رأى

هو الصادقُ الحامي تراثَ محمدٍ

استمع الي المقالة

بقلم الكاتب والإعلامي: حميد حلمي البغدادي

قصيدتان بمناسبة يوم ٢٥ شوال ذكرى استشهاد إمامنا العظيم الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، شيخ فقهاء جميع المذاهب الاسلام.

1

سلامٌ على باني الفقاهةِ جعفرِ

على الصادقِ البَرِّ الشهيدِ المُنَوِّرِ

إمامُ التقى أثرى الأنامَ بعلمهِ

فنابَذَهُ جهْلٌ وسَطْوةُ مُفْتَرِ

أشـدُّ رِحالاً للمدينةِ طيبةٍ

الى خيرِ مَنْ أوفى وِفـادَةَ مُعْسِـرِ

الى العِـلْمِ لا تَرقى إلـيهِ زَعامةٌ

الى صادقٍ فَذٍّ سُـلالَةِ كـوثَرِ

هو النُّـبْلُ وابنُ الطاهرينَ أَرُومَةً

وثـانِيُ من نادى بقـولَةِ حـيدرِ

سَلُوني عبادَ اللهِ إنّـي خـزائـنٌ

منَ العلمِ عن خُـبْرِ السماءِ وأعْصُـرِ

قديماً وما يأتي تِبـاعاً فإنّنـا

منازلُ أنبـاءِ العلـيمِ المُـدبِّـرِ

تحدّثُنـي نَفسي وقد هاجَ شـوقُها

أبوحُ بما هَـمَّتْ مواجِعُ أدهُري

قصدتُ سراجَ الدينِ أطلُبُ نورَهُ

وفخرُ الفتى عِلمٌ بِما لم يُفَسَّـرِ

فإنْ أنا أنكرْتُ السُؤالَ فَمنْ إلى

عُلومِ سَماواتٍ وأرضٍ وأبحُـرِ

وأشياءِ ما في الكـونِ وهي عَجيبةٌ

وأنبـاءِ ما يجري بِجَهْـرٍ ومُـضْمَـرِ

وإنَّ أبا مُوسَى المُصَـدَّقَ جَعفراً

لفيِ القلبِ من كلِ العُـلُومِ وما دُرِي

ولكنَّ أقطابَ الضلالَةِ دولَـةٌ

يسُـودُ بها صوتُ العَسُوفِ المُزوِّرِ

وصارَ بهاتِيكَ الإمـامُ رَهينـةً

تلاحقـُهُ أحقادُهُم عَينَ مُخْـبِرِ

ومِنِ قبلِ ذا كانتِ مدينةُ جَـدِّهِ

مدارسَ آياتِ الكتابِ المُذَكِّـرِ

وإنَّ مُلـوكَ الجَهلِ طُـرَّاً أَخِسَّـةٌ

سـرائرُهُم لُـؤمٌ يفُـورُ ويَـزدري

فكانَ بذا مَوتُ الإمامِ شهادةً

بأيدي عُتاةٍ أجرمُوا بتكبُّرِ

هو الصـادِقُ الحامِي تُراثَ مُحمدٍ

وحامي حِياضَ الدينِ دُونَ تذَمُّرِ

سلامٌ علىَ آلِ النبيِّ كواكباً

على فرقدِ الهَدْيِ المُطهَّرِ جَعْفَـرِ

سلامٌ على أرضِ البقيعِ بضِمنِها

تراتيلُ قرآنٍ ومَنهلُ طُهَّرِ

أمانٌ إذا لاذَ الغريقُ بِنَـجدِهم

هُـداةٌ إذا عابَتْ جَهَـالةُ مُنْـكِرِ

لقد قتلُواَ رَمْزَ النُّبوغِ عداوَةً

الى اللهِ نشـْكوَ فقدَ قائدِنا السَـرِيّ

إمامُ جميعُ المسلمينَ إمامُنا

واستاذُ مَنْ أفتى بِخَيرِ تبصُّرِ

حَنانَيكَ يا جارَ النبيِّ بِطَيبَةٍ

عليهِ صلاةُ اللهِ مِن كلِّ مُزهِرِ

حنانَيكَ بلِّغْ للبقيعِ موَدَّةً

الى الذُخْرِ من آلِ الرسولِ المُطهَّرِ

سَقى اللهُ قَـبراً بالبقيعِ مُجاوِراً

مراقِدَ أبرارٍ وَخِيرةَ مَبْصَرِ

وثمّـةَ قبرٌ ليسَ يُعرَفُ رَسمُهُ

لبِضْعةِ طهَ يا مدامِـعُ أَمْطِري

صلاتِي على المختارِ أحمدَ مُفجَـعاً

بطاهرةٍ رُمِسَتْ هناكَ وأطهُرِ

لقد رزَأوا طهَ الأمينَ ومنْهـَجاً

به يرتوي الظامي الى خيرِ مَـنْهَـرِ

ستبقى هُـدىً يا اْبنَ النُبـوّةِ جعفراً

فَـنَهْـرُكَ رَقراقٌ وفِـقهُكَ مَصدَري

وإنّا على هَدْيِ النبيِّ وآلِـهِ

لمُنـتَظِرُو يَومِ الإمامِ المظَفَّـرِ

أبا صالحٍ عَجِّـلْ إلَيْـنا بِدَولَـةٍ

تُبَـدَّدُ فيها ظُلمةُ الشرِسِ الفَرِي

وتسكُنُ آلامٌ وتُمسَـحُ أَدْمُـعٌ

ويصبِحُ عـدْلٌ قائداً بتَيَـسُّرِ

فهذي جُنُودُ اللهِ حَشْدٌ ونهضةٌ

مجامِيعُ أبطالٍ أطاحُوا بمُنكَرِ

ويمضون رفقاً بالشهامَةِ والتقى

الى حيثُ حقٌّ مُقبِلٌ غيرُ مُدْبِرِ

يبَرُّونَ نهجَ الاطهرَينَ تسامُحاً

بِصدقِ فِداءٍ بل بكلِّ تصبُّرِ

لقد أبطلوا الشرَّ المُحيقَ باُمةٍ

بهمّةِ مِقدامٍ وعِفَّةِ مُبصِرِ

وثمَّةَ في أرضِ اليمانِ عزائِمٌ

وصولَةُ أخيارٍ ونهجُ تَجَعفُرِ

يصُدُّونَ طغيانَاً يمُورُ جهالةً

وهُم لِنداءِ الحقِّ رايَةُ ظُفَّرِ

2

شمسٌ تُضيءُ مدى الزمانِ فراقدا

ومُطهَّرٌ خبِرَ الشدائدَ راصدا

سبطٌ تألَّقَ بالفضائلِ هادياً

جيلاً مِن العلماء صارُوا رافِدا

وغدَتْ مدينةُ جدِّهِ وطناً لمَن

أخذَ المعارفَ والعُلُومَ مُناشِدا

طوبى لمنْ غَنِمَ الجواهرَ عندَهُ

ومضى على نهجٍ يجودُ مَحامِدا

طوبى لمن سلَكَ الطريقَ مُزوَّداً

بعطاءِ جعفرَ مُستنيراً حاشِدا

الصادقُ الطُّهْرُ العظيمُ إمامُنا

طودٌ تحدَّى الظالمينَ مُجاهدا

وحباهُ ربُّ العالمينَ مَناقباً

فسَما خِصالاً واستطابَ مَوالِدا

فهو ابنُ احمدَ والبتولِ وحيدرٍ

وهُدى محمدَ سُؤدَدَاً ومَراشِدا

وعُلومُهُ صنعتْ مَعاقِلَ نهضةٍ

ومسيرةً عظُمَتْ وجيلاً واعِدا

ومُقاومينَ أبَوا مَظالمَ سلطةٍ

عَسَفَتْ وعاثتْ في البلاد مَفاسِدا

وطغَتْ كثيراً واستباحَتْ اُمّةً

لم ترضَ بالإجحافَ ظُلماً خامِدا

وهُدُوا بجعفرَ واستقامُوا ثورةً

رفضَتْ خُضوعاً وانحرافاً سائدا

وقَساوةً عصفَتْ بكلِّ مروءةً

وغياهباً سَجَنَتْ تقيَّاً عابدا

ما كانَ جعفرُ يستريحُ وخَصمُهُ

يُفني الاُباةَ ولا يوقِّرُ زاهدا

ظُلْمُ الطغاةِ يكادُ يقتلُ اُمةً

ما لم تقُمْ لِتُزيحَ حُكْماً حاقدا

عَلَمُ الهدايةِ والسماحةِ جعفرٌ

سبطاً تَعفَّرَ للإلهِ مَساجِدا

سبطٌ هو القرآنُ في أفعالهِ

ويفيضُ ذِكْراً قائماً او قاعدا

ولهُ مِن الطلّابِ آلافٌ مَضَوا

بالخير وانتخبوا السبيلَ الراشدا

وغدَوا مناراتٍ وثُمَّ مَثابَةً

في كلِّ علمٍ يستحثُّ أماجدا

فهمُ تلامذةُ النَّقاءِ أعَاظمٌ

نَهَلُوا مِنَ الصدِّيقِ جعفرَ رائدا

طوبى لهم كسَبُوا الشُّمُوخَ مَكانةً

بالصادقِ البَرِّ الغزيرِ فوائِدا

شيخَ الأئمةِ يا خليفةَ أحمدٍ

ما زِلْتَ مُنتهَلاً وفخراً خالدا

فمَعينُكَ الرَقراقُ ينبُعُ دائماً

نَهْراً تفرَّعَ بالسَّقاءِ روافِدا

والمرجعيَّةُ مِنكَ تَنهَلُ مَورِداً

وأحِبَّةُ الهادي تَوُدُّكَ ماجِدا

وبنهجِكَ الراقي نُمَسِّكُ شيعةً

ذُبْنا بنهجِ الجعفريةِ راشدا

نستعذبُ الآلامَ حينَ تُمِضُّنا

ونصوغُ مِنْ حُلَلِ الصمودِ قلائدا

لكنّنا والنائباتُ تخبَّرَتْ

لا نستكينُ ولنْ نُطيعَ مُعاندا

إنّا فداءٌ للحقيقةِ مَطلَباً

يسعى إليهِ السالِمونَ عقائدا

والشعبُ في إيرانَ حقّقَ دولةً

بتراثِ جعفرَ يستهِلُّ تصاعُدا

والخامنائيُّ السديدُ ملاذُهُ

وهو المنارُ الى الخُلودِ مقاصدا

ولَصاحِبُ الفتوى هديةُ صادقٍ

صنعتْ لنا مجداً ونصراً خالدا

والنهضةُ الكبرى تَقرَّبَ شرْطُها

وكتائبٌ عَزَمَتْ وتنشدُ قائدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى