النجف أشرف – حميد زادة
مرة أخری تجاهر الأنظمة الغربیة المتصهینة بمعاداة القرآن الکریم بممارسات حاقدة برهنت علی معدن أوروبا المناهض للقیم الحضاریة و الأخلاقیة.
فالمؤکد إن جرائم حرق القرآن الحکیم و الرسوم الکاریکاتوریة و کتاب «آیات شیطانیة» و غیرها هي تجسید حقیقي للإرهاب الفکري الذي تمارسه بعض الأطراف الغربیة بهدف إیذاء الأمة الإسلامیة المبارکة وعقیدتها و رسالتها المحمدیة الأصیلة و الإساءة إلی مبادئها الإلهیة الخالصة الرافضة للظلم و الإستکبار.
ولا جرم أن جریمة سلطات السوید بدعم الملحدین و حمایة تجاوزاتهم بحرق کتاب ا… سبحانه و تعالی، تعتبر بالدرجة الأولی جریمة بشعة بحق قیم السماء قاطبة و استهانة بعقیدة حوالي ملیاري مسلم منتشرین في أنحاء الأرض و هم یرفعون رایة السلام والمحبة لجمیع البشر و لا یکنون أیة ضغینة أو شر لأصحاب الأدیان و المعتقدات الأخری مهما کانت.
إن من السخافة بمکان أن یحظی حارق القرآن الکریم بحمایة السلطات السویدیة تحت ذریعة حریة التعبیر و هم یعلمون علم الیقین أنهم بذلک یناوئون القیم الإلهیة التي تحرم الإعتداء علی عقائد الناس قبل أن یناوئوا مقدسات المسلمین، و إن هذه الجریمة تدل دلالة قاطعة علی حجم الحقد الذي یعتمل في صدور صناع القرار الغربیین ضد الإسلام و المسلمین. و هم بذلک لا یتورعون عن المجاهرة في إظهار هذا العداء البغیض عبر هذه الممارسات اللاأخلاقیة الدنیئة و آخرها حرق القرآن الکریم أمام مسجد في العاصمة السویدیة إستوکهولم.
لقد أکد العالم الإسلامي و القوی الشریفة في أنحاء الأرض إدانتهم الصریحة لهذه الجریمة البربریة التي لا تمت بالحضارة و التمدن بأیة صلة. علی الأطراف الراعیة للسلوکیات المغرضة أن تعلم أن التلاعب بمشاعر ملیاري مسلم لیس إجراء سدیداً و علیها أن تتراجع و تعتذر بسرعة لئلا ینفجر غضب الأمة الإسلامیة بما لا تشتهي أهواءها إن عاجلا أو آجلاً.
لقد کان علی الدول المتشدقة بالحضارة و التي تحترم نفسها أن تفطن إلی أن السماح بسلوکیات إستفزازیة و حمایتها سیفتح الباب علی مصراعیه للتناحر الفکري بین ظهرانیها أیضاً و سینتج عن ذلک عواقب لا تحمد عقباها في داخل البیت السویدي ذاته إذا لم یتم إنتزاع فتیل مثل هذا التوجه غیر القویم. و قدیماً قیل إن من یزرع الریح یحصد العواصف.
إن القنصلیة العامة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة في مدینة النجف الأشرف، مدینة أمیرالمؤمنین الإمام علي بن أبي طالب (علیه السلام).. مدینة الدفاع عن التوحید الإلهي و مرقد الأنبیاء و الأولیاء و الصالحین مدینة الدفاع عن حیاض الدین و مقدسات الإسلامیة إذ تدین هذا الإرهاب الفکري السویدي – الصهیوني، تدعو جمیع قوی السلم الدولي و أتباع قیم السماء الحقیقیین و کنائس الشرق و الغرب کافة إلی الضغط علی الأنظمة الغربیة و تحذیرها من مغبة هذه الممارسات التي تندرج في إطار إعلان الحرب علی الإسلام و المسلمین و اللعب بالنار و هي ممارسات لن تبقی دون رد قانوني إذا ما تواصلت، لأن الدول الإسلامیة ستکون مخولة بإتخاذ ما یلزم عبر المقاطعة والتحریم و التعالیم الدینیة الرافضة للإثم و العدوان. (و سیعلم الذین ظلموا أی منقلب ینقلبون).
* القنصلیة العامة للجمهوریة الإسلامیة الإیران في النجف الأشرف.