التعاون الاقتصادي الفعال بين روسيا وأفريقيا

أحمد مصطفى يكتب

أولا ، التعاون في بناء البنية التحتية للاتصالات

لماذا جوجل وليس ياندكس؟

هناك مثل صيني مهم أنا شخصياً مقتنع به يقول: (قبل أن تبني العلاقات والشراكات ، ابني الجسور أولاً)

تشارك Google في التجسس على عملائها ، وبدلاً من ذلك على أعداء أمريكا الحاليين ، بما في ذلك روسيا والصين قبل ذلك.

أغلقت الصين مكاتبها في Google في عام 2005 ، بسبب تورط Google في مراقبة الأسرار الصناعية والتجارية للصين ، وبعد أن أرسلت السلطات الصينية عدة تحذيرات إلى الشركة.

تلك الشركة التي تعمل منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي في عدة مقار رئيسية في الصين ، من أجل دعم التسويق الإلكتروني وصعود الشركات الصينية في ذلك الوقت.

لذلك ، كان من الضروري إبراز دور محركات البحث الغربية في التجسس وسرقة المعلومات والبيانات والأبحاث ليس فقط من روسيا والصين ولكن أيضًا من إفريقيا.

عندما تم اختياري للمشاركة للمرة الثانية من قبل معهد الحكم الديمقراطي التابع لمجلس تنمية أبحاث العلوم الاجتماعية في إفريقيا (CODSRIA) ، داكار ، السنغال ، كان أحد أهم الموضوعات التي ناقشناها كأفضل 10 باحثين في العلوم الاجتماعية على مستوى إفريقيا (السيادة الإلكترونية).

وقال رئيس الجلسة ، الدكتور عبد الله سيسي ، إن البريد الإلكتروني الشخصي للرئيس السنغالي تم اختراقه عام 2015 من قبل الإدارة الفرنسية بسبب ارتباط البنية التحتية الرقمية للبلدان الفرنكوفونية بباريس.

وهكذا ، كانت السنغال على سبيل المثال ، ودول أفريقية أخرى ، بما في ذلك مصر ، تسعى إلى السيادة الرقمية لحماية نفسها من مخاطر التجسس والاعتماد على الغرب طوال الوقت ، أو خلق حالة من الارتباك عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، مما خلق مشاكل وصلت إلى حد الحروب الأهلية.

وعليه – كان السؤال لماذا لم نستخدم شركات تكنولوجيا المعلومات الروسية (ياندكس ، سكولتيك ، آي تي بارك ، على سبيل المثال) ، خاصة وأن المنتدى روسي أفريقي ، وعلى حد علمنا ، تحاول أمريكا والغرب حاليًا معرفة ما نقوم به ، وقد يخططون لمهاجمة هذا المنتدى وأفكاره ، والتي ستعتبر ركيزة أولية لتشجيع التعاون بين الجانبين الروسي والأفريقي.

بما أننا في زمن حرب ، كل شيء متوقع ومسموح به.

ما جدوى المساهمة في استكمال إنشاء البنية التحتية الرقمية في إفريقيا؟

من المهم توزيع فوائد الرقمنة على جميع السكان. وفقًا لآخر إحصائيات الأمم المتحدة حول الرقمنة وأفريقيا في عام 2019 (أي قبل جائحة الفيروس التاجي) ، هناك حوالي 500 مليون مواطن أفريقي بدون هوية قانونية ورقمية.

وهذا يعني أن ما يقرب من نصف سكان القارة غير قادرين على المساهمة بشكل كبير في النمو الاقتصادي أو الوصول إلى الخدمات اللازمة لزيادة رفاههم.

الهوية الرقمية ، أي القدرة على التحقق من هوية الشخص أو الشركة إلكترونياً ، هي الأساس الذي تقوم عليه منصات الاقتصاد الرقمي ، كما أنها توفر حلاً فعالاً لأزمة الهوية.

في اجتماع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في فبراير 2019 ، تمت دعوة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا للتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي ، ومبادرة أفريقيا الذكية ، وغيرهما لتطوير هوية رقمية واستراتيجية تجارية – وهي علامة واضحة على إدراك القادة الأفارقة لهذه المشكلة الملحة.

حيث يقوم الاقتصاد الرقمي على الثقة. لذلك من الضروري أن يكون لأفريقيا تنظيم مناسب ، لا سيما في مجالات خصوصية البيانات ، وإدارة البيانات ، والأمن الرقمي.

البنية التحتية الرقمية والمهارات الرقمية والاستثمارات الإضافية مطلوبة للقارة الأفريقية للاستفادة من جميع مزايا الاقتصاد الرقمي.

يقدر بنك التنمية الأفريقي أن 6.2٪ فقط من الإنفاق على البنية التحتية في إفريقيا كان موجهاً إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عام 2016.

تعتبر منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية أداة قوية لجذب المزيد من الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وبناءً على ذلك ، يمكن لشركات الاتصالات الروسية ، وخاصة الشركات الكبرى (Yandex – Dot RU – VK) الدخول بسهولة في شراكة كبيرة مع مفوضية الاتحاد الأفريقي أو مع الدول الأفريقية الصديقة وتحقيق المنافع المتبادلة بين الجانبين التي تضمن التقارب مع الجانب الروسي.

فضلاً عن تحقيق مكاسب مادية ووفورات اقتصادية لكلا الجانبين ، لأن روسيا لا تزال تتمتع بتاريخ جيد مع إفريقيا ، وستكون فرصة عظيمة لاختبار عمل شركات الاتصالات الكبرى في إفريقيا. يتم استخدام تجربة Yandex مع دول بلدان رابطة الدول المستقلة وحتى مع تركيا.

أهمية الرقمنة لروسيا وأفريقيا: –

بالتأكيد ، لن تتم المعاملات المالية نقدًا ، ولكن من خلال أنظمة التحويلات ، ومع محاولة روسيا الخروج من النظام المصرفي العالمي (SWIFT) واستخدام نظام (MIR) كبديل ، من الضروري إنشاء بنية تحتية رقمية لهذا النظام مع البنوك الأفريقية المتاحة ، مع توفر تطبيق على الهواتف المحمولة للدفع وفقًا له.

تلعب وسائل الإعلام الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا ، وبالتالي يمكن استخدام VK كمنصة لتعليم اللغة الروسية ، وأيضًا لدعم الشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم مع شركاء روس في هذا الصدد ، حيث يمكن للجامعات من كلا الجانبين أن تلعب دورًا في هذا التعاون المشترك.
لنبدأ ، على سبيل المثال ، مع السادة Skoltech وجامعة الأهرام الكندية بالقاهرة لأننا في مرحلة توقيع اتفاقية شراكة في هذا الصدد بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والرقمنة.

يمكن للشركات الروسية أيضًا تصميم برامج أمن إلكتروني فعالة للدول الأفريقية ، التي تعاني من التحايل المستمر على سيادتها الإلكترونية من الدول الاستعمارية السابقة (أمريكا – بريطانيا – فرنسا) وهذا بدوره يحمي حقوق الملكية الفكرية والبحوث والأفكار الخاصة بأفريقيا.

كما يُقترح شراكة روسيا والصين ، منذ عام 2017 ، بالتعاون مع إفريقيا والجنوب بشكل عام ، في إطلاق (محرك بحث بديل لجوجل) يتضمن أفضل العقول العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات من جميع الدول المساهمة ، والتي بدورها يمكن أن تخلق سوقًا كبيرًا ، حتى للمنتجات الثقافية ، بين الدول المشاركة من خلال مشاريع الترجمة والإنتاج المشترك ، من بين أمور أخرى.

ثانياً: التعاون في مشروعات الطاقة مع إفريقيا

في هذا الصدد ، لدينا ثلاث أفكار رئيسية ممكنة التنفيذ على النحو التالي: –

أولا: مشروع طاقة الرمال الساخنة

من أفضل المشاريع في هذا المجال الطاقة المتجددة الرخيصة ، ومن خلال مقابلتي الشخصية مع أحد أهم خبراء الطاقة في الوطن العربي في برنامجي الاقتصادي (عين على المشرق) بالتعاون مع بوابة الأهرام – قدمها الدكتور هاني الأنصاري ، أستاذ الطاقة المتجددة والميكانيكا في جامعة الملك سعود – الذي تبنى مشروع “طاقة الرمال الساخنة” القائم على الطاقة الشمسية ، وكلاهما متوفر في إفريقيا والقارة.

حيث أن فكرة المشروع تعتمد على الطاقة الشمسية المركزة ، والتي تعتمد على المرايا (1000 مرآة ، كل منها 100 م 2) التي تتبع الشمس ، وتركزها على نقطة (بؤرة ضوئية واحدة) أعلى البرج ، والتي ستصبح متوهجة للغاية ، ثم تمر على الرمال ، فهي متوفرة ورخيصة ويمكننا تسخين الهواء بها.

فضلًا عن تقليل تكلفة التخزين ، وتكلفة مستقبلات البطاريات الشمسية ، لأن الرمال تمتص الحرارة بشكل مباشر ، يمكنها إنتاج الكهرباء بنفس السعر (4 سنت / كيلووات ساعة) وتعمل لمدة 24 ساعة دون انقطاع.

هنا نتغلب على تكلفة السوائل المستخدمة والتي هي أغلى من الرمال – توفر الرمال في إفريقيا والشمس – مما يقلل من تكلفة التخزين لأن الرمال تمتص الحرارة بشكل مباشر.

بالطبع يمكنني أن أكون نقطة الاتصال بين روساتوم عملاق الطاقة الروسي ، والدكتور هاني الأنصاري ، الذي حصل على جائزة الإبداع من عدة مواقع في جميع أنحاء العالم ، لتنفيذ هذا المشروع مع بعض الدول الأفريقية التي ترغب في أن يكون لها مشروع فعال مثل هذا.

ثانيا: الطاقة من المخلفات الإنسانية

أيضًا ، تعد الطاقة المتولدة من القمامة إحدى أفضل الطرق للحصول على طاقة متجددة رخيصة إذا تم التعامل معها بشكل جيد.

وهنا يخطر ببال الجميع أننا سنلجأ إلى الحرق ثم نحصل على الطاقة من ناتج حرق القمامة ، والذي له آثار بيئية ضارة ، حتى لو كان في مكان منعزل.

ومع ذلك ، سنتحدث هنا عن استخدام حاضنات مغلقة أثناء محاولة تطوير بكتيريا جديدة يمكنها ، على سبيل المثال ، أن تتغذى على النفايات البلاستيكية وتتجنب الفرز اليدوي ، وليس ذلك فحسب ، بل يمكنها أن تولد ، على سبيل المثال ، خمسة أضعاف الطاقة التي تولدها البكتيريا المخمرة الحالية التي تولد الميثانول.

من المشاكل التي تعاني منها روسيا أو إفريقيا التخلص من نفايات الإنسان الصلبة التي تصل إلى ملايين الأطنان سنويًا ، ويتطلب هذا المشروع جهدًا بحثيًا مشتركًا بين الجامعات الروسية والأفريقية ومراكز الأبحاث على حدٍ سواء.

لكن النتيجة ستكون مبهرة وستصل إلى أكثر من هدف بحجر واحد ، والتخلص من النفايات الصلبة التي تكلف الدول مليارات سنويا ، والحصول على طاقة رخيصة ومستدامة تستخدم في الإضاءة ومسائل الحياة اليومية الأخرى ، وتحسين الظروف البيئية ، مما يقلل من مخاطر التلوث والأمراض المعدية.

ثالثا: محطات الطاقة النووية

لأنها من أفضل أنواع الطاقة الجديدة والرخيصة أيضًا ، وتجربة مصر في (مصنع الضبعة) في مطروح رائدة في القارة بالتعاون مع (روساتوم) في هذا المجال بعد جنوب إفريقيا لأنها أيضًا لديها تجربة أخرى. الميزة هي تحلية مياه البحر ، والتي يمكن استخدامها للشرب والزراعة.

وبالتالي ، فإن بناء مجتمعات جديدة وخلق فرص عمل جديدة ونقل التكنولوجيا المتقدمة يساعد في نمو البحث العلمي في إفريقيا.

الجيل الرابع الذي تستخدمه روساتوم حاليًا كمفاعل ، وهذا من خلال مقابلة مع كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، الدكتور يسري أبو شادي ، أكثر أمانًا وأسهل في التحكم.

وهي تختلف عن المفاعلات السابقة وتتجنب كل العيوب الفنية التي حدثت في (تشيرنوبيل وفوكوشيما) ولهذا السبب تمت الموافقة عليها في مصر مقارنة بنظيرتها في كوريا الجنوبية ولأن مكوناتها كلها روسية 100٪ ولا تعتمد على مكونات حساسة من الغرب وبالتالي تحقيق فكرة السيادة.

استرشدوا وفقًا لذلك.