ألف هيهات فالحسينُ رشادٌ
بقلم: حميد حلمي البغدادي
ألف هيهات فالحسينُ رشادٌ
ليت شعري قضى النسيمُ الأرَقُّ
باضطهادٍ فازدادَ طوقٌ وحرْقُ
وتمادى في الموبقاتِ انحرافٌ
فتعالى ولم يزَلْ يَستَرِقُّ
وتبارَتْ منابرُ الحقدِ تدعُو
لارتِدادٍ فَارتابَ غَرْبٌ وشَرْقُ
واستثارَ العِبادَ وَغْدٌ تجَنّى
مُستفِزّاً فَمَنْ تَديَّنَ يَشْقُ
وتعدّى لكي يَسُودَ اعتِبادٌ
في البرايا ويُستضامَ المُحِقُّ
وتخلَّى عنِ التُقاةِ امتهاناً
يزدريهم وبالشياطينِ رِفْقُ
واستطابَ العِداءَ للحقِّ بُغضٌ
لإمامٍ هو الأصيلُ الأحَقُّ
كيفَ يصفو عيشٌ وثَمَّ عذابٌ
يستبيحُ الأنامَ يقسُو يَشُقُّ
ويُشيعُ الفسادَ في كلِّ رَبْعٍ
يهتدي فيه للمودّةِ طَلْقُ
ويُلاقي السُّراةُ فيه انتقاماً
وانتهاكاً فحُرْمةً تُستَرَقُّ
ما بهذا ترضى الرسالةُ نوراً
يَتلالا ولا الإلهُ الحَقُّ
ولهذا ثارَ الحسينُ إحتجاجاً
يومَ سادَ الونَى وأطبَقَ رِقُّ
وهو أنفاسُ أحمدٍ ووصيٌّ
للمعالي نهجٌ وللخَلْقِ عِشقُ
إنه سيدُ الشهادةِ سبطاً
وأخو المجتبى وطُهْرٌ وصِدْقُ
رُضِعَ الخيرَ والشهامةَ طفلاً
في رحابٍ بها الأعاظِمُ شُرْقُ
سادةُ الخَلقِ معدِنُ العِلمِ طُرَّاً
مَنْ سِواهُمْ بآيةِ الطُّهْرِ رُقُّوا
قد زكاهُمْ ربُّ الخلائقِ صبراً
وامتحاناً فهُمْ قُلوبٌ ترِقُّ
والحسينُ العظيمُ منهم إماماً
وهو بابُ الهدى ونُبْلٌ وأَلْقُ
ليس يرضى ضلالةَ الزيفِ حُكماً
غاشماً يعتدي وذو الدِّينِ يَشقُو
ويسومُ المُسترشدينَ اغتراباً
وبَنو المَكرُماتِ اُفْنُوا ودُقُّوا
والسفيهُ المُضِلُّ يحكُمُ فيهم
كيفما يشتهي وفي العِهرِ غَرْقُ
وتراثُ النبيِّ أضحى أسيراً
وعلى إرثِهِ تسيَّدَ فِسْقُ
ألفُ هيهاتَ فالحسينُ رَشادٌ
نبَويٌّ وحيدريٌّ وحقُّ
ثارَ للهِ فاستطابَ الرزايا
وتفانى وبلسَمُ الحُرِّ عِتْقُ
وسيبقى مَدى الزمانِ مناراً
لنضالٍ الى التحرُّرِ تَوْقُ
فسلامٌ على الحسينِ وصرْحٍ
يلتقي فيه للشفاعةِ خَلْقُ
يتعالى منه الدُعاءُ اجتهاداً
من خِيارٍ هُمْ بالفضائلِ بَرْقُ
تلكُمُ كربلاءُ للخيرِ نهجٌ
ومزارٌ لهُ الملايينُ عُنْقُ
كلُّ شبرٍ فيها يشُعُّ اعتباراً
و اصطباراً وبالملاحمِ نُطْقُ
بوركتْ بقعةٌ تضمُّ إماماً
ذابَ في حُبّهِ السَّخاءُ الأرَقُّ