رأى

رمضان أهلاً.. ولكن!

استمع الي المقالة

أحمد مصطفى

فرصة نتكلم عن أمور أخف خلال شهر رمضان، من واقع ملاحظاتنا للإعلام المصري.

فكان أول يوم رمضان أمس الإثنين ١١ مارس ٢٠٢٤ الموافق الأول من رمضان ١٤٤٥ هجرية، وقع خاص على اذني، فطبيعة الحال كباقي المصريين، اتابع إذاعة القرآن الكريم، وخصوصا ساعتين ما قبل الإفطار.

الشيء الأول الذي لفت نظري، وجود أحد البنوك العربية كـراع رسمي لمسابقة تسمى (الاقتصاد في القرآن) من خلال مسابقة يومية تتناول إحدى الأمور الاقتصادية في الشريعة الإسلامية، من خلال سؤال يومي يربط المستمع بالقرآن الكريم، وتناوله لحل هذا الشأن كـالزكاة، وغيرها والآثار الاجتماعية والاقتصادية التي تعالج هذه القضية، وفي أي سور وردت في نصوص القرآن.

الجميل أن قيمة الجائزة اليومية تصل لـ (٥٠٠٠ جم) أي تقريبا (١٠٠ دولار) وهي قيمة عادلة، وافضل من الجوائز في السنوات السابقة، والتي لم تكن تتعدى بأي حال من الأحوال (٥٠٠ جم) أي (١٠ دولارات)، وستصبح بموجب هذه المسابقة القيمة المنافسة أكبر، وكذلك تسجل نسب استماع ومتابعة عالية لإذاعة القرآن الكريم، وإعلان للراع في ذات الوقت.

الشيء الغير محترم، انه يوجد رجال أعمال مصريون لديهم مليارات من الجنيهات، ويسيطرون بشكل احتكاري على سلع وخدمات اساسية وفضائيات.. يصرفون مئات الملايين في شهر رمضان على دعاية لمنتجاتهم وخدماتهم من خلال الفضائيات، ومن خلال ممثلين من الصف الأول، وبأساليب ترويجية مبالغ فيها، تظهر كأن مصر مثلا من الدول الأولى اقتصاديا في العالم. أو أننا في اقتصاد الرفاهية والخدمات، وليس لدينا أي مشاكل قط.

ولو كانوا اتبعوا نفس اسلوب إذاعة القرآن الكريم، مثلا، لكانوا السبب في بهجة وفرحة آلاف من المصريين – بدلا من الحقد والإحباط الذي سيصيب الملايين من متابعة وجبة إعلامية سفيهة وسطحية، ليس لها أي دور إلا إظهار كذب ونفاق اجتماعي، ومستوى غير موجود يتمتع به فقط ٥ % من المجتمع – وتخلق نوع من الكراهية ضد هذه الفئات.

أما في تمام الخامسة عصرا – كان بداية حلقات الحوار مع الشيخ الأزهر د/ أحمد الطيب – والذي كان الأجرأ في دعمه للقضية الفلسطينية وانتقاده السافر للكيان الصهيوني على عكس غالبية من يعملون في الأزهر ووزارة الأوقاف – وأن ما حققته المقاومة مع العدو هو نوع من الانتصار، لأن المحتل فشل في تحقيق أي من أهدافه التي أعلن عنها بعد طوفان الأقصى منذ ٧ أكتوبر. ودعى لأهلنا في غزة ورفح بالصبر والثبات، وأنه يتوجب على كل صاحب ضمير في العالم، وليس المسلمين فقط، دعم الحق في حصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة، وأنه لن يتم الاستقرار في المنطقة دون حل القضية الفلسطينية.

بالحق كنت فخورا جدا بالشيخ الطيب، وفي شهادته أمام الله والمستمعين بالملايين في مصر والعالم الإسلامي بما يقره عليه ضميره وانسانيته في هذا الصدد.

والى اللقاء في قطايف اخرى ان شاء الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى