ثقافةسلايدر

فى ذكراه 87.. سفير تركيا: خالص الشكر لمصر استضافة شاعرنا القومي “محمد عاكف أرصوي”

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

بحضور السفير صالح موتلو شن، سفير تركيا لدى مصر، أحيا مركز يونس إمرا الثقافي التركى مساء اليوم الذكرى السابعة والثمانين لشاعر الإستقلال أو شاعر الإسلام، كما يحب أن يسميه العرب، محمد عاكف أرصوى بمقر المعهد بالدقى القاهرة..

وقال السفير التركي بالقاهرة “صالح موطلو شن”، أن “مصر كانت ولازالت وجهة مفضلة للأتراك كما هو الحال مع المصريين بالنسبة لتركيا، وفي أوائل القرن العشرين اعتادت الكثير من العائلات السفر لمصر في فصل الصيف بغرض السياحة وفضَّل بعضهم الإقامة في مصر لأسباب مختلفة، وهذا ما دفع الشاعر القومي “محمد عاكف ارصوي” الي المجيء لمصر والإقامة في عاصمتها القاهرة”.

وأضاف موطلو شن، “لن ننسى ابدا فضل مصر التي استضافت شاعرنا القومي “محمد عاكف أرصوي” واحتضنته برعاية عباس حليم باشا”.

جاء ذلك خلال فعالية أقامها معهد يونس أمره بالقاهرة (المركز الثقافي التركي)، مساء أمس الأربعاء، في الذكرى السابعة والثمانين لوفاة الشاعر التركي ومؤلف نشيد الاستقلال (النشيد الوطني التركي) “محمد عاكف أرصوي”.

من جانبه، أكد مدير معهد يونس أمره بالقاهرة “أمين بويراز، في كلمة ألقاها خلال الفعالية، ان “عاكف عاش أعواما طويلة من حياته في مصر واعتبرها بلده الثاني، كما قام بتدريس اللغة التركية في الجامعة المصرية (جامعة القاهرة حاليا)، مما يضفي أهمية خاصة لفعاليتنا هنا اليوم”.

وكذا ألقى د. إبراهيم أصلان المستشار التعليمى كلمة أشاد فيها بالثراء الأدبى للشاعر محمد عاكف أرصوى.. شاعر الإستقلال أو شاعر الإسلام، كما يحب أن يسميه العرب.

تضمنت الفعالية، عزف النشيدين الوطنيين التركي والمصري، والوقوف حدادا على أرواح الشهداء والدعاء لهم وتلاوة آيات من القرآن الكريم. تلى ذلك عرضًا قدمه المستشار التعليمي بالسفارة التركية أ.د. إبراهيم اصلان، تناول فيه الحديث عن الشاعر محمد عاكف وشخصيته الفكرية والأدبية وأهم قصائده وأشعاره. والقاء مختارات من قصائد الشاعر التركي من قِبَل طلاب المعهد.

هذا، وتُقام يوم 27 ديسمبر من كل عام، فعاليات مختلفة في تركيا وتمثيلياتها بالخارج، لتخليد ذكرى وفاة الشاعر القومي “محمد عاكف أرصوي” الذي جدد بأشعاره الأمل في نفوس الشعب التركي وألهب مشاعرهم الوطنية خلال حرب الاستقلال التي بدأت بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.

السيرة الذاتية!

“ربِ لا تكتب على هذا الشعب كتابة نشيد وطني مرة ثانية”، تلك هي الأمنية الوحيدة لمحمد عاكف أرصوي شاعر الاستقلال التركي أو شاعر الإسلام كما يحب تسميته أدباء عرب.

وتحتفل تركيا هذه الأيام بالذكرى المئوية للنشيد الوطني، حيث أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق من هذا الشهر تعميما باعتماد عام 2021 “عام محمد عاكف ونشيد الاستقلال الوطني”، وذلك بهدف لفت الانتباه لمساهمة الشاعر في التاريخ التركي، معلنا توفير جميع أنواع الدعم لتنظيم فعاليات وأنشطة على مدى العام في نطاق الاحتفالات من قبل جميع المؤسسات والمنظمات العامة.

حكاية النشيد الوطني

وقال أردوغان إن النشيد الوطني للبلاد بات مصدر إلهام للأمة ولجميع المظلومين في نضالهم من أجل الحرية، مضيفا أن “النشيد الوطني هو القيمة والقاسم المشتركين لـ84 مليون مواطن بمن فيهم الأتراك والأكراد والشركس والعرب والعلويون والسنة واللاز”.

وقد أقر “المجلس الوطني الكبير” في أحلك ظروفه في شهر مارس/آذار 1921 قصيدة محمد عاكف لتكون “نشيد الاستقلال”، لتُنشَد القصيدة في كل مكان بقصد رفع معنويات الأتراك في المعارك ضد المحتلين، وكان مطلعها:

لا تخف، لن تخمدَ الرايةُ الحمراءُ في شفقِ السماءْ

قبلَ أن تخمدَ في آخرِ دارٍ على أرضِ وطني شعلةُ الضياءْ

إنها كوكبٌ سيظلُّ ساطعُا فهي لأمتي الغراءْ

إنها لي ولشعبي دون انقضاء

وظهرت فكرة كتابة النشيد الوطني بعد مرور نحو عام على تأسيس البرلمان يوم 23 أبريل/نيسان 1920، وإعلان الشعب التركي السيادة على الأرض التي أصبحت تعرف باسم تركيا.

الأدبية والأكاديمية، لا سيّما بعد انضمامه في 1908 إلى جامعة إسطنبول أستاذاً للأدب العثماني، ومشاركته في إصدار مجلة “صراط مستقيم”، التي نشر فيها معظم قصائد ديوانه الأول “صفحات” الصادر عام 1911.

أبدى الشاب عاكف اهتماما بمؤلفات الشيخ محمد عبده، الذي ترجم له “الإسلام بين العلم والمدنية” (1901)، ردا على وزير الخارجية الفرنسي آنذاك غابرييل هانوتو، الذي أعاد أسباب تأخر المسلمين إلى الإسلام نفسه، كما ترجم إلى التركية كتاب “اعتناق الإسلام”.

وأصبح أرصوي واحدا من أكثر الشخصيات شهرة في الأدب التركي أوائل القرن العشرين، وتناولت قصائده المشكلات الاجتماعية والقضايا الفلسفية والدينية والسياسية والأخلاقية. وجاءت في 7 دواوين شعرية، وبرزت مواهبه الشعرية في غضون الحرب العالمية الأولى، وألهب مشاعر الأتراك بقصائد دعا فيها للوحدة الإسلامية، بينها قصيدة “المراحل” (1911) و”محاضرة في السليمانية” (1912) و”أصوات الحق” (1913) و”محاضرة في الفاتح” (1914) و”مذكرات” (1917) و”عاصم” (1924) و”الظلال” (1933).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى