سلايدرسياسة

قراءة فى مقابلة بوتين الأخيرة مع الإعلامي تاكر كارلسون

استمع الي المقالة

بقلم: أحمد مصطفى

بلا شك أن وقت بث المقابلة التي أدارها المحاور تاكــر كارلسون مع الرئيس بوتين لهى من أكثر الأمور ضغطا على أي محلل اقتصاد سياسي محترف، وجود مقابلة قوية وجريئة لشخصية عالمية تبث على الهواء في وقت متأخر من الليل. ولكن حتى توقيت البث، أعتقد أنه كان موفقا حتى يناسب كثافة المشاهدة في الغرب “غرب أوروبا، والولايات المتحدة” لأن المحاور كان من أهم محاوري قناة فوكس نيوز سابقا ويريد نسبة مشاهدة عالية ما بين متابعيه. وكذلك يريد أيضا توجيه رسالة لت فوكس نيوز أنه لا يزال من اكثر المحاورين متابعة في امريكا حتى لو بث مقابلته خلال منصة إكس.

مكان المقابلة

من الواضح ان السيد/ تاكر، مدير الحوار، كان يسجل هذا الحوار الثلاثاء الماضي الموافق ٦ فبراير ٢٠٢٤ من أحد مكاتب بوتين في الكرملين. وأعتقد، طبقا لبداية الفيديو، ربما كان محل إقامته بهذه الخلفية التي تظهر (الساحة الحمراء في قلب موسكو والكرملين)، فندق “الفور سيزونز” المواجه مباشرة للساحة الحمراء، تلك المنطقة التي أعرفها عن ظهر قلب لأنها أهم مناطق موسكو السياسية والسياحية والتجارية. أيضا وبحكم إقامتي هناك لثلاث سنوات متصلة.

آلية المقابلة مع الرئيس بوتين

للعلم وهذا شيء متعارف عليه بالنسبة لـ مديري الحوارات مع الخبراء أو الشخصيات العامة، توجد آلية متعارف عليها أن يرسل مدير الحوار أو الجهة التي يمثلها عرض بطلب مقابلة، مرفقا بها الأسئلة المقترحة للضيف أو الخبير أو الشخصية العامة. ثم يحدث اتفاق على اجابة إما الكل أو الغالبية أو جزء من الأسئلة. ولكن يتضح من الحوار، والذي امتد لأكثر من ساعتين ونصف، أن الرئيس بوتين وافق على الإجابة على كافة الأسئلة وأعد نفسه جيد كالعادة للرد. حيث ان هذه المقابلة مع الإعلام الأمريكي تأتي بعد حوالي ست سنوات من توقيت آخر لقاء أجراه عبر فوكس نيوز والذي تم في فنلندا من خلال “قمة الـ ٨ في صيف ٢٠١٨”. جدير بالذكر أن الحوار وقتها لم يزد عن ٤٠ دقيقة فقط، والتي أيضا كان لها آثر كبير على الإعلام الغربي وقتها، وقلبت الموازين في عدة قضايا ومنها “التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية في ٢٠١٦ لصالح دونالد ترامب”. حيث استطاع الرئيس بوتين وقتها تفنيد كافة الادعاءات الأمريكية من الديموقراطيين في هذا الصدد بكل أريحية مما جعل الحوار يتناقص من الساعة الى فقط ٤٠ دقيقة.

من هو تاكر كارلسون مدير هذه المقابلة مع الرئيس بوتين؟

نقلا عن بي بي سي “تعرض تاكر كارلسون، المذيع السابق في قناة فوكس نيوز، لانتقادات بسبب تصريحاته المثيرة للجدل ومحتواه المثير للجدل ودعمه الكامل للجمهوريين في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك للرئيس السابق ترامب. تم فصله في أبريل 2020 بعد أن دفعت قناة فوكس نيوز تسوية غير عادية بقيمة 787 مليون دولار لشركة (دومنيون فوتنج سيستمز) بسبب مزاعم انتخابية كاذبة. انتهى سباق كارلسون في فوكس في أبريل، وأعلن أنه سيبدأ عرضه الجديد على منصة التواصل الاجتماعي إكس، تويتر سابقًا. وفي ديسمبر، قام بتأطير خدمة بث مدفوعة الأجر، شبكة تاكر كارلسون، والتي قام بتأطيرها على أنها خالية من تأثير الشركات. أصبح محتواه وضيوفه هامشيين بشكل متزايد، حيث نشر كارلسون مقابلة مدتها ساعتين ونصف الساعة مع أندرو تيت، المؤثر البريطاني الأمريكي المتهم في رومانيا بالاغتصاب والاتجار بالبشر وتشكيل جماعة إجرامية منظمة لاستغلال النساء. جنسيا. كما نشر أيضًا محادثة مفاجئة عشية عيد الميلاد مع الممثل المشين كيفن سبيسي، حيث أعاد تمثيل دوره كشخصية رئيسية في (هاوس أوف كاردز)، الرئيس الخيالي فرانك أندروود. وعلى الرغم من تصريحاته المثيرة للجدل، إلا أن شعبية كارلسون واهتمامه في شبكة فوكس لم يبعثا من جديد، وقد يكون ظهوره مع ظهور بوتين بمثابة نعمة له ولنجمه”.

ولعل استطلاعات الرأي أيضاً تشير إلى أن ترامب قد يعود إلى البيت الأبيض بسهولة هذه المرة، إذ أن شعبية بايدن تتراجع بشكل حاد، وبايدن ليس صديقاً لبوتين مثل ترامب، وهذا يخدم برنامج الجمهوريين وترامب في حملته الانتخابية.

هذه المقابلة تعتبر بمثابة إعادة الروح ايضا الى المقدم “تاكر كارلسون” بفضل تنامي كثافة المشاهدة. وتؤكد هذه المقابلة ونسب مشاهدتها، انخفاض الثقة ما بين الشعوب الغربية، وخصوصا في أمريكا وأوروبا، والإعلام الغربي المسيطر عليه امريكا بشكل عام.

توقيت الحوار عالميا

داخل أمريكا منافسة كبيرة ربما تنقلب لصراع بين غرفتي الكونجرس (الشيوخ والنواب) للحصول على قرار لت دعم يزيد عن ١٠٠ مليار دولار لجبهات أمريكا الخارجية (أوكرانيا وإسرائيل وتايوان) ومعارضة النواب لهذا القانون من خلال قانون الحدود والهجرة. إضافة للدين الداخلي الكبير ٣٣ تريليون دولار.

عالم مشتعل في عدة جبهات – خذلان أمريكي من الجانب العربي فيما يخص الإبادة الجماعية على غزة، وخيبة امل لـ وزير الخارجية الأمريكي بلينكن وخصوصا من السعودية فيما يخص موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومنع هوجشتاين من زيارة لبنان لرفض لبنان صفقته القذرة.

انتخابات برلمانية كبرى في باكستان ثاني اكبر دولة اسلامية من حيث السكان بعد اندونيسيا، وفوز غير كاسح لـ “حزب تحريك وإنصاف” حزب رئيس الوزراء الحبيس السابق عمران خان وخسارة أمريكية أخرى في دولة استراتيجية ومهمة في جنوب آسيا والعالم الإسلامي.

تنامي التعاون ما بين روسيا والصين حيث وصل حجم التجارة الى ما يقرب ٢٣٠ مليار دولار حاليا وزيادة تحالف بريكس إلى بريكس بلس وتفوق الناتج الإجمالي له بفارق كبير عن ما يسمى بشكل غير واقعي حاليا السبع الكبار.

ويتضح أن أمريكا لديها اشكالية في فشلها في هزيمة روسيا من خلال الناتو أو أوكرانيا، وفشل آخر على الجبهتين الأخريين في كل من تايوان وغزة بالرغم من الدعم الغير متناهي لإسرائيل. وفشل في أجندتها في المنطقة مع دخول الحوثي على خط المواجهة – وقرب المناورات الثلاثية المزمع عقدها بين مثلث القوى الجديد (روسيا والصين وإيران) بالقرب من المنطقة.

كثافة المشاهدة للمقابلة

جدير بالذكر انه وفقا لمواقع غربية ومنها “أوستن أمريكان ستيتسمان” أن هذه المقابلة حصلت على نسب مشاهدة وحتى كتابة هذا المقال على منصة إكس الخاصة بـ إلون ماسك، والذي قد أثني عليه بوتين أثناء الحوار بشكل غير مباشر، لحوالي (١٢٥ مليون مشاهدة). وهي المتابعة والمشاهدة الأكبر في تاريخ هذه المنصة مما جلب الكثير من المال والإعلانات للمنصة وللمقابلة وللمحاور “تاكر”.

موضوعات المقابلة وأهميتها لروسيا والعالم

1– نقاط تاريخية ومعاصرة من الصراع مع بعض دول الجوار كـ بولندا

تعلقت هذه النقاط ببولندا وأدوارها التاريخية في زعزعة استقرار روسيا ودعمها للنازي قبل الحرب العالمية الثانية، ومحاولة الوقيعة باستمرار من قبل بولندا والنازيين البولنديين ما بين روسيا وأوكرانيا وحتى اليوم – والشيء المفارق أن والد زيلينسكي نفسه كان أحد المحاربين ضد النازية في وسط أوروبا كيف أصبح زيلنسكي كذلك يميل للنازية والعنصرية – هذا وضع يرثى له.

تشابه هذا الحوار مع حوار سابق أشرنا إليه سابقا وهو “عشرين سؤالا موجهة للرئيس بوتين” في فبراير ٢٠٢٠ قبل الاغلاق التام الخاص بجائحة كورونا، والذي أعدته وكالة تاس الروسية. وكان من أفضل البرامج التي تمت على مدار تاريخ (بوتين وتاس) مشتركين للتقنيات العالية، والتي حتى لم اشاهدها في فضائيات امريكية ومنها فوكس نيوز وسي ان ان نفسها.

2- بالنسبة لأوكرانيا ومن وراءها في البيت الأبيض

شدد بوتين على نفس النقاط التي نعرفها وهو حتى كررها سابقا وهي نقاط منطقية، وعلى وجه الخصوص توسع الناتو على حساب روسيا، ورفض الناتو نفسه قبول عضوية روسيا سابقا في ٢٠٠٧. ولماذا يتم التلويح بعضوية أوكرانيا حاليا وهل بالفعل كانت أوكرانيا في حاجة لهذه العضوية، وما الوضع التي آلت إليه حاليا اقتصاديا وسياسيا.

أيضا انتهاك اتفاقية مينسك من الطرف الأوكراني وبعلم من الضامنين الأوروبيين بعد وصول النازيون الجدد للسلطة في ٢٠١٤، من خلال ثورة برتقالية على رئيس منتخب ديموقراطيا سابقا وما هي معايير دول الناتو في الديمقراطية في هذا الصدد.

دور الناتو في إيقاف مفاوضات اسطنبول شهرين بعد العملية العسكرية الخاصة وتدخل رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون في أثناء زيلينسكي عن المضي قدما في توقيع اتفاقيات التسوية مع روسيا بهدف كسر روسيان ولكن هيهات.

هل زيلينسكي يخشى من النازيين الجدد المتواجدون في بولندا وأوكرانيا والمرتزقة الأجانب من أن يطيحوا به في حال ما حاول التسوية مع روسيا وحدوث السلام في شرق ووسط أوروبا؟

وردا على سؤال مهم يخص أنه على بوتين أن يتصل بالرئيس بايدن لحل الأزمة الراهنة في حال أن القرار يأتي من واشنطن، فكان رد بوتين أنه تم حوار في فبراير ٢٠٢٢، وتكلمنا لمدة ع ساعات في كافة النقاط ولكن المشكلة ليست في شخص بوتين او روسيا المشكلة أن أمريكا البعيدة بآلاف الأميال وتحس انها (مهددة أمنيا) – ولا نعرف هي مهددة بأي شيء؟ وما علاقتها مثلا باوكرانيا أو روسيا؟ أم هي الرغبة في الهيمنة والسيطرة فقط على العالم.

وأردف بوتين ان يعتقد أنه على المسؤولين في أمريكا إعادة النظر للعالم مرة أخرى لأنه بالفعل تغير، فلم تعد أمريكا هي القوة الأولى ولا حتى اقتصاديا.

3- الإعلام

بالنسبة للإعلام – ربما كان الحديث والحوار الذي تم من خلال المقدم تاكر أفضل رسالة من روسيا للعالم والغرب على وجه التحديد، وذلك بعد قطيعة دامت أكثر من سنتين ما بين روسيا والغرب إعلاميا. وتحكم أمريكا في منصات ومواقع التواصل الاجتماعي عالميا. وهذا ما اشار اليه بوتين أنه إعلاميا للاسف لا يقدر على مواجهة أمريكا هذا يحتاج اموال كثيرة لمجابهة أمريكا.

ولكن قول الحقيقة وأعمال المنطق دائما يكسب. لأن القاريء والمستمع حاليا يعمل عقله، وإذا كنت تريد التأثير إعلاميا فعليك التعاون مع دول (بريكس بلس) في إنتاج محرك بحثي مواز لجوجل ومنصات تواصل اجتماعي على غرار في كيه الروسية بنفس المواصفات العالمية بل وتتفوق عليها. ولدى روسيا والصين والهند وإيران ومصر نقلة نوعية في الرقمنة والذكاء الصناعي، وايضا لديهم قوة اقتصادية تفوق دول السبع مع دخول (السعودية) كما ذكرت سيد بوتين. وكذلك صناعة فضاء عظيمة، وافضل من أمريكا هذا كله يمكن أن يشكل فارق في المستقبل القريب.

أيضا طبعا كان هناك شكر وإطراء ضمني إيلون ماسك لأن اللقاء يبث عبر منصته الرقمية إكسن وطبعا ردا على إثارة موضوع مستقبل الذكاء الصناعي شدد بوتين إن هذا الشأن من أهتمام من يعملون في هذا المجال مع ضرورة إبرام اتفاقية دولية جماعية خاصة بأخلاقيات استخدام الذكاء الصناعي.

4- الدولار وبعض الأمور الاقتصادية

تحدث بوتين باقتضاب عن أزمة الدولار – وان امريكا للاسف تطبع دولارات دون إنتاج حقيقي وأصبح الدين الداخلي كبير للغاية ٣٣ تريليون دولار، أي بمعدل (١٠٠ ألف دولار مديونية/ لكل مواطن أمريكي تقريبا).

وكذلك أن موضوع العقوبات الاقتصادية احادية الجانب لم تعد مجدية لأن الاقتصاد الروسي بالرغم من الكم الهائل من العقوبات والذي يشبه ما تتعرض له إيران على سبيل المثال – أصبح أقوى من أي إقتصاد أوروبي، وأنه يأتي في المرتبة الخامسة عالميا حاليا بعد الصين واليابان وأمريكا والهند – فباتت دول أوروبا هي من تعاقب نفسها بالعقوبات المفروضة على الطاقة الرخيصة (الغاز الطبيعي) وخصوصا ألمانيا.

وايضا لم يعد الاقتصاد الروسي ذلك الاقتصاد الريعي الذي كان يسخر منه الغرب، بالرغم أن الزمن والتجربة أثبتت العكس، لأن الطاقة الرخيصة وتوافرها بات العنصر الرئيسي المحرك لأي تنمية أو نمو اقتصادي. ولكن اصبحت روسيا لاعب عالمي ورئيسي في صناعات الفضاء والرقمنة والذكاء الصناعي والتكنولوجيا الفائقة، إضافة الى الصناعة والزراعة.

في حين أن الاقتصاد الروسي تنامي مع الصين القوة الاقتصادية الأولى عالميا حتى وصل مستوى المعاملات الاقتصادية بين البلدين الى ٢٣٠ مليار دولار حيث تضاعف ٤ مرات تقريبا عن ٢٠١٩.

ايضا كانت روسيا تعتمد في غالبية معاملاتها على ما يقرب من ٧٠% من الدولار. ولكن مع العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا ولمواجهة العقوبات، نوعت روسيا سلة النقود الاحتياطية لديها فزاد التعامل باليوان الصيني إلى ما يقرب ٣٥%، وصار النفط حتى مع دول مجلس التعاون الخليجي يعاد تقييمه باليوان. وبات الدولار يفقد هيمنته الاقتصادية الغير مبررة دوليا، والتي أخذ قوتها من المعاملات على النفط منذ ١٩٧٥.

وهنا بوتين كرئيس محترف في سرد أهم الأمور التي تتعلق بالدولار وروسيا وكذلك موضوع محاربة الدولرة.

5– ألمانيا وموضوع (السيل الشمالي ١و2 )

وفيما يخص الغرب والناتو ذكر بوتين بكل تأكيد ألمانيا – بالرغم من أن بوتين في حوار شهير له في أكتوبر ٢٠٢٠ أقر بأنه يعول في مستقبل العالم على دولتين صديقتين ويثق فيهما هما الصين والمانيا – هذا الأمر الذي توافق مع كتابي الذي أصدرته في أغسطس ٢٠٢١ (الصين وألمانيا وروسيا: نظام عالمي جديد).

وبالنسبة عن تفجير السيل الشمالي وأن أوكرانيا متورطة في ذلك – فتحدث بوتين أن هذا يتطلب عملا استخبارتيا كبيرا وفرق غوص مدربة وخرائط ولا يمكن دولة بإمكانيات أوكرانيا القيام بذلك، فلا بد أنها دولة كبيرة قامت بهذا العمل الإرهابي الكبير – وهنا نتذكر تقرير الصحفي الاستقصائي الكبير (سيمون هيرش) والذي اتهم المخابرات البريطانية والامريكية بالتدبير لهذا العمل الإرهابي. وبالرغم من سمعة السيد/ هيرش الطيبة التي بناها في عشرات السنين – نجد أن أعضاء الكونجرس اتهموه بالكذب والفبركة – وهذا يرتبط بقوة الإعلام في النقطة ما قبل السابقة، وقوة الإعلام الأمريكي الذي دائما ما يقلب الحقائق الى أكاذيب والعكس.

إلا أنه انتقد النظام الألماني الحاكم حاليا، وأنه للأسف لا يتسم بالرشد كسابقيه. وهذا إنعكس على اقتصاد أوروبا، وقال بوتين أن ألمانيا تطعم بولندا وبولندا تطعم أوكرانيا – يوجد خط السيل الشمالي 2 الذي يمر من أوكرانيا ثم عبر بولندا. وللأسف تقوم أوكرانيا بإقفال (السيل الشمالي 2) – فإذا أرادت ألمانيا الانتعاش الاقتصادي مرة أخرى، فعليها أن تأمر أوكرانيا بفتح هذا الخط – ولكن للأسف النظام الألماني الحالي بدلا من التفكير في رخاء بلاده، يأتون في المرتبة الثانية بدعم أوكرانيا عسكريا بعد الولايات المتحدة على حساب دافعي الضرائب في ألمانيا وأمريكا ويشوهون الحقائق، فبماذا نصف هذا الأمر – هل هذا عقل أو منطق.

6- إطلاق سراح إيفان جريجوفيتش الأمريكي الجنسية

كانت النقطة الأخيرة، التي تم تناولها طلب السيد/ تاكر وفريق عمله كبادرة لحسن النوايا، ان يتم تسليم أمريكا لأحد صحفييها المدعو/ إيفان جرجوفيتش المحبوس داخل روسيا – ولكن السيد/ بوتين كان من الذكاء بأن رد على هذا الطلب “أننا قدمنا الكثير من بادرات حسن النوايا للولايات المتحدة والغرب، ولكن للأسف لم نكن نعامل بالمثل من جانبكم. وأضاف “السيد/ جرجوفيتش، على حد علمي، لم يكن صحفيا، وكان يجمع معلومات محظور تناولها بما يخل بالأمن الروسي. وعليه تم القبض عليه، لأنه بالأساس لم يكن مصرح له بذلك بناءا على ما لديه من مستندات”.

ولكن السيد بوتين ترك الباب مفتوح – بل وطالب أنه في حال اظهرت لنا امريكا بادرة شيء مماثل بالمقابل فلا مانع لدينا للقيام بذلك.

وفي النهاية – استطاع بوتين إيصال رسالته الى العالم في توقيت مناسب ومن خلال إعلامي أمريكي، وكذلك لعب على التناقضات في النظام الأمريكي ما بين الجمهوريين والديمقراطيين. حدث هناك نوع من المنفعة المتبادلة ما بين الرئيس بوتين، وتقديمه للغرب وخصوصا مع قرب انتخابه مرة أخرى كرئيس لروسيا في مارس القادم للمرة الخامسة، والمقدم تاكر كارسلون والذي سيكون في سيرته الذاتية حواره مع زعيم أحد أكبر دول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى