؤكد لهم ” ما جعل عليكم في الدين من حرج ” و” يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر “.. والله / الخالق موجد داخل الأنسان بالفطرة ، ” فطرة الله التي فطر الناس عليها ” .. وكل انسان يستطيع ببساطة أن يصل الي الله بقلبه ، ولا حاجة له بكل هذه العلوم الدينية التي اخترعها والفها بشر.
لا قداسة لهم .. وقد تعلمنا ممارسة الشعائر التدينية والأخلاق من والدينا ومن المجتمع بالتواتر قبل أن نعرف القراءة والكتابة والتفكير.. ووالدينا تعلموها بالتواتر من والديهما وهكذا بلا هذه العلوم الدينية التي لا يحتاج لها الفرد للوصول الي الله..
كل هذه الضجة غير المبررة المثارة حول تكوين سببت المزيد من الشوشرة الفكرية حول الدين والتدين السائدة بعمق في المجتمع منذ زمن بعيد ..
وأود أن أضيف أن هذه الضجة المثارة حول تكوين ، تتحدث وكأننا مجتمع نموذجي مثالي متدين لا فساد فيه ولا لا اخلاق ولا خلل في فهم الدين والتدين ..
كما أن كل المخاوف اللاموضوعية التي تطرحها الضجة المثارة تنقلها من أنحاء العالم وتنشرها وسائل التواصل المفتوحة طوال اليوم .. وكلنا يلاحظ وربما يعاني من أن الأطفال أصبحوا من سن ثلاث اربع سنوات علي مختلف المستويات الاجتماعية يمتلكون ويتعاملون بمهارة مع الموبايل ، ويطلعون ويستمعون بكل الرسائل اللاخلاقية المخيفة المنتشرة فيها بلا رقيب .. وهؤلاء لا ولن يتابعوا تكوين وامثالها وهي كثيرة ..
ارجو أن نتابع بعقل مفتوح بلا تعصب النشاط الثقافي لتكوين.. وهي think tank ، مثل مئات من منتديات الفكر المنتشرة في مصر وفي العالم.
وانا اعرف شخصيا احد اعضائها التونسية ا.د. الفه يوسف.. وقد تخرجت من جامعة الزيتونة التونسية ثم دكتوراه من السوريين في العلوم الدينية والإنسانية.. جامعة الزيتونة مدرسة دينية معتبرة، وتاسست في تونس قبل الأزهر.. وكنت أجد، وضيوفي الآخرين ، فيها مثقفة رفيعة المستوي ومستنيرة العقل، ومسلمة معتبرة..
علينا أن نتبع مبدأ ال benefit of doubts, ربما يفيدون المجتمع وسط الحالة الثقافية المتردية والتخلف الفكري التي عليها.