بدعوة من جامعة بدر.. وزيرة الهجرة تشارك في احتفالية العلاقات الجامعية والثقافية المتبادلة بين مصر والصين المقامة بمناسبة العيد العاشر لمبادرة “الحزام والطريق”
أشرف أبو عريف
السفيرة سها جندي تؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصين على كافة الأصعدة وتستعرض فرص نموها المنعكسة في المشروعات العملاقة والاستثمارات الكبرى بين البلدين
السفيرة سها جندي تتفقد المعرضين الفني والتكنولوجي المقامين بجامعة بدر بالتعاون بين الطلبة المصريين والصينيين الدارسين في مصر والمستثمرين من الجانبين بدعوة من قسم اللغة الصينية بكلية اللغات تأكيدًا على الآفاق المستقبلية للعلاقات
شاركت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بدعوة من جامعة بدر، في ملتقى العلاقات الجامعية والثقافية المتبادلة بين مصر والصين، والذي نظمته كلية اللغات والترجمة بالجامعة، للاحتفال بمرور ١٠ سنوات على مبادرة “الحزام والطريق”، وكذلك تعميق التعاون في المجالات التعليمية مع الجانب الصيني، والذي أقيم على مدار يومي ١٤ و ١٥ نوفمبر الجاري.
أطلق الجلسة الافتتاحية للملتقى ا.د اشرف الشيحي رئيس جامعة بدر ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، كما شارك في أعمالها، كل من السفير مجدى عامر سفير مصر السابق بالصين، والسيد لو تشون شنغ المستشار التعليمي بسفارة الصيني، والسيد شو بين مدير المركز الثقافي الصيني، والسيد سون خوا نائب رئيس جامعة بكين، والسيد سون ايه شيوه عميد كلية التعاون الدولي بجامعة تونغ دجي، كما حضرها ا.د عمرو الاتربي نائب رئيس الجامعة لشؤون التعاون الدولي، ا.د حسين محمود عميد كلية اللغات و الترجمة، ا.د فاطمة طاهر وكيل الكلية لشؤون الطلاب، ا.د نهاد منصور وكيل الكلية لشؤون التعاون الدولي، ا.د رشا كمال وكيل الكلية لشؤون البيئة وخدمة المجتمع، والسادة أعضاء هيئة التدريس وطلاب كلية اللغات بالجامعة.
في بداية كلمتها، أعربت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة عن سعادتها بالمشاركة وحضور ملتقى العلاقات الجامعية والثقافية المتبادلة بين مصر والصين، الذي نظمته كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر، هذا الصرح التعليمي المتميز، وهو ما عكس الطلب الكبير على جامعة بدر من الطلبة المصريين العائدين من السودان للالتحاق بها بعد عودتهم لاستكمال دراستهم في مصر.
وقالت السفيرة سها جندي إن مصر دولة عريقة ذات علاقات قوية مع كافة شركاء النجاح و التعاون، وبالطبع فجمهورية الصين الشعبية من أهم شركاء التعاون مع مصر، و التعاون بينهما يعد قصة نجاح ومثال يدرس في العلاقات الدولية، حيث تساند كلا منهما الأخرى وتدعم مواقفها وتوجهاتها في مختلف المجالات وشتى القطاعات.
كما تتميز كونهما أقدم حضارتين في التاريخ الإنساني، وهو ما تم ترجمته في إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين عام 2014، وتم تطبيقه على أرض الواقع عام 2016، من خلال برنامج تنفيذي لتعزيز تلك الشراكة خلال السنوات الخمس التالية، وعلى نحو يؤسس لإطار حاكم للتعاون، مع شريك واع بالمصالح المشتركة بيننا، سواء في الإطار الثنائي بمختلف المجالات، أو على المستوى الدولي والإقليمي بشكل عام، وارتباطاً بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.
وأضافت وزيرة الهجرة أن الحضارتين تتلاقيان على قاعدة متينة وراسخة من التواصل الإنساني والثقافي والتجاري، بما كفل تبادل الأفكار وتلاقي الثقافات، فقدمت بلداننا منذ فجر التاريخ إلى العالم مفهوم الدول الوطنية بكامل أركانها، وتمسكا في سعيهما نحو التقدم الحضاري بالتوازن بين الجانبين المادي والعلمي للوجود الإنساني، من أجل التنمية وبناء الاقتصاد، في محاولات جادة لتحقيق نظام عالمي ذو عدالة اجتماعية يتأسس على القيم الإنسانية وقواعد القانون الدولي، وصولاً إلى تعزيز التعاون المصري الصيني في شتي المجالات، مثل المجال العلمي والأكاديمي الذي يجمعنا اليوم.
وأشارت وزيرة الهجرة الى أن التعاون المصري الصيني، قام على تعظيم المنفعة والمصالح المشتركة ومواجهة التحديات التنموية، وتعزيز التعاون “جنوب/ جنوب” وتقديم أولويات تعزيز حوار الحضارات وتقارب الثقافات، والتعاون في مواجهة تحديات التغير المناخي والإقتصاد الأخضر والحد من تفشي الأوبئة، ومكافحة خطر الهجرة غير الشرعية بخلق البدائل الإيجابية كلما وجدت وأينما كانت.
وتابعت سيادتها أنه ورغم التحديات العالمية، نجحت الرئاسة المصرية في تنظيم القمة العالمية للمناخ COP27 وعلى أيدي شبابنا من الباحثين والخبراء من المصريين بالخارج والداخل ونجحت في إقناع المجتمع الدولي بالتوصل إلى توافق حول عدد كبير من الأمور الحيوية لتحقيق كل متطلبات التحول الأخضر، على رأسها إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، والاتفاق على خطوات جادة لتفعيل وتنفيذ التعهدات الدولية الخاصة بالتمويل، إضافةً إلى إجراءات التكيف والتخفيف، وذلك على نحو متوازن يكفل تنفيذ مصر لكافة التعهدات الدولية الخاصة بالمناخ، ولولا تعاون الصين ودعمها، ما كان لهذا المقترح أن يرى النور.
وألقت سيادتها الضوء على مبادرة السيد الرئيس الصيني شي جين بينغ الحزام والطريق منذ عشر سنوات، والتي شهدت التأييد الكامل من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء زيارته للصين والتي قام بزيارتها عدة مرات وأعلن عن تأييده ودعمه للمبادرة لما تمثله من فرص تعاون بين دول جنوب الكرة الأرضية، كما عملت الكثير من الجهات الرسمية المصرية علي وضع دراسات وأبحاث لكيفية تدعيم استفادة الدولة المصرية من المبادرة الصينية، خاصة مع تنوع محاورها بين اقتصادي وتجاري وسياسي و ثقافي وتعليمي وانساني و شعبي، و منها وزارات الهجرة والخارجية والتخطيط والتجارة والتعاون الدولي.
وأكدت سيادتها أن وزارة الهجرة قامت بدور فعال في دعم المبادرة و ثمارها، من خلال جهود وزارة الهجرة في الاهتمام بالشباب المصري النابغ بالداخل والخارج، كونهم العمود الفقري للمجتمع علي مختلف الأصعدة، وذلك من خلال دعم برامج وأنشطة تنموية لكافة الفئات الشبابية، لتوطين أهداف التنمية المستدامة ودمجها في استراتيجيتها وبرامجها التنموية على كافة المستويات وهو الجهد الذي أسفر عن المشاركة الفعالة للوزارة في “رؤية مصر 2030” كإطار جامع لجهود الدولة بمختلف مؤسساتها في مجال الإستدامة، والمشاركة في خلق بيئة وطنية داعمة لتحقيق التنمية والتطورات الإيجابية التي يشهدها تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.
وأضافت الوزيرة أنه في ذات الِشأن، قامت وزارة الهجرة بالتنسيق مع وزارة الطيران وعمل تخفيض وصل إلي 20% علي تذاكر الطيران الخاصة بالطلبة العائدين إلي الصين لإستكمال دراستهم هناك، علي خلفية تداعيات أزمة كورونا العالمية، كما أن مركز وزارة الهجرة لشباب المصريين بالخارج يحرص على ربط شباب المصريين بالخارج بخطط التنمية المستدامة، وتوظيف أبحاثهم فى خدمة المشروعات التنموية والمجالات المختلفة، سواء فيما يتعلق بالتحول الرقمى والذكاء الاصطناعى، أو الطاقة الجديدة والمتجددة، وغيرها من المجالات، والاستماع إلى مقترحات الشباب، وتنفيذها، وهنا أود الإشارة إلي ما تم من تنظيم وزارة الهجره لمشاركة شباب الباحثين المصريين بالخارج فى ندوة ضمن فعاليات مؤتمر، Cop27، وتحول مقارحاتهم إلى خطط ضمن استراتيجيات عمل الدولة مع الجهات المعنية.
كما يتم عقد عدة منتديات وورش عمل افتراضية مع شباب الباحثين، واستقبال العديد منهم فترة تواجدهم بمصر بهدف نقل خبراتهم و عرض تجاربهم في الصين لنظارئهم في مصر، معتبرة أن هذه الجهود المبذولة تعكس التزام وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج بتعزيز الروابط الثنائية بين مصر والصين، وتعزيز التعاون المشترك في مجالات العلم والتعليم والثقافة.
من جانبه، أعرب الدكتور أشرف الشيحي رئيس جامعة بدر، عن عميق شكره لحضور ومشاركة السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة في ملتقي بمناسبة مرور ١٠ سنوات على إطلاق مبادرة الحزام والطريق، تلك المبادرة الهامة، التي أتاحت الفرصة لتعاون أعمق بين مصر والصين، فنحن نتحدث عن تاريخ أكبر الحضارات في مقدمة الأمم، مضيفا أن هذا الملتقى يأتي للتأكيد على أهمية التبادل الثقافي بين البلدين، وتعد جامعة بدر أول جامعة تقر تدريس اللغة الصينية للمعيدين لإزالة حاجز اللغة والمساعدة في تحقيق أفضل أشكال التعاون، كما أننا حريصون على زيادة مجالات التعاون وتعميقها بما فيها مجالات التبادل الطلابي. كما أعلن سيادته عن مفاجئة اعتزام جامعة بدر إنشاء كلية الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بالتعاون مع أحد أهم جامعات الصين.
من جانبه، أكد السفير مجدي عامر أن مبادرة الحزام والطريق كانت نقطة التحول الإيجابية في العلاقات المصرية الصينية، فلقد كان سفيرا لمصر في الصين خلال هذه الفترة، التي شهدت إطلاق هذه المبادرة العالمية والتي عكست بدورها مكانة الصين الدولية، كذلك أكدت على أهمية الدور التي تلعبه مصر وضرورة وجودها ضمن المبادرة، فكانت مصر من أولى الدول التي انضمت لمبادرة “الحزام والطريق” نتيجة لترحيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية للتعاون مع الصين في إطار هذه المبادرة، حينها زار الرئيس السيسي الصين عدة مرات وأعلن عن دعمه للمبادرة لما تمثله من فرص تعاون مع دول جنوب الكرة الأرضية، حتى أصبحت تمثل أساس التعاون بين مصر والصين، مضيفا أنه وبعد مرور ١٠ سنوات على إطلاق مبادرة “الحزام والطريق” فقد وصلت العلاقات المصرية الصينية لمرحلة تطور لم تشهدها من قبل ومن بينها التعاون في مشروعات البنية التحتية وكذلك تواجد الاستثمارات الصينية في مصر الآن، والتي تتخطى ٧ مليار دولار.
وقال الدكتور حسين محمود، عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر، إن هذا المنتدى يعد فرصة مهمة للتعرف على الثقافة الصينية والاستفادة من مبادرة “الحزام والطريق” في مسارها التعليمي والثقافي، حيث اعتبره فرصة للالتقاء لمناقشة والتباحث حول تعميق سبل التعاون المشترك بين البلدين في المجال التعليمي، فاللغة تمثل الركيزة الأساسية لتواصل الشعوب ونحن حريصون كل الحرص على تعليم وتدريس اللغة الصينية.
كما أعرب الدكتور سون خوا، نائب رئيس جامعة بكين، عن سعادته بمشاركته في هذا الملتقى الهام، واعتبره طريقا عصريا للترابط الثقافي بين مصر والصين، مضيفا أن الترابط المصري الصيني قد شهد العديد من الإنجازات في الفترات الاخيرة، حيث أن تعميق العلاقات الثقافية بين البلدين وهو بمثابة انطلاق للغة الصينية في الوطن العربي، وتعمل جامعة بكين على نشر اللغة والثقافة العربية ايضا، متمنيا أن يشهد المستقبل القريب اطر اعمق للتعاون تساعد على نشر ثقافة البلدين.
من جانبه، قال لو تشون شنغ، المستشار التعليمي إن التعاون الصيني المصري، يسير بشكل جيد خلال الفترة الأخيرة، حيث إن هناك تقابلا وتتطابقا بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر ٢٠٣٠، من خلال التكامل المالي والتجاري بين البلدين، ما خلق جسر للتواصل المعنوي الذي أتاح الفرصة لعدد مختلف من المجالات التي يمكن التعاون فيها، وعلى رأسها مجال التعليم المهني والتبادل الثقافي، وقد تم التعاون بين مصر والصين في بناء معاهد وجامعات بمختلف المحافظات، كما أن هناك مجالات تعاون واعدة مثل مجال البحث العلمي وتعزيز التبادل الطلابي أيضا.