ثقافة

لأجل تعليم أكثر جودة وشمولا وانصافا للجميع.. ‘حلم أم مشروع بصدد الإنجاز’ ؟

استمع الي المقالة

تونس – حذامي محجوب

نظمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) بالاشتراك مع مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم ومكتب التربية العربي لدول الخليج وجامعة دار الحكمة بالمملكة العربية السعودية، بالتعاون مع وزارة التربية بالجمهورية التونسية ندوة إقليمية بدولة المقر (تونس).

كان عنوان الندوة: ” من اجل تعليم أكثر جودة وشمولا وانصافا للجميع” على مدى يومي 9و10 أكتوبر2023 في شكل جلسات حوارية حضورية وعن بعد متزامنة، تخللتها مداخلات نوعية ومنحت للمشاركين فرصة للتحاور وتبادل التجارب والاقتراحات من معظم البلدان العربية.

انطلقت الندوة من التأكيد على انه من اهم مظاهر ازمة التعليم في الدول العربية، افتقاد بلداننا لنموذج معرفي عربي اصيل يقوم على الاجتهاد ويسمح ببناء اقتصاديات المعرفة المستدامة التي تعتمد أساسا على الشباب وخلو مؤسسات التعليم العربية من مستلزمات المناخ التعليمي الجاذب.

اتجه الدكتور عبد الرحمان المديرس، المدير العام لمركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم بالمملكة العربية السعودية، الى رسم تحديات الندوة بطرح سؤالين مهمين: – لماذا نحضر ونشارك في هذه الندوة ؟ -وهل نحن بحاجة الى استشراف المستقبل؟ اتفق كل المتخصصين والخبراء والمهتمين بالجودة والتعليم في البلدان العربية رغم الفروق بين الدول في الهوة الرقمية وكذلك الاجتماعية وغياب نظام مرجعي واحد عندهم، لذلك دعا كل من الدكتور حاتم بن سالم، رئيس اللجنة العلمية لمشروع النموذج العربي للجودة والدكتور إبراهيم الحسين مستشار مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم بالمملكة العربية السعودية الى ضرورة استشراف مستقبل التعليم في الدول العربية من اجل الرفع في جودته وآدائه وامكاناته بما يمكنه من الاستجابة لمقتضيات التنمية المستدامة ومن منافسة النظم التربوية الرائدة ويؤهله لخدمة المجتمعات العربية، بهدف الانتقال من حالة الاستهلاك الى حالة الإنتاج ومواجهة التحديات بخارطة مستقبل ناجعة ومتقاربة وحتى مشتركة، كما عرض الدكتور خليفة السويدي الأمين العام لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز بدولة الامارات العربية المتحدة ابرز مشاريع المؤسسة الوطنية والإقليمية والدولية كمنظومة الجوائز و” مقياس حمدان ” للموهبة وهو المقياس الوحيد الذي صمم للبيئة العربية والمنصة الدولية الرائدة لاحتضان الموهوبين، وقد لاقت مشاريع المؤسسة استحسان الخبراء الحاضرين وبينت لهم التطور الذي يشهده قطاع التعليم في دولة الامارات والافاق المستقبلية والحضارية له.

سلطت الندوة كذلك الضوء على أبرز القضايا والتحديات والفرص التي يمكن استثمارها واستغلالها في تحسين وتجويد التعليم خاصة بالنسبة للمعلم الذي في تقدير موقف المشاركين في قلب عملية الجودة والتميز، ونادت بضرورة تطوير مهاراته العملية والتكنولوجية لضمان قدرته على جودة التعليم حتى في الازمات والأوضاع الطارئة.

عرضت الدكتورة فاطمة رويس، مساعد مدير عام مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم وامينة اللجنة الاشرافية لمشروع النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم، بكل اقتدار اهداف هذا المشروع وتدخل معها مستشار عن بعد من المركز الدكتور فهد بن سليمان الشايع، عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود، قدمت استبانة شارك فيها كل الخبراء من الحضور للاستئناس بخبرتهم ومقترحاتهم لإنجاح هذا المشروع.

ان المشروع النموذجي العربي للجودة والتميز في التعليم، لمركز اليونسكو الإقليمي ليس ملزما للبلدان العربية اعتبارا لخصوصياتها وقراراتها السيادية، لكنه يسعى الى توفير اطر استرشادية لصناع القرار ايمانا من المركز بان الجودة هي قيمة استباقية بدون منازع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى