رئيسي وبوتين يوقعان معاهدة تعاون جديدة 20 عام قريباً
بقلم: أحمد مصطفى
من المتوقع أن تؤدي زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي المرتقبة إلى موسكو إلى التوقيع على معاهدة جديدة بين إيران وروسيا، والتي من المتوقع أن تعزز العلاقة القوية بالفعل بين البلدين. وتغطي المعاهدة مختلف مجالات التعاون، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية والعسكرية والسياسية. وفي عام 2022، وصل حجم التبادل التجاري بين روسيا وإيران إلى 4 مليارات دولار، مع زيادة الصادرات إلى إيران بنسبة 27% وزيادة الواردات من إيران بنسبة 10% بسبب العقوبات الغربية ضد روسيا واضطراب العلاقات التقليدية.
ومن المتوقع أن تعزز المعاهدة التعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا، حيث تسعى الحكومة الإيرانية إلى إيجاد سبل لتعزيز اقتصادها. وستعمل المعاهدة على توسيع التعاون ليشمل قطاعات أخرى مثل الزراعة والنقل والتجارة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تعزز المعاهدة التحالف العسكري بين إيران وروسيا، وتغطي التدريبات العسكرية المشتركة وتبادل المعلومات الاستخبارية والمبادرات الدفاعية.
على الصعيد السياسي، من المتوقع أن تعمل المعاهدة على ترسيخ التحالف الاستراتيجي بين إيران وروسيا، ومواءمة أجنداتهما السياسية بشكل أكبر وتوفير جبهة موحدة ضد الضغوط الخارجية. وقد أعرب منتقدو المعاهدة عن مخاوفهم بشأن آثارها على الاستقرار الإقليمي والتصعيد المحتمل للتوترات مع القوى الغربية. ومع ذلك، يرى المؤيدون أن هذه المعاهدة حيوية لمصالح إيران الوطنية وستعزز مكانتها على الساحة الدولية.
سيجدد رئيسي التعاون الاستراتيجي مع بوتين لفترة إضافية جديدة مدتها 20 عاما
وشدد الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي على الحاجة إلى تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية للبلاد. وقد حول تركيزه إلى الشرق والجنوب ويخطط لتعزيز وتجديد التعاون الاستراتيجي مع روسيا تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين. وتستند هذه الخطوة إلى المصالح والأهداف المشتركة، مما يعكس العلاقات التاريخية بين إيران والبلدين. ومن المتوقع تحت قيادة رئيسي أن تعطي إيران الأولوية لعلاقتها مع روسيا، على غرار علاقاتها الحالية مع الصين. ومن المتوقع أن يستمر التعاون الاستراتيجي المتجدد لمدة 20 عاما، مع التركيز على العلاقات الاقتصادية، وخاصة في قطاع الطاقة، والعمل معا في القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك.
إن تجديد التعاون الاستراتيجي مع روسيا يأتي أيضاً مدفوعاً بحاجة إيران إلى تنويع شراكاتها وتقليل اعتمادها على الغرب. ومع استمرار العقوبات والتوترات الدبلوماسية مع الدول الغربية، فإن تعزيز العلاقات مع الدول الأكثر موثوقية أمر ضروري لبقاء إيران وتقدمها. ومن خلال تعميق شراكتها مع روسيا، تستطيع إيران الاستفادة من قدراتها العسكرية القوية، والتكنولوجيا المتقدمة، ونفوذها الدبلوماسي في المجتمع الدولي.
ومن شأن هذا التعاون الاستراتيجي المتجدد أن يوازن النفوذ المتزايد للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وخاصة في الشرق الأوسط. يمكن أن يكون بمثابة رادع ضد العدوان المحتمل وتعزيز موقفهم في المفاوضات أو الصراعات. لقد كانت كل من إيران وروسيا معارضتين صريحتين للتدخل الغربي، وكثيراً ما وجدتا نفسيهما على نفس الجانب من القضايا العالمية المثيرة للجدل. ومع ذلك، يواجه هذا التعاون الاستراتيجي المتجدد تحديات، بما في ذلك الخلافات السابقة، خاصة في سوريا.
سيأخذ الصراع في غزة دورًا كبيرًا في المحادثات بين الرئيسين بوتين ورئيسي
اكتسب الصراع المستمر في غزة اهتمامًا عالميًا بسبب مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وكان بوتين صريحا بشأن موقفه من الصراع، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار وحث على العودة إلى المفاوضات. كما أنه على اتصال بزعماء العالم الآخرين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن، لمناقشة الحلول الممكنة.
وقد قدم بوتين نفسه كوسيط في الصراع في غزة، بهدف استخدام نفوذ روسيا للتوصل إلى حل سلمي. وكرر دعوته لوقف إطلاق النار وحث على العودة إلى المفاوضات خلال المحادثات الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي ظل علاقته الوثيقة مع كل من إسرائيل وإيران، قد يتمكن بوتين من استخدام مهاراته الدبلوماسية لجلب الجانبين إلى طاولة المفاوضات.
ومن ناحية أخرى، أبدى الرئيس رئيسي دعما قويا للقضية الفلسطينية واتهم إسرائيل بممارسة إرهاب الدولة في تصرفاتها ضد غزة. ودعا الزعيم الإيراني المنتخب حديثا، والذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع حماس، جميع الدول الإسلامية إلى الاتحاد لدعم فلسطين ووعد بتقديم المزيد من المساعدات لغزة. ومن الممكن أن يؤدي دعمه الثابت من إيران، وهي لاعب قوي في المنطقة، إلى تصعيد الصراع ويجعل التوصل إلى حل سلمي أكثر صعوبة.
إن تورط كل من بوتين ورئيسي في الصراع في غزة يجلب ديناميكية معقدة للوضع. ومن الممكن أن تؤدي جهود الوساطة التي يبذلها بوتين إلى تخفيف التوترات وتؤدي إلى وقف إطلاق النار، في حين أن دعم رئيسي لفلسطين يمكن أن يزيد من تصعيد الصراع وربما يؤدي إلى المزيد من العنف. ومع ذلك، فإن كلا الأداتين مطلوبتان لدفع إسرائيل إلى وقف إطلاق النار في غزة ومنح الفلسطينيين حقوقهم المغتصبة.
سيناقش رئيسي أهمية عضوية إيران الحالية في مجموعة البريكس وتأثيراتها
من المقرر أن يناقش الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي انضمام البلاد إلى مجموعة البريكس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أثار دخول إيران الاهتمام بين المحللين السياسيين والاقتصاديين بسبب مواردها الطبيعية الهائلة وإمكاناتها للنمو الكبير. ومن المتوقع أن يناقش رئيسي، الذي سيتولى الرئاسة في أغسطس، أهمية هذه العضوية وإمكاناتها بالنسبة لإيران ودول البريكس.
أحد أهم تأثيرات انضمام إيران إلى مجموعة البريكس هو تعزيز مكانتها العالمية. ومع استمرار القوى الغربية في فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي وتورطها المزعوم في الصراعات الإقليمية، توفر مجموعة البريكس منصة لإيران لإقامة علاقات اقتصادية وسياسية مع الاقتصادات الناشئة الأخرى. وهذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص بالنسبة لإيران، التي واجهت العزلة والتحديات الاقتصادية بسبب نظام العقوبات الأمريكية.
كما أن الانضمام إلى مجموعة البريكس يفتح الفرص أمام إيران لتنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على صادرات النفط. وباعتبارها منتجًا رئيسيًا للنفط والغاز الطبيعي، كان الاقتصاد الإيراني عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية. ومن خلال التعاون مع أعضاء مجموعة البريكس الآخرين في صناعات مثل التكنولوجيا والزراعة والتصنيع، تستطيع إيران بناء اقتصاد أكثر تنوعًا ومرونة.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل عضوية إيران في البريكس على تعزيز نفوذ الكتلة في الشرق الأوسط، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية للسياسة والاقتصاد العالميين.
شهد منتدى قازان روسيا والعالم الإسلامي التصديق على عدة اتفاقيات بين روسيا وإيران
وفي “منتدى كازان الاقتصادي: روسيا والعالم الإسلامي مايو 2023″، صدقت روسيا وإيران على العديد من الاتفاقيات التي تركز على تكنولوجيا المعلومات وطرق التجارة والنقل والخدمات اللوجستية. وتظهر هذه الاتفاقيات التزام البلدين بتعزيز علاقاتهما وتعاونهما، مما يحقق فوائد كبيرة لكلا الطرفين. وفي مجال تكنولوجيا المعلومات، اتفقت روسيا وإيران على العمل في مشاريع مشتركة لتطوير حلول جديدة للبرمجيات والأجهزة، فضلاً عن تعزيز التعليم والتدريب في هذا المجال. وستعمل هذه الشراكة على تعزيز قطاع تكنولوجيا المعلومات في كلا البلدين وفتح الفرص أمام المشاريع المشتركة وتبادل المعرفة.
وفيما يتعلق بالتجارة والنقل، اتفقت روسيا وإيران على إنشاء طرق جديدة من شأنها تسهيل حركة البضائع والأشخاص بين روسيا وإيران، وكذلك الدول الأخرى في المنطقة. وهذا من شأنه أن يعزز التجارة ويقوي العلاقات الاقتصادية بين روسيا والعالم الإسلامي. وستعمل الاتفاقيات اللوجستية على إنشاء عملية أكثر كفاءة وانسيابية لنقل البضائع، وخفض التكاليف وزيادة سرعة التسليم.
كما يسلط التصديق على هذه الاتفاقيات الضوء على موقع قازان الاستراتيجي كلاعب رئيسي في تعزيز التعاون الاقتصادي بين روسيا والعالم الإسلامي. تعمل حكومة المدينة بنشاط على تعزيز هذا الدور من خلال الأحداث والمنتديات.
كما تحمل الشراكة بين روسيا وإيران إمكانية لمزيد من التعاون، من خلال الاستثمارات المشتركة في مشاريع البنية التحتية مثل السكك الحديدية والموانئ. وتعود هذه التطورات بالنفع على الشركات والاقتصادات في كلا البلدين، مما يخلق فرصًا لمناطق أخرى للانضمام وجني فوائد هذه الشراكة.
وستتم مناقشة القضايا الإقليمية مثل أمن بحر قزوين والسلام ومكافحة الإرهاب في آسيا الوسطى
ومن المتوقع أن يتناول بوتين ورئيسي مسألة أمن بحر قزوين، وهي منطقة معرضة للتوترات والصراعات بسبب الصيد غير القانوني والقرصنة والنزاعات الإقليمية. ومن المتوقع أيضًا أن يعملوا على تعزيز السلام في المنطقة، وخاصة في أرمينيا وأذربيجان، من خلال معالجة الإرهاب والتطرف وإيجاد حلول سلمية. ومن المتوقع أن يؤكد الزعيمان مجددا التزامهما بمحاربة الإرهاب في آسيا الوسطى، خاصة مع وجود تنظيم داعش خراسان، حيث تشكل الجماعات المتطرفة تهديدا للاستقرار والأمن. ومن خلال التعاون وتبادل وجهات النظر والاستراتيجيات، يستطيع بوتين ورئيسي العمل على إيجاد حلول فعالة لمكافحة هذا التحدي المشترك.
وفي الختام، فإن زيارة السيد رئيسي المرتقبة للرئيس الإيراني إلى موسكو والتوقيع على معاهدة جديدة لهما انعكاسات كبيرة على المنطقة والعالم. إن تصرفات وقرارات بوتين ورئيسي ستؤثر بشكل كبير على شعب غزة والمنطقة، وسيراقب العالم عن كثب الصراع الذي يتكشف والدور المتطور لبوتين ورئيسي. ويشكل اللقاء بين الرئيس الإيراني رئيسي والرئيس الروسي بوتين فرصة حاسمة لمناقشة عضوية إيران في البريكس، مما يعزز مكانة إيران العالمية ويمهد الطريق أمام فرص اقتصادية أكبر. ومن الممكن أن يكون للشراكة الاستراتيجية المتجددة تحت قيادة رئيسي آثار كبيرة على المجتمع الدولي، مع إمكانية زيادة التعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري. ومن المقرر أن يعمل منتدى كازان في روسيا أيضاً على تعزيز العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي، من خلال اتفاقيات في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والتجارة، والنقل، والخدمات اللوجستية التي تساهم في نمو المنطقة. وسيتناول الاجتماع بين بوتين ورئيسي القضايا الإقليمية الحاسمة لأمن وازدهار آسيا الوسطى.