رأى

يوم إيران الوطني في القاهرة إشارة لقرب التطبيع

استمع الي المقالة

أحمد مصطفى يكتب

في البداية، أتوجه بالشكر لمكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر ممثلا في السيد/ محمد حسين سلطاني فرد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى القاهرة، على حسن الثقة بي وإيكالي بمهمة تقديم حفل استقبال اليوم الوطني الإيراني في القاهرة أمس الإثنين الموافق ١٢ فبراير ٢٠٢٤. والذي أقيم ولأول مرة خارج مقر إقامة السفير، وفي احد اهم فنادق القاهرة – فندق فيرمونت نايل سيتي القاهرة.

شخصيات بارزة حضرت حفل العيد الوطني

كانت الأمسية الجميلة والراقية مليئة بالزخم سواء من حيث عدد الدبلوماسيين الحضور أو من حيث التنوع في التيارات السياسية والإعلامية. فكان من ضمن الحضور ممثلين عن الخارجية المصرية ووزراء سابقين ومنهم وزير الخارجية السابق السيد/ محمد العرابي. ومن النشطاء والشخصيات العامة السيد/ حمدين صباحي المرشح السابق للرئاسة المصرية. ومن أهم الإعلاميين السيد/ أسامة شرشر رئيس تحرير جريدة وموقع النهار، وكذلك أ عصام شيحة – المحامي الكبير وأحد أهم أعضاء المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، ود/ أحمد صقر عاشور أستاذ الإدارة ورئيس الجمعية العربية للتنمية الإدارية وممثلين عن مجلس الوزراء. أ/ أشرف أبو عريف رئيس تحرير موقع الديبلوماسي (بالعربية والإنجليزية). ومن السفراء السفير الروسي/ جورجي بورسينكو وسفراء آخرين من العالم العربي كسفراء السعودية وقطر. وسفراء آسيويين وأفارقة ومنهم سفير كوريا الجنوبية وسفير بروناي وقنصل عام تركيا وسفير أذربيجان وقنصل غانا وآخرين.

تغطية اعلامية خاصة من قنوات إيرانية ومصرية

كان هناك تغطيات إعلامية إيرانية متمثلة في قنوات إيرانية وأخرى مصرية، أجرت لقاءات هامة معي ومع بعض الشخصيات المذكورة أعلاه تركيزها الأساسي كان على أهم نقاط التقارب المصري الإيراني وقت تطبيع العلاقات والشأن الفلسطيني ودور مصر وإيران على وجه التحديد في هذه القضية حيث إن البلدين من أهم من يقود دفة الدبلوماسية والدعم للفلسطينيين وشهادة قيادات المقاومة أنفسهم.

أهم ما طرح في مداخلات كبار الضيوف

الكلمات الملقاة كانت معبرة جدا عن أوضاع إقليمية وعالمية وكونية – وطبعا طغت القضية الفلسطينية وتطوراتها على غالبية الكلمات سواء من السفير الإيراني أو من الشخصيات العامة التي حضرت – وحاولت الربط ما بين الكلمات من الحضور الضيوف واختصارها وترجمها لعدم الناطقين بالعربية.

أهم الموضوعات التي طرحت في كلمات السادة “السفير، وصباحي، وشرشر، وحماد” هي جعل القضية الفلسطينية هي بوصلة توحدنا كعالم عربي وإسلامي ولأصحاب الضمير. وعدم السماح بتراجع القضية الفلسطينية مرة أخرى في ضوء المجازر التي تحدث للأبرياء في غزة ورفح. مع عدم السماح لإسرائيل والغرب بالانتصار. والتركيز على تغيير العالم إلى نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب مرة أخرى. واستغلال فرصة بريكس بلس للتقدم أكثر في العلاقات على مستوى الجنوب والشرق. والتركيز على فكرة مثلث قوى (عربي – تركي – إيراني) او مربع قوى (مصري – سعودي – تركي – إيراني) – أنه يوجد رغبة لدى المرشد الإيراني (السيد/ علي أكبر خامنئي) لزيارة القاهرة في أقرب فرصة.

نقاط هامة يجب العمل عليها استغلالا لهذه المناسبة

بداية، لا بد من التطبيع الفوري للعلاقات المصرية الإيرانية ولتكن زيارة الرئيس أردوغان الغد هي نقطة البداية لأن هذا الثلاثي هو مرعب للغرب ولإسرائيل في حال ما حدث، وإبرام عدد من الاتفاقات الاقتصادية التي تجمع البلدان الثلاثة ونحن في أشد لحظات التعاون.

ثانيا، لا بد من إلغاء اتفاقية كامب ديفيد – لأن بكل بساطة الكيان الصهيوني يحاول خرق هذه الاتفاقية وأمريكا تسانده ضمنا بناءا على تصريحات بايدن الجبانة الأخير المتناقضة، بموجب ما حدث في رفح الفلسطينية أمس.

ثالثا، على الجانبين المصري والإيراني وهذا بحكم عملي السابق مطالبة الرابطة الدولية للقانون في لندن وهي أحد أهم الجهات الاستشارية في محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة، والقانون الدولي بإلغاء عضوية اسرائيل، لأن مصر وإيران عضوتان قديمتان في الرابطة.

رابعا، استغلال الموقف التوافقي العربي والإسلامي بالمقاطعة التامة لإسرائيل، خصوصا اقتصاديا وفي مجال الطاقة، وعزلها بشكل تام، لأنه كيان سافل وهذا قرار يجب أن يتم اتخاذه في أسرع وقت من منظمة التعاون الإسلامي. وهذا أقل رد على مجازر غزة مع تحذير أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا بعمل مشابه إذ لم يتخذ مع اسرائيل الفعل المناسب.

خامسا، التضامن في دعوى جنائية دولية من منظمة المؤتمر الإسلامي مجتمعة مع دولة جنوب إفريقيا ضد مجرمي الحرب (نتنياهو وبن جفير وبايدن وبلينكن وكيربي وريشي سوناك، واي مسئول غربي أو اسرائيلي) تورط لفظا أو فعلا معادية لإخواننا الفلسطينيين طوال هذه المعركة الكبيرة، والتي تشبه نضال شعب مدينة لينينغراد السوفيتية أمام العدوان النازي في وقت الحرب العالمية الثانية.

سادسا، محاولة سن قانون عربي وإسلامي خاص بمعاداة العرب والمسلمون، ومعاقبة أي دولة غير صديقة او غربية تتعامل مع أي مسلم أو عربي بشكل غير لائق – على غرار قانون ما يطلق عليه جوازا (معاداة السامية).

سابعا، أن يتم إنشاء منصة عربية اسلامية للشباب العربي والمسلم عبر العالم للتعبير عن قضاياه بما يخدم مستقبل العالم العربي والإسلامي، وبما يخدم الاقتصاد والثقافة والبحث العلمي في هذين العالمين.

أخيرا، التعاون مع الدول الصديقة (روسيا، والصين، ودول آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية) بكل انفتاح في كل ما سبق وخصوصا من خلال مظلة بريكس بلس، طريق الحرير، منظمة شنغهاي للتعاون، وغيرها مثل الإتحاد الإفريقي، والاتحادات الخاصة بدول أمريكا اللاتينية.

في النهاية – نرى أننا قرب مرحلة جديدة في المنطقة خالية من الشر الصهيوني، أصل كافة مشاكل وشرور المنطقة، وقتل تام لما يسمى الأجندة الأمريكية بسبب السقوط المذل والمروع للأجندة الغربية بالإجماع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى