إقتصادسلايدر

دول آسيا الوسطى ومجلس التعاون الخليجي: تضافر الإمكانات

استمع الي المقالة

أحمد طرابيك

تستضيف طشقند عاصمة أوزبكستان اليوم 15 أبريل، الاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة “آسيا الوسطى- مجلس التعاون الخليجي”.

أصبح التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى أوزبكستان، يشكل أهمية كبيرة للتعاون الناجح والمثمر المتعدد الأطراف، لذلك تكمن أهمية المنتدي باعتباره ناقلًا عمليًا لشكل جديد من التعاون الأقاليمي على أساس تقاليد التبادلات الممتدة منذ قرون بين شعوب آسيا الوسطى والدول العربية. في ظل الإمكانات الهائلة المتاحة اليوم للتعاون القائم علي المصالح المتبادلة.

عقد الاجتماع الوزاري الأول للحوار الاستراتيجي “مجلس التعاون لدول الخليج العربية- آسيا الوسطى” في 7 سبتمبر 2022 في العاصمة السعودية الرياض. حيث ناقش وزراء خارجية البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان الوضع الراهن وآفاق مواصلة تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى في المجالات السياسية، والأمن، والتجارة، والاستثمار، والتعليم، والرعاية الصحية، والثقافة، والشباب والرياضة.

اليوم، تعتبر دول آسيا الوسطى ومجلس التعاون الخليجي بعضها البعض كشركاء موثوقين وطويلي الأمد. ويهتم جميع المشاركين في التنسيق بتوسيع التعاون العملي بين المنطقتين في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.

لقد حافظت شعوب آسيا الوسطى والخليج على علاقات تجارية وثيقة عبر القرون، حيث كانت تجمعهم قيم وتقاليد مشتركة. وبطبيعة الحال، فإن الدين الإسلامي كان وما زال العامل القوي الذي يجمع بين المنطقتين. وقد تأكدت آفاق التنسيق من خلال نتائج القمة الأولى لرؤساء دول آسيا الوسطى ومجلس التعاون الخليجي، التي عقدت في 19 يوليو 2023 في مدينة جدة السعودية. ووافق زعماء الدول خلالها على خطة العمل المشتركة للأعوام 2023-2027، التي تحدد الاتجاهات طويلة المدى للشراكة بين دول المنطقتين.

وفي كلمته خلال القمة، أكد رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف على دور دول مجلس التعاون الخليجي، التي تمتلك موارد اقتصادية وطبيعية وفكرية هائلة، في ضمان الاستقرار العالمي وأمن الطاقة. واستنادا إلى التجربة الإيجابية، اقترح ميرضيائيف توسيع التعاون العملي بين المنطقتين في مجالات مثل السياسة والتقنيات الحديثة والاستثمار والاقتصاد الأخضر وتعزيز ترابط التجارة والنقل والبيئة وتغير المناخ والسياحة والثقافة والتعليم. وقد حظيت المبادرات بدعم جميع الدول المشاركة.

نشأ مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو 1981. حيث يضم في عضويته كلًا من البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية. وتعتبر المنطقة الخليجية موردًا رئيسيًا للهيدروكربونات ومركزًا ماليًا عالميًا مؤثرًا. ويهدف الهيكل الإقليمي لمجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى إلي تنسيق عمليات التعاون والتكامل في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والإنسانية، والمالية والتعليم والمشاكل الاجتماعية، والرعاية الصحية والإعلام والسياحة والتشريع والإدارة. وكذلك العمل على تشجيع التطوير العلمي والتقني في مجالات الصناعة والزراعة والحفاظ على المياه.

من الجدير بالذكر أن علاقات أوزبكستان مع دول الخليج تطورت خلال في السنوات الأخيرة إلى مستوى جديد. حيث يتطور التعاون القائم علي المنافع المتبادلة بنشاط في جميع المجالات. وقد تكثف تبادل الزيارات على أعلى المستويات، كما أن حجم التبادل التجاري مع دول مجلس التعاون الخليجي في تزايد مستمر، وكذلك عدد المشاريع المشتركة التي يجري تنفيذها. تقيم العديد من الشركات الخليجية الرائدة مثل أكوا باور، ومصدر، ومبادلة، وتاكا، ونبراس للطاقة، علاقات شراكة يتم من خلالها تنفيذ مشاريع لبناء محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرة إجمالية تبلغ أكثر من 15 جيجاوات، بالإضافة إلى مرافق تخزين الطاقة.

لذلك يشكل اجتماع اليوم خطوة مهمة للدول الأطراف لللتعرف على إمكانات بعضهم البعض، وتعزيز منصة التفاهم المتبادل والحوار الواثق والشراكة المتساوية بين دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى اللتين تتطوران ديناميكيًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى