د. أحمد مصطفى يكتب
أولا: الاجتماع مع السفير الإيراني بمكتبه في القاهرة
الانتقال ما بين أجواء دبلوماسية لدولتين احبهما كثيرا شيء رائع بالنسبة لي على المستوى الشخصي-وفي القاهرة الساحرة بدأ اليوم بعد الظهر باجتماع مع السفير الإيراني وراع المصالح الإيرانية في مصر السيد/ محمد حسين سلطاني فرد، لدى مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة.
حيث اجتمعنا ولأول مرة بصحبة الإعلامي المصري الكبير السيد/ أسامة شرشر، رئيس تحرير جريدة النهار والعضو البرلماني. وأيضا السيد/ أشرف أبو عريف، رئيس تحرير موقع الدبلوماسي أحد المواقع الإخبارية، والتي ذاع صيتها في الآونة الأخيرة، كموقع إخباري مستقل، والتي شرفت بأنها نشرت العديد من المقالات لي على مدار العام الماضي بالعربية والانجليزية. وذلك للترتيب لحفل استقبال اليوم الوطني للجمهورية الاسلامية الإيرانية والذي سيوافق الإثنين 12 فبراير 2024 في القاهرة.
حيث يتواكب هذا التعاون مع تطورات الأوضاع في المنطقة وتطورات العلاقات المصرية الإيرانية بعد 3 اجتماعات مهمة بدأت على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي ما بين وزيري الخارجية المصري والإيراني، السيد/ شكري والسيد/ عبد اللهيان. تلاها دعوة وزير المالية الإيراني الى مصر في شرم الشيخ بمناسبة عقد منتدى بنك آسيا للبني التحتية الصيني في مصر.
ثم تلاها الحدث الأكبر لقاء الرئيسين المصري والإيراني، السيد/ السيسي والسيد/ رئيسي في الرياض منذ شهرين تقريبا، في أول قمة عربية إسلامية بحضور كافة الرؤساء والملوك، والفضل يرجع في هذا لسمو الأمير/ محمد بن سلمان، والذي أصر على هذا الحضور لبلورة موقف عربي وإسلامي موحد ضد الانتهاكات الحرب الجائرة التي يشنها الكيان ضد إخواننا في غزة.
الشيء اللافت ان الحضور كان لديه حالة من التفاؤل لتقارب الرؤى ما بين الدول العربية والإسلامية بعضها البعض، غير ما كان يحدث سابقا. بالرغم الى الحاجة الشديدة لـ (عمل جماعي) أكثر حسما مع الكيان الصهيوني لوقف إطلاق النار وكذلك التشديد على دولة فلسطينية كاملة الحقوق والسيادة – ونشكر السعودية أمس على إرجاع أنتوني بلينكن وزير الخارجية (للمرة الخامسة) خائب الرجاء لتمسك السعودية بموقفها، والتي تصر عليه منذ أعوام. هذا الموقف الذي أشرت إليه في لقاء مع أحد الإعلاميين السعوديين لإعطاء كل ذي حق حقه.
الشيء اللافت حاليا هو أن هناك فرصة للعب الكثير من الأدوار وتفعيل العديد من المبادرات الهامة في ظل مجموعة بريكس بلس بعدما حصلت كل من (مصر وإيران والسعودية) على عضوية بريكس مع بداية هذا العام وفي عدة مجالات سنذكرها لاحقا.
الشيء الجميل، هو تشديد جناب السفير الإيراني (السيد/ فرد) على أهمية وأولوية مصر بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك الدعم غير المحدود في كافة المجالات التي يمكن أن تجمع الدولتين سواء على المستوى الاقتصادي، في مجال الشراكة على مستوى الأعمال وإنشاء منطقة حرة لرجال الأعمال الإيرانيين في مصر. وكذلك حاضنات الأعمال للشركات الناشئة وهوو مجال واعد بين البلدين وهذا ما ناقشناه سابقا مع بعض الوفود الإيرانية التي زارت مصر.
وكذلك توفير أي عجز في الطاقة يمكن أن تتعرض له مصر سواء في الغاز الطبيعي أو النفط ومشتقاته مع إمكانية شراءه بالجنيه المصري وبشروط تفضيلية إكراما لـ مصر. وبكل تأكيد التعاون التقني والعلمي والفني وكذلك التعاون الإعلامي ما بين البلدين وأعمال القوة الناعمة في شكل أعمال ومنصات فنية مشتركة بالتوافق ما بين البلدين في المستقبل. وطبعا السياحة إلى مصر مطلوبة جدا من الجانب الإيراني سواء للسياحة الترفيهية أو السياحة الدينية.
وهناك مجال آخر، روسيا والصين وباقي دول بريكس مهتمة به، وهو محاربة التيارات الإرهابية والمتطرفة تلك التيارات الظلامية التي تحاول ارجاعنا للعصور الوسطى. وبالفعل مصر وإيران تعملان مع روسيا من خلال “مجموعة رؤية استراتيجية – روسيا والعالم الإسلامي” في هذا المجال وكان لي الشرف ان دعيت إلى موسكو وقازان ويالطا لهذه المنصة الكبيرة منذ نهاية 2015 كطرف فاعل في هذه المبادرات.
وطبعا تمنى الجميع ان يحدث نوع من التحالف الكبير في المنطقة بين 4 دولا أشرنا إليهم سابقا (مصر والسعودية وإيران وتركيا) لأن هذا التحالف سيكون الدرع الواقي للدول العربية والإسلامية إذا احسنت النوايا وتم تشكيله بشكل مقبول وعلمي وتوافقي.
وفي النهاية شدد السفير فرد على ضرورة استعادة مصر لدورها الريادي في المنطقة لأن هذا في صالح إيران على وجه الخصوص والدول العربية والإسلامية على وجه العموم. مع الحاجة إلى أنشطة جديدة ومبتكرة تحيي العلاقات بين البلدين بما يضمن رضا الطرفين والاحترام المتبادل بين البلدين الكبيرين.