لإجهاض تألق جنوب أفريقيا أم خجلاً؟!
بقلم: رئيس التحرير
بعد 114 يوم إغتيال لكل مفردات الإنسانية فى غزة فلسطين على يد الاحتلال الصهيونى بين دعم وصمت وخزى عربى وإسلامى ودولى، تقرر عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم الأحد الموافق 2024/01/28 بناءاً على طلب مندوب دولة فلسطين بالجامعة العربية السفير مهند العكلوك بالتنسيق مع المغرب بصفتها رئيس الدورة 160 لمجلس الجامعة على مستوى وزاء الخارجية ومع الأردن ومصر وتأييد الدول الأعضاء في الجامعة العربية.. وذلك لإصدار موقف عربي موحد من التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية والتى يراها البعض:
@ مرهم لإمتصاص غضب الرأى العام عربيا وأمريكيا وغربيا لأنها لم تكن صريحة بالوقف الفورى لحرب إسرائيل على غزة، فضلا عن الحرج البالغ للإدارة الأمريكية ونظرائها الغربيين بالإضافة لحكومة نتن ياهو المتطرفة وليس ببعيد النظام العربى..
@ مطاطة لإستغراقها شهرا ومن بعدها تتلقى محكمة العدل الدولية تقارير لدراستها ومن ثم البت فيها وعليه تكون إسرائيل قد ارتكبت المزيد والمزيد من جرائمها ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.
@ إلا أن هذا الإنجاز تُشكر عليه دولة جنوب أفريقيا، الغير عربية والغير مسلمة، لقدرتها على إحراج النظام الصهيونى والأمريكى والغربى وهالة نور لكبح جماح حكومة نتن ياهو.. وتُشكر وزيرة الخارجية جريس ناليدي مانديسا باندور لتعبيرها عن حزنها لعدم إصدار المحكمة قرارها بوقف إطلاق النار فوراََ.
والغريب ولست أدرى لماذا يرى دبلوماسيون وساسة أن هذا الإجتماع الطارئ إنما هو ليس إلا:
* إما لإجهاض مأنجزته جنوب أفريقيا بالتنسيق مع رؤوس محاور الشر بزعامة جو بايدن وبنيامين نتن ياهو ورؤساء بريطانيا والاتحاد الأوروبي وآخرين باستثناء البعض سواء علناً أو على إستحياء.
* وإما خجلاً فهو للصمت والخزى المريب للنظام العربى والإسلامى على مدار 114 يوم وفقاً لتاريخ كتابة هذا المقال بعدما استطاعت جنوب أفريقيا إسقاط ورق التوت عن عورات الأنظمة العربية والإسلامية والدولية.. وهذا ما دعى الشارع العربى والإسلامى للجزم واليقين التام أن تلك الأنظمة شريكة فى عملية الإبادة الجماعية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعيا ضد سكان قطاع غزة على وجه الخصوص وسائر أرجاء فلسطين..
ولازال وجه الدهشة من تحليل هؤلاء الساسة والدبلوماسيين مبرهنين على الإدعاءات سالفة الذكر بأن الدوافع وراء مواقف تلك الأنظمة تتجلى فى الفكرة الخبيثة ما يسمى “باليوم التالى” وهى من يدير قطاع غزة، بعد القضاء على المقاومة الفلسطينية بكل ألوانها كما تزعم الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ليس إلا لرعب تلك الأنظمة من تمددها لدول الجوار وعدم تكرار أنموذج الثورة الإسلامية الإيرانية، بخاصة أن حزام المقاومة فى الشرق الأوسط (اليمن.. لبنان.. سوريا.. العراق وإيران يعمل وفقاً لفلسفة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد تفوقها على الجميع عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً طيلة 45 سنة ليس فقط إقليمياً وإنما عالمياً والواقع خير شاهد على العصر بفرضها خناق مميت لتلك الأنظمة وداعميها غربا وشرقا والفشل على التوالى بدءاً من قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979م مروراً بحرب الخليج 1 ، 2 والفشل الذريع لتلك الأنظمة وحتى اليوم وستزال..
* ويواصل الساسة والدبلوماسيون تعرية النظام العربى والإسلامى والدولى تجاه شراكتهم فى عمليات الإبادة الجماعية لإنسانية فلسطين وإنتهاك عِرضْ غزة لعدم إستغلال تلك الأنظمة لقدراتها الهائلة، لا لتحرير فلسطين والأقصى المبارك مسرى الرسول الأعظم فحسب، بل لردع الإعتداء الصهيونى منذ 7 أكتوبر 2023 منذ الوهلة الأولى كما يلى:
# قطع البترول فوراً عن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وكل الدول المؤيدة للإحتلال الصهيونى على غرار ما قام به الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله ولا زال العالم العربي والإسلامي يشيد بموقفه حتى اليوم وليوم القيامة ومنهم الشيخ زايد معشوق العرب والمسلمين رحمة الله عليه.. وبالتالى كان نصر الله للعرب والمسلمين على العدو الصهيونى فى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973م.. ومنذ ذلك الحين استوعب الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية الدرس وزرعوا قواعدهم العسكرية بدول الخليج عبر بث المكيدة والفتن بين أنظمة الخليج وإلى اليوم وستزال ما لم يدرك أنظمة الخليج اللعبة القذرة للغرب والانقلاب عليها كما فعلت المملكة العربية السعودية نوفمبر 2022 بفتح الباب على الصين العملاق وانعقاد القمة العربية الصينية والقمة السعودية الصينية مأحدث هزة عنيفة بين صفوف الغرب خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.. وللأسف سراعان ما توارت آليات تلك القمم فى 7 أكتوبر بشن حرب شعناء على مدنيين فلسطين وحصيلة حوالى مليون فلسطيني بين شهيد وجريح ومشرد!
# غلق المنافذ البحرية كمضيق هرمز وباب المندب وبالتالى قناة السويس فى وجه إسرائيل وكل الدول المؤيدة كما فعلت مصر فى زمن الرؤساء جمال عبدالناصر وأنور السادات، فضلاً عن مضيق جبل طارق فى المغرب.
# دور الجيش العربى والإسلامى وفقاً لاتفاقية الدفاع العربى المشترك، التى لأجل هذا الإحتلال الصهيونى الماكر كان ميلادها، ليس للتصدى لتجاوزات إسرائيل فحسب بل لتحرير فلسطين بوابة العرب شمالاً وتطهير الأقصى الشريف من تدنيس الصهاينة بالإقتحامات على مدار الساعة وتفريغه من الأسفل بزعم هيكل النبى سليمان (ع).
لكل ما تقدم، نتساءل:
* أما آنَ الآوان لنعتبر من نزوات الماضى ورفع راية الوحدة عربياً وإسلامياً لصالح الشعوب ولرضا المنتقم الجبار والنجاة من عذابه يوم لا ينفع مال ولا بنون؟!
* ألم ندرك بعد أن العالم العربي والإسلامي لم يتحررا بعد من كافة أنواع الإستعمار عبر تفتيت الأرض (الجزيرة العربية) وقيام دويلات مناوئة للوطن الأم بلاد الحجاز ليس إلا لتكون شوكة فى حلق أنظمة الخليج جميعاََ والصراع على سيادة الخليج وبالتالى الوجود الإقليمى للأمريكان والأوربيين ولعبهم دور المصلح ونهب ثراوات الخليج فوق وتحت الأرض؟!
* ألم ندرك بعد أننا يمكننا الحصول على مقعدين دائمين فى مجلس الأمن التابع لعُصبة الأمم المتحدة بحكم القدرات سالفة الذكر والموقع الجغرافي الاستراتيجى كنواة وسط تربط الشرق الأقصى بالغرب الأقصى، فضلاً عن موارده النفطية الفريدة كمَّاً وكيفاً.. إلخ.
* سواء أمة عربية أو أمة إسلامية.. ألستم أمة سخرت من لامبالاتها ووهنها المصطنع وجهلها سائر الأمم وأنتم خير أمة أخرجت للعالمين وأعزكم الله بالإسلام بعدما كنتم أذلاء؟!
* الصمت أو الدعم العربى والإسلامى للمدلل نتن ياهو وجو بايدن.. هل لأسباب أخلاقية أم لنفاق أعمى؟!
هكذا دارت الأيام.. وفات الميعاد.. وأمسينا بعااااااد.. فتمكنت منا الثعالب والضباع والذئاب.. إلا أن السيعُ سبعُ ولو قلَّت مخالبهُ… والكلبُ كلبُُ ولو طوقتهُ ذهباً..
ويبقى الأمل.. مصر التى فى خاطرى.. وحنكة الرئيس.