ثقافة

ندوة تثقيفية تؤكد “الصوم افضل مصحة لعلاج الادمان ..وافضل الطرق لتفكيك المسارات العصبية الادمانية النشطة”

استمع الي المقالة

حسن سعدالله

اكد الدكتور رامز طه استشارى الطب النفسى إن الصيام له فوائد نفسية لا تحصى على الفرد، أهمها أنه يحد من بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والأرق، فهو حافز يولد القدرة على تحمل ضغوط الحياة ومواجهتها مما يؤدي إلى الاستقرار النفسي ، واشار الى ان شهر الصوم فرصة عظيمة لعلاج الإدمان بدون ايداع مريض الادمان فى اى مصحة او مستشفى متخصص لعلاج مرض الادمان العنيد ومضاعفاته الشرسة التي تحطم المدمن وأسرته وتضعهم فى حيرة وألم وضياع .

جاء ذلك خلال الندوة التثقيفية التى استضافها نادى الشمس الاجتماعى والرياضى اول امس ، والتى تناولت العديد من الموضوعات المتعلقة بالطب النفسى والتى تندرج تحت مبادرة عالج نفسك بنفسك التى تهدف الى نشر ثقافة العلاج النفسى الذاتى ومواجهة الضغوط بدون الذهاب الى المستشفى وتحت رعاية الطبيب النفسى المعالج .

نبين الدكتور رامز طه ، استشارى اطب النفسى خلال الندوة ان الصوم فى شهر رمضان يعد فرصة لكى نعالج مرضى الإدمان ونحقق نتائج ايجابية يصعب تحقيقها عن طريق الايداع فى مصحات علاج الادمان المعروفة.. ناهيك عن تكاليف العلاج الباهظة .. ومدة العلاج التى تصل الى عدة شهور يغيب فيها المدمن عن عمله وحياته الاجتماعية .. وتتعطل كل انشطته وعلاقاته .

موضحا ان الادمان مرض مزمن يتعلق بافراز هرمون السعادة ونظام المكافئة فى المخ ، وهو ما يعرف بهرمون الدوبامين ، وان هذا الهرمون عندما ينخفض فى الجسم يحتاج البعض الى تعاطى بعض المواد المخدرة التى تنبه افراز هذا الهرمون مرة اخرى ، ويتكرر التعاطى للحصول على هرمون السعادة باستمرار ، هذا التعود يصبح ادمان لا يستطيع الفرد الاستغناء عنه ، وقد اجرى عدة ابحاث عن الصوم والامتناع عن تناول المواد والانشطة المبهجة والممتعة التى تنشط افراز الدوبامين لمدة ١٢ ساعة ، وفى تجارب اخرى الى صوم عدد اقل من الساعات .. ووجد ان هذا الصوم يخفض افراز الدوبامين ثم يشعر الفرد بالبهجة والسعادة بعد فترة الصوم ، وهو ما اطلق عليه صوم الدوبامين ان هذا الصوم يعالج تعاطى المواد المخدرة وممارسة السلوكيات الادمانية السيئة التى لاتقل خطورة عن ادمان انواع المخدرات المعروفة و تكون مدة العلاج ٣٠ يوما .كما اثبت عدد آخر من العلماء دور الصوم فى تحقيق الهدوء والسكينة وخفض الانفعالات المرضية الضارة

واضاف الدكتور رامز طه ان مبادرة ” ثقافة العلاج النفسى الذاتى ومواجهة الضغوط ..عالج نفسك بنفسك ” ، تهدف الى تدريب الشباب على مواجهة الضغوط والهموم ، وعدم الاستسلام للمصاعب والعقبات التي تعترض طريقه وتؤخر تحقيق احلامه .، التدريب على اساليب العلاج الذاتى للوقاية من التوتر والاضطرابات النفسية المختلفة. ، تجنب السقوط فى هاوية الادمان .. وعلاجه ذاتيا خاصة فى الحالات المتوسطة الشدة وعندما تتوفر الارادة وتدعيم ورعاية الاسرة ، التدريب على السيطرة على الافكار السلبية الهدامة والانفعالات الضارة غير المرغوبة، تعلم اساليب الاسترخاء والتأمل .. لتساعد الفرد على الابتكار والتفكير الابداعى واطلاق طاقات العقل.، شر ثقافة العلاج النفسى الذاتى يحد من اهدار طاقات الشباب ومن وقوع الكثيرين ضحايا للصراعات النفسية والادمان والاعاقات المختلفة ، تنشئة جيل يتمتع بالتوازن والقوة النفسية .. والقدرة على التفكير الهادئ المتزن ، واكتساب الشخصية التى تتمتع بالتوافق بين ابعاد الشخصية الثلاثة : الصورة الذاتية ، والصورة الاجتماعية ، والصورة المثالية . لكى يحقق المجتمع لافراده الاستقرار والصحة النفسية والقدرة على تحمل الازمات والصمود فى مواجهة الضغوط وعدم الاصابة بالاضطرابات النفسية والامراض العضوية الناتجة عن الضغوط النفسية التى انتشرت فى عصرنا هذا .. عصر القلق والتوتر والاكتئاب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى