عينٌ على مؤتمر ميونيخ للأمن 2024
أحمد مصطفى
مدير مركز آسيا للدراسات والترجمة
أ- شهادات وتحليلات عن المؤتمر: ماثيو لي عبر وكالة أسوشيتد برس
إن مؤتمر ميونيخ الأمني، الذي كان تقليدياً احتفالاً بالنظام الدولي الذي قادته الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، يعكس الآن الاضطرابات السياسية التي تعيشها أميركا. بدأ الحدث يوم الجمعة بعد أن هدد الرئيس السابق دونالد ترامب بعدم الدفاع عن الحلفاء الأوروبيين في حالة تعرضهم لهجوم من روسيا. وهناك مخاوف بشأن قدرة الولايات المتحدة على الاستمرار في تقديم المساعدة الدفاعية لأوكرانيا وزيادة العزلة الأميركية بسبب دعمها للحرب الإسرائيلية في غزة. قد تطغى على الحدث أشباح ماضي ميونيخ، مثل الاستبداد والاسترضاء ومعاداة السامية. واستمع المؤتمر أيضًا إلى أسئلة حول التحديات غير المسبوقة للقواعد واللوائح العالمية. إن تهديد ترامب بعدم الدفاع تلقائيًا عن الحلفاء الأوروبيين في حالة الهجوم الروسي هو حجر الزاوية في معاهدة تأسيس الناتو. ولا يزال التمويل الأمريكي الإضافي للقتال في أوكرانيا متوقفا في الكونجرس، حيث يتحالف الجمهوريون في مجلس النواب مع ترامب، الذي يعارض المساعدات العسكرية. وخطط البيت الأبيض لاستغلال لقاءات هاريس في ميونيخ للتأكيد على دعم إدارة بايدن القوي لحلف شمال الأطلسي، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع تصريحات ترامب.
يانج يي وزير الخارجية الصيني يفتح النار على المؤتمرين في ميونخ
انتقد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، النهج الذي تتبعه ألمانيا في إزالة المخاطر عن الصين من خلال إبعادها عن التجارة. وقال إن غياب التعاون هو الخطر الأكبر وأن استبعاد الصين باسم الحد من المخاطر سيكون خطأ تاريخيا. وشدد وانغ أيضا على أن الاقتصاد العالمي يشبه محيطا كبيرا لا يمكن تقسيمه إلى بحيرات معزولة، وأن الاتجاه نحو العولمة الاقتصادية لا يمكن عكسه. وشدد على ضرورة العمل معا لجعل العولمة أكثر فائدة وشمولا على المستوى العالمي. ودافع وانغ أيضًا عن الصين ضد مزاعم العمل القسري في منطقة شينجيانغ الغربية، حيث تُتهم بإدارة برامج نقل العمالة للأويغور والأقليات التركية الأخرى. وقد اتُهم باستخدام “معلومات ملفقة من أطراف مختلفة” وادعى أن الهدف هو وقف التنمية في الصين. إضافة الى دعمه لحل الدولتين وحق الفلسطينيين في دولة فلسطينية مستقلة كاملة الحقوق.
حدود تأملات الغرب في المعضلة الأمنية
بقلم كوي هونغ جيان – جلوبال تايمز
فشل مؤتمر ميونيخ للأمن 2024، الذي يحتفل بالذكرى الستين لتأسيسه، في تبديد الأجواء المتشائمة في الغرب. يشعر الغرب بالقلق إزاء الأحداث الجيوسياسية المختلفة، بما في ذلك الصراعات في أوكرانيا، وأزمة البحر الأحمر، والاضطرابات السياسية في منطقة الساحل، وأمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وعلى الرغم من المناقشات المكثفة، فإن مواقف الغرب المتحيزة ومصالحه المتباينة تجعل من الصعب على الغرب أن يتوصل إلى الإجماع. وكان الهدف من مجلس الأمن الأوروبي أن يكون أكثر عقلانية، ولكن يظل من الصعب تغيير مواقف أوروبا والولايات المتحدة بشأن المعضلة الأمنية التي تواجههما. إن الهدف الرئيسي للغرب يتلخص في السعي إلى الإجماع بين بلدان الجنوب العالمي، ولكنه يناضل من أجل كسب الثقة والدعم من هذه البلدان. ويقترح تقرير ميونيخ الأمني الحد من المكاسب النسبية للألعاب ذات المحصلة صِفر وتعزيز التعاون ذي المحصلة الإيجابية. والتحول إلى التعاون الإيجابي، يتعين على الغرب أن يتخلى عن مفهوم “التمحور حول الغرب” ضيق الأفق، وأن يغير منطق حل المشاكل من خلال الوسيلة العسكرية الوحيدة، وأن يكبح اندفاعه لنقل التناقضات الداخلية إلى الخارج. وهذا من شأنه أن يساعد في معالجة المخاطر السياسية التي جلبها دونالد ترامب والأحزاب الشعبوية الأوروبية، وبالتالي تجنب وضع يخسر فيه الجميع وتعزيز النظام الدولي.
نقف منقسمون: مؤتمر ميونيخ للأمن
بواسطة: سام فاسيغي
سلط مؤتمر ميونيخ للأمن (MSC 2024) الضوء على المشهد الأمني العالمي المعقد، مع التركيز على تعزيز النظام الدولي القائم على القواعد ومعالجة النزاعات الرجعية. وأشار المؤتمر إلى الحاجة إلى إعادة التقييم الاستراتيجي لمعالجة التهديدات الأمنية التقليدية والناشئة، مع التأكيد على أهمية التعاون العالمي مع الاعتراف بالتأثير المستمر للمصالح الوطنية. كما ناقش المؤتمر دور أوروبا في مجال الأمن والدفاع، والرؤى الجديدة للنظام العالمي، والتداعيات الأمنية لتغير المناخ. إن إحجام العديد من الدول عن الاتحاد ضد الحرب الروسية في أوكرانيا يبين مدى صعوبة تطوير رؤية مشتركة للتعاون العالمي. وشملت المواضيع الأخرى التي تمت مناقشتها الحروب المستمرة في أوروبا والشرق الأوسط، والتوترات المتزايدة في منطقة المحيط الهادئ الهندية، وتوسع الناتو، وعودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض.
الأوهام المعروضة: فراغ التفكير الاستراتيجي للغرب سيظهر بالكامل في مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2024
غابرييل إليفتريو
إن مؤتمر ميونيخ الأمني (MSC) عبارة عن تجمع لكبار المسؤولين من مجتمع السياسة الخارجية عبر الأطلسي، الذين جلبوا القوى الغربية إلى مأزقها الحالي من خلال سياسات فاشلة من العراق إلى أفغانستان واليمن. ويعد (MSC) منصة لنشر التيارات والخطابات الأيديولوجية العالمية التي تقوض الروح والهوية الغربية. اشتهرت نسخة 2018 من مؤتمر MSC بموقفها ضد “الفهم غير الليبرالي للحضارة الغربية” القائم على التاريخ والثقافة والدين. يتوافق هذا المنظور مع اليقظة في عصرنا، التي تتعامل مع أمجادنا الماضية بازدراء وإدانة. فو يينغ، نائب وزير الخارجية الصيني السابق، هو عضو في المجلس الاستشاري لمجلس الأمن القومي.
يركز تقرير MSC لعام 2024، المنشور قبل مؤتمر ميونيخ للأمن، على إعادة توزيع المكاسب الغربية تجاه الجنوب العالمي. ويتهم التقرير الغرب بالفشل في متابعة “النمو العالمي الشامل” والتركيز على المكاسب النسبية أو التفكير الصفري. وهو ينتقد الحكومات الغربية لرفع ميزانيات الدفاع، وفرض العقوبات، وإعادة النظر في سياسات المشاركة ردا على التحريفية الاستبدادية. ويحذر التقرير أيضاً من أن تقلص الميزانيات الوطنية من شأنه أن يزيد من صعوبة تعويض “الخاسرين” بسبب العولمة.
ومع ذلك، هذه الحجة ليست دقيقة. ويتجاهل التقرير التأثير الضار على النمو الاقتصادي في الغرب بسبب أجندة صافي الصفر، وكوفيد-19، والهدر الحكومي، والفساد، وميزانيات الرعاية الاجتماعية. ويشكل التقرير شكوى بشأن التعبئة والأمن التي يقوم بها الغرب ضد المنافسين التعديليين، وخاصة الصين. ويحذر صناع القرار من تجنب تبني مفهوم أكثر توسعية لأهمية الأمن من أجل الإضرار بآفاق “نظام عالمي شامل”. منطق التقرير هو أن الغرب يجب أن يتخلى عن حذره في التعامل مع المزيد من الأعمال المربحة مع الأنظمة الاستبدادية حتى يكون لدى الحكومات الغربية المزيد من الأموال المتاحة لمنحها إلى الجنوب العالمي. ويشير التقرير أيضًا إلى أن التخلص من المخاطر من الصين يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع إعادة توجيه الاستثمار نحو أفريقيا وغيرها من البلدان المنخفضة الدخل.
يعكس تقرير MSC 2024 عقلية المجتمع الاستراتيجي الغربي الذي تجاوزته الأحداث ويواجه صعوبة في قبول واقع منافسة القوى العظمى في النظام العالمي. إن الجيل الذي نضج فكريا في حقبة ما بعد الحرب الباردة التي اتسمت بالعولمة المفرطة، و”القوة الناعمة”، والنزعة الدولية الليبرالية، يجد صعوبة في قبول واقع استئناف المنافسة بين القوى العظمى. ويشير التقرير إلى أن المحصلة الصفرية والتغلب على الخصوم هي الطريقة الوحيدة للمضي قدمًا للحفاظ على الأمن الغربي والعودة إلى مُثُل العولمة التي كانت سائدة في التسعينيات. إن التطلع إلى عالم أفضل وازدهار عالمي أمر مشروع، ولكن أولوية القوة والقيم الغربية في الشئون الدولية تشكل شرطاً مسبقاً لأي رؤية أعظم لازدهار البشرية.
ب- ملاحظات على الشهادات أعلاه عن هذا المؤتمر الفاشل بكل المقاييس
1- صرح الرئيس بوتين منذ عدة أيام، وخصوصا بعد علمه بأجندة المؤتمر، أنه ندم على تأخيره العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا لمدة عام كامل، والتي كان يمكن من خلالها أن يربح بسهولة في زمن فيروس كوفيد 19. واعتقد أن حوار بوتين مع الإعلامي الأمريكي “تاكر كارلسون” كما ذكر “مركز آسيا للدراسات والترجمة” في تقريره عن هذه المقابلة، كان مدروسا. وفند كافة الادعاءات الغربية بالدليل والبرهان عن روسيا. وايضا يعتبر اعتراض مجلس النواب الأمريكي على تمويل الحرب على روسيا، نكاية في بايدن، أكبر هدية اهداها الجمهوريون لـ بوتين في هذا الصدد وتؤكد انه ربح الحرب على الناتو. وأيضا وكما ذكر في التقرير أعلاه أن النيوليبرالية التي غزت أوروبا منذ تسعينيات القرن الماضي، جعلت الأوروبيين أكثر شراهة للهيمنة والتعالي وعدم قبول باقتسام الأرباح والفوائد ولهذا لديهم ازمة روسيا الأقوى استراتيجيا واقتصاديا وسياسيا.
2- لدى روسيا والدول المصدرة للغاز فرصة كبيرة للرد على تفاهات وسطحية مؤتمر ميونخ للأمن من خلال قمة الجزائر للدول المصدرة للغاز وإيلامهم وازعاجهم – لأن الغاز أصبح مورد الطاقة الأكثر استراتيجية في العالم لأنه الأكثر طلبا، والأقل تلويثا للبيئة، ويستخدم أيضا في توليد الهيدروجين الأزرق.
3- لا زالت الطاقة هي الأدوات الاستراتيجية في العالم ولازالت روسيا وإيران من أكبر منتجي الطاقة في العالم هي ودول الجنوب وتسيطر على صناعة النفط والغاز وكذلك الطاقة النووية، وبدون الطاقة لا يمكن لأي دولة تحقيق أي تطور أو تنمية. ولهذا أوروبا في مأزق كبير للغاية اذا ما راهنت أكثر وأكثر على بايدن الخرف. وهنا هل ستحاول أوروبا دعم “بايدن” ماديا ظنا منها أنه الأفضل لها؟ وخصوصا أن عملية الانتخابات الامريكية من أكثر إنتخابات العالم فسادا لتدخل التبرعات والمال السياسي من مؤيدي المنافسين واللوبيات على منصب الرئاسة في الداخل والخارج. حيث وصلت قيمة ما أنفق في انتخابات 2020 الرئاسية حوالي “15.5 مليار دولار” بموجب تقرير موقع أوبن سيكريتس.
4- أعتقد أن روسيا وإيران على وجه التحديد مكروهتان لدى الغرب، بسبب عدم قبول الغرب بالأمر الواقع أنهما أصبحتا من أكبر القوى العالمية، وكذلك لاعب أساسي على الساحتين الدولية والإقليمية. ولهذا ستشهد الأيام المقبلة تعاون وأكثر بين الدولتين، وهذا ملحوظ من نشاط سفراء وخارجية الدولتين في الجنوب والشرق. وأيضا ما يقوم به سفير إيران في موسكو د/ كاظم جلالي، واستضافته لفعاليات مستدامة بين البلدين وآخرها استقباله المفكر الروسي الكبير “الكسندر دوغين”. إضافة الى رحلة السيد/ لافروف الحالية لدول أمريكا اللاتينية والتي تتوافق مع مواقف روسيا وإيران، وخصوصا (كوبا وفنزويلا والبرازيل) نفس الدول التي كان لها مواقف مشابهة تجاه القضية الفلسطينية، والإبادة الجماعية التي تحدث في غزة، وخصوصا موقف الرئيس البرازيلي “لولا دي سيلفا” في هذا الصدد، وطرده السفير الإسرائيلي ردا على تطاول رئيس وزراء الكيان الصهيوني ضده.
5- قام مركز آسيا للدراسات والترجمة العام الماضي أيضا بعرض تقرير تقييمي للمؤتمر العام الماضي، والذي بناه على مقالات متخصصة من مواقع عالمية غربية ومنها موقع بوليتيكو الأمريكي الكبير – هذا الموقع الذى فضح كواليس هذا المؤتمر الذي يمثل واجهة الناتو للعالم – وفضح العلاقة الجدلية بين الدولة الألمانية المضيف للحدث، ورئيسة المفوضية الأوروبية “الوزيرة السابقة للدفاع بألمانيا السيدة/ أورسولا فون در لاين”، وكذلك شركة ماكنزي أكبر شركات العلاقات العامة أمريكيا. وكانت تبيع هذه الشركة السلاح لألمانيا من خلال السيدة فان در لاين. وقد اكتشف أن اثنين من ابنائها (بالصدفة) يعملان في مقر الشركة في برلين. وهنا يوجد شبهة فساد وتعارض مصالح للاسف ما بين مسئول ألماني، ودولة تقول أنها غير فاسدة، وشركة أمريكية باعت سلاح لألمانيا وقتما كانت وزيرة الدفاع، وعينت أبنائها في نفس الشركة – وما أكده موقع بوليتيكو بناءا على تقارير من داخل المؤتمر، أن شركة ماكينزي هي من تضع أجندة المؤتمر، وهي من توجه الدعوات فقط لمن يخضعون لهذه الأجندة من عديمي الخبرة، ومن رجال أعمال، ومن مسئولين حكوميين – فالموضوع أقرب إلى مسرحية هزلية.
6- لا زال الغرب بالرغم كل المجازر التي تحدث ضد الغزيين والقرارات الدولية من الجمعية العامة، وكذلك محكمة العدل الدولية للآسف، لا يتقبل فكرة “هزيمة اسرائيل” أو حتى أن يعطي الفلسطينيين أجزاء من حقهم المشروع المسلوب من 1948. ويريد أن يعيد الموقف إلى حالة اللا سلم واللا حرب، ما قبل 7 أكتوبر 2023، وهذا أمر غير منطقى وغير مقبول. مع تناسي فكرة حل الدولتين على أسوأ الفروض. إضافة إلى الضغط على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) لعدم إيصال المساعدات للأبرياء العزل في قطاع غزة. وكذلك المضايقات التي تتعرض لها الشاحنات المصرية لإدخال المساعدات من قبل مستوطنين وبلطجية الكيان. مع إعطاء أوامر مشددة على سائقي الشاحنات المصرية بعدم النزاع مع الإسرائيليين حرصا على سلامتهم، لأنهم في مرحلة تشبه الصرع.
7 – يتوجب على دول العالم العربي والعالم الإسلامي أيضا ان يصبح لهم شخصية ولو لمرة وطرد كل السفراء الاسرائيليين وكذلك القطيعة الاقتصادية معهم ودعم الحوثي وحزب الله وحماس فيما يقوموا به لكسر أجندة الغرب الممثلة في اسرائيل في المنطقة. لأنه تبين أنه في النزاعات هم الثلاث جاهات التي لديها الخبرة في الدفاع عن المنطقة – الغرب لا يعترف إلا بـ “الأمر الواقع” وعلى المقاومة الفلسطينية والمقاومة ألا تتوقف، وأن تفرض أمر واقع جديد من خلال عمليات قوية تكسر جيش الكيان الصهيوني وقتها فقط – حينها يصل الضغط الشعبي في الكيان الصهيوني والغرب لدرجة الحالة الحرجة، والتي يتوجب معها إيقاف الحرب في الحال – ولدينا مثال سابق مشرف حرب تموز 2006 مع حزب الله. وكيف تمكن الحزب مع داعميه من هزيمة الكيان شر هزيمة بموجب “تقرير فينوجراد الإسرائيلي”، وتحرير جنوب لبنان والعمليات التي مارستها المقاومة عندما حاولت اسرائيل احتلال لبنان في 1982، والتي كانت ولا زالت كابوسا في مخيلة أي مستوطن أو ضابط اسرائيلي وشكلت معادلة الردع ما بين لبنان والكيان.
8 – فشل بايدن وفريقه ولوبياته في تحقيق أي هدف من أهداف حملته الانتخابية السابقة، او ما وعد به لاحقا، فكانت روسيا بالمرصاد له في أوكرانيا وهزمت الناتو شر هزيمة، فشل في إكمال مشروع صفقة القرن والتطبيع الصهيوني مع العربية السعودية مع خمس زيارات فاشلة لأنطوني بلينكن. زاد الدين الداخلي لأمريكا ليصبح كل مواطن أمريكي مدينا بحوالي 100 ألف دولار، والدين الخارجي أصبح 130% أي بزيادة بحوالي أربع مرات تقريبا عن الدين الخارجي لنظراءه في روسيا والصين. فشل في حسم المعركة وقلب الطاولة على حماس بموجب تقارير الإعلام الاسرائيلي نفسه، وأن المعركة أصبحت معركة النفس الطويل، والتي دائما ما تخسر فيها اسرائيل والغرب مع الدعم المستمر لتيار المقاومة. خسر المعركة الأخلاقية بل وأفشل سمعة الولايات المتحدة والغرب عالميا، لتبنيها العنصرية الشديدة وازدواجية المعايير تجاه أي مواطن لا ينتمي للغرب. فباتت أزمة غزة فاضحة لهما. وانعدام الثقة هذا سيتكرس في قلوب وعقول الشباب العربي والمسلم والجنوب، وأن الغرب ليس هو القدوة، بل بالعكس هو مثال للكذب والانحلال الخلقي. وأن الشرق والقوى العالمية الجديدة لا تزال هي الدرع الواقي في العالم للأسرة والأخلاقيات والروح الانسانية الطيبة مهما تعرضت لأزمات.
9 – يتوقع مركز آسيا أن تحدث ربما حرب أهلية داخل الولايات المتحدة وتصدع في الفيدرالية الأمريكية مع اقتراب السباق المحموم للرئاسة وكأننا أما حرب ستحدث داخل أمريكا بين الأفيال والحمير. وربما ستحدث مقاطعات للانتخابات من فئات معينة مثل العرب والمسلمين لمواقف سواء بايدن أو ترامب المعادية للعرب والمسلمين وخصوصا في الشأن الفلسطيني. وربما تظهر حركات شبابية جديدة تشبه “احتلوا” التي قضى النظام الأمريكي عليها في بداية العشرية الماضية انتقاما من الساسة الفاسدين الذين يدورون في نطاق (الباب الدوار) من الحزبين.
10- يكرر مركز آسيا للدراسات والترجمة عدم تحيزه لأي من مرشحي الرئاسة في أمريكا – وكذلك أن المركز ضد الصهيونية والماسونية والتطرف بكافة أشكاله، وكذلك ما يسمى نادي روما، وفكرة المليار الذهبي، وكل الأفكار المتطرفة والشاذة التي تتبناها بعض العائلات المالكة للمال والشركات عابرة للقارات في العالم. وكذلك إن التعددية القطبية أصبحت أمرا واقعا، وكل ما ينكر هذا بكل تأكيد فهو غافل تماما.