إقتصادسلايدر

إنطلاق الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالجامعة العربية

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

ألقى السيد/ أحمـد أبـو الغيـط لأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة فــــي الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري الدورة العادية (113) بمقر الأمانة العامة: 15/2/2024 والتى جاءت على النحو التالى:

معالي السيد يوسف محمود الشمالي

 وزير الصناعة والتجارة والتموين

   بالمملكة الأردنية الهاشمية

 رئيس الدورة الحالية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي

أصحاب السمو والمعالي السادة الوزراء،

يسعدني في البداية أن أتوجه بخالص التهنئة إليكم سيادة الرئيس على تولّيكم رئاسة الدورة الحالية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، متمنياً لكم كل النجاح والتوفيق… وأثق في أن خبرتكم في العمل في هذا المجلس الموقر.. طيلة السنوات الماضية.. سيكون لها إسهام ملموس في تيسير أعمال هذه الدورة.. كما أتوجه بالشكر والامتنان إلى الجمهورية اليمنية ولمعالي الوزير محمد حزام الأشول على حسن إدارته لأعمال الدورة السابقة بحكمة واقتدار.

السيد الرئيس،

تنعقد أعمال هذه الدورة وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد والخطورة.. وأشير هنا على نحو خاص إلى تلك التي يشهدها قطاع غزة الصامدة منذ تاريخ 7 أكتوبر الماضي.. وما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم إبادة جماعية ترتكبها قوة الاحتلال.. وسط عجز دولي شجع الاحتلال على الاستمرار في همجيته.. وهو احتلال لم يعد يخفي خططه الممعنة في الوحشية والمتجردة من كافة الإنسانية.. ونتابع جميعا بقلق شديد ما يعلن عنه قادة الاحتلال من عزمهم اجتياح مدينة رفح التي فرّ إليها أكثر من 1.4 مليون فلسطيني هربا من القصف العشوائي لباقي أراضي القطاع.. إن هذا الاجتياح إن حدث، يهدد بكارثة إنسانية واشتعال للوضع الإقليمي على نحو نحذّر بشدة.. ومعنا عقلاء كثيرون عبر العالم (من بينهم حتى داعمون للاحتلال).. أقول نحذّر بشدة من تبعاته وآثاره الممتدة على كافة الأصعدة.. ونناشد كل الأطراف التي تدرك خطورة الموقف التحرك بشكل عاجل لوقف هذه الخطط الجنونية قبل فوات الأوان.

لقد أزاحت تلك الأحداث الأليمة الستار عن الوجه الحقيقي والقبيح للمعايير المزدوجة للسياسة الدولية.. إذ تحطمت المبادئ وتلاشت حين اصطدمت بجدار الأمر الواقع.. وسقطت الأقنعة عن وجوه من يدّعون الدفاع عن القيم الإنسانية.. أولئك الذين يدافعون عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وينكرون أنها قوة محتلة أو يتعامون عن هذه الحقيقة ويلتفون عليها.. وأقول: ما قيمة العدالة والنظم الدولية إن ظلت عاجزة عن تحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء هذه المذبحة اليومية البشعة.

السيد الرئيس،

لقد عبرّ العرب بوضوح وعلى نحو لا لبس فيه عن رفضهم القاطع لكل محاولات إسرائيل تصفية القضية الفلسطينية وتهجير السكان من أراضيهم.. مستغلة أحداث 7 أكتوبر لتسريع وتيرة تنفيذ مخططات التطهير العرقي وأوهام الانفراد بالأرض كلها من النهر إلى البحر، وكأنها أرض بلا سكان.

وفي هذا السياق، فإنني أدعو مجلسكم الموقر إلى وضع خطة عمل عاجلة ذات أفق زمني محدد لتنفيذ مضمون وثيقة الاستجابة الإنسانية التي تقدمت بها دولة فلسطين … وهي معروضة على حضراتكم اليوم.. هذه الخطة تشمل مختلف المجالات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية في كافة الأراضي الفلسطينية.. وتهدف إلى التخفيف من شدة الصعوبات المعيشية التي يكابدها الفلسطينيون بشكل يومي.

السيدات والسادة،

إنكم تمثلون قطاعات الاقتصاد والتجارة والتنمية في الدول الأعضاء.. وتدركون جيدا كيف يتأثر عموم المنطقة العربية سلباً عندما تتعرض أجزاء منها لأزمات عنيفة.. فقد أدت الحرب إلى اضطراب طال الإقليم بأكمله.. مع احتمالات بتصعيد أكبر للموقف.. وما تمخض عن هذا كله من تبعات سلبية على الوضع الاقتصادي.. خاصة في ضوء التهديدات الأمنية المتزايدة في البحر الأحمر.. والمخاوف من تعطل سلاسل الإمداد.. فضلاً عن تراجع السياحة والأضرار التي أصابت مناخ الاستثمار.

إن تواتر الأزمات جعل الأولويات العربية تركز في المرحلة الحالية على إنقاذ الحاضر، وتقليل الخسائر، بدلاً من التطلع للمستقبل.. وعلينا أن ندرك أن هذه الصعوبات والأزمات تدفعنا إلى تعاضد أكبر.. وتعاون أوثق.. إذ لن تُحلّ المشكلات سوى بالعمل الجماعي على كافة الأصعدة.. تحت مظلة الجامعة العربية التي يعد تحقيق الاستقرار والتنمية مقصدا رئيسا من مقاصدها السامية.

السيد الرئيس،

أود أن أحيط مجلسكم الكريم علماً أن جامعة الدول العربية قد أعدت بالتعاون مع الإسكوا وثيقة ” الرؤية العربية 2045″.. والتي تم إطلاقها على هامش فعاليات الدورة 31 للجنة الإسكوا المنعقدة في مقر الأمانة العامة في شهر ديسمبر الماضي.

والحقيقة أن هذه الرؤية تعكس آمالنا وطموحاتنا المشتركة في غد أفضل لأبنائنا.. وهي مقسمة إلى 6 محاور مترابطة ترتكز على قناعة راسخة لدينا بمزايا التضامن العربي.. وأدعوكم إلى الاطلاع عليها.. متطلعا إلى الاستماع إلى اقتراحاتكم وتوصياتكم المفيدة في هذا الشأن.

وأختتم حديثي هذا بالإشارة إلى أن اجتماع مجلسكم الموقر سيتناول عددا من الموضوعات الهامة المتعلقة بالتكامل الاقتصادي والاجتماعي العربي.. كما سيضطلع اجتماع اليوم أيضا بمهمة تحضير الملف الاقتصادي والاجتماعي المرفوع للقمة العربية العادية المقبلة المقرر عقدها في مملكة البحرين الشقيقة يوم 16 مايو المقبل.. وأتمنى لكم كل النجاح والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى