تونس – .د. حذامي المحجوب
منذ إنشائها سنة 2000 بمبادرةٍ من صاحب السموّ الملكيّ الأمير خالد الفيصل، وبدعمٍ من كوكبةٍ من أهل الفكر وأصحاب المال ورجال الأعمال الذين آمنوا برسالتها وأهدافها التنويريّة، التزمت مؤسسة الفكر العربي بتنمية الاعتزاز بثوابت الأمّة ومبادئها وقيمها، وبتعزيز التضامن العربيّ والهويّة العربيّة الجامعة، المحتضنة لغنى التنوّع والتعدّد.
تبنّت المؤسّسة، في إطار مساهمتها في الجهود الفكريّة والثقافيّة، شعار الشراكة والتعاون والتكامل مع المنظّمات والمؤسّسات ومراكز الأبحاث والدراسات المعنيّة، وأطلقت مجموعةً من البرامج والمشاريع الرائدة الهادفة إلى تمكين الشباب، وتحديث أساليب تعلّم اللغة العربيّة وتعليمها، والإعلاء من شأن قيم الحوار والانفتاح على لغات العالم وثقافاته.
سعت المؤسّسة، من خلال التقارير والنشرات والكتب والترجمات التي تصدرها، والمؤتمرات والملتقيات والندوات التي تعقدها، والجوائز التي تمنحها إلى نشر المعرفة، والتحفيز على الإبداع والابتكار، وتطوير البنى والعقليّات، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة.
وفق هذه الرؤية التنويرية وفي هذا الإطار نظمت المؤسسة أيام 9-10-11 مايو 2024 في تونس تحت إشراف وزارة الثقافة وبالشراكة مع معهد تونس للفلسفة ندوة فكرية بعنوان ” نحو تفكر فلسفي عربي جديد “.
عقدت هذه الندوة في لحظة تاريخية بالغة الأهمية يمر بها العالم العربي، والعالم بشكل عام بأزمات حادة أمنية وسياسية واقتصادية وبيئية واجتماعية وقيمية، ويواجه تحديات غير مسبوقة ناجمة عن الثورة الصناعية الرابعة وابتكارات التكنولوجيا فائقة التطور.
جاء اختيار موضوع الندوة في ظل تنامي الحديث عن موت الفلسفة وما تشهده بالمقابل المنطقة العربية في مشرقها ومغربها من حراك فلسفي ملحوظ.
في ضوء هذه المعطيات المتباينة قدرت المؤسسة انه من الضروري والمفيد التساؤل عن مدى حاجة البلدان العربية اليوم إلى الفلسفة والتفلسف وبالتالي عن الأدوار التي يمكن ان تضطلع بها الفلسفة في علاقتها بمختلف العلوم وسائر مجالات النشاط الإنساني كما ارتأت إلى انه من الضروري والمفيد ان نتبصر في مدى حاجتنا إلى تفكر فلسفي عربي جديد وتسليط الضوء على معوقات ولادته وسبل التحفيز على نشوئه وتعزيز نهضته.
انطلقت الفعالية بجلسة افتتاحية مساء الخميس 9 مايو تحدث فيها كل من رئيس معهد تونس للفلسفة الأستاذ الدكتور فتحي التريكي والمدير العام لمؤسسة الفكر العربي الأستاذ الدكتور هنري العويط، تلت ذلك جلسات تحدث فيها نخبة من المفكرين والمختصين بالفلسفة ينتمون إلى الدول المغاربية العربية الخمس، نذكر منهم: أ.د. يوسف بن عثمان (من تونس)، ا.د عبد الله موسى (الجزائر)، أ.د. الحسن الموصدق (المغرب)، أ.د. عبد الله السيد ولد أباه (موريتانيا) وا.د. سالمة عبد الجبار (ليبيا).
عرفت هذه الندوة الفكرية نجاحا كبيرا واختتمت أعمالها بإطلاق كتابها “العرب والحراك الفلسفي اليوم”.
حضر هذه الندوة إلى جانب الأساتذة والباحثين والمشتغلين بالفلسفة العديد من الشخصيات الفكرية والعلمية والثقافية والفنية مما أثرى الحوار وأحدث حركية في المشهد الثقافي.