رأى

دكتورعليوة.. أصالة مصرى وتواضع عالم

استمع الي المقالة

بقلم هشام صلاح

يرى الدكتور جمال حمدان ” أن الأمة المصرية أمة متعددة الجوانب متعددة الأبعاد والآفاق مما يثرى الشخصية الاقليمية والتاريخية ففيها البعد الأسيوى والإفريقى والنيلى والمتوسطى.”.

بينما يرى آخرون ” أن المصرى يتميز بكونه ذكيا متدينا طيبا فنانا ساخرا عاشقا للاستقرار”.

أما وجه نظردارسى علم النفس فيميلون إلى شرح مزاج المصرى بأنه يميل إلى الحزن فمظاهر الحزن وتقاليده راسخة فى وجدان المصرى ولا يخفف منها حبه للمرح والدعابة والضحك، فهو يبكى إذا حزن ويبكى إذا فرح ،وهو قليل ما يغضب، وإذا غضب سرعان ما يصفو، فهو محب للحياة وعاشق لها رغم كل الظروف الصعبة التى قد يمر به.

وشخصيتنا تجمعت وانصهرت فيها كل تلك السمات من خلال تلاءم عقل وقلب استوى من خلالهما فكر واعى وبصرية نافذة.

كيف أبدأ الحديث عنه – لعمرى – إن كل صفة فيه تحتاج لأن افرد لها مساحات ، ترى يكون البدء بالحديث عن عليوة المصرى البسيط المتواضع أم القارىء الحافظ أم ياترى الأديب والشاعر المغرد أم الأستاذ والمحاضر بدار العز والعلم ام وام — كل صقة مما ذكرت خط فيها نجاحات شق بعضها من بعض وترجع جميعها إلى أصل واحد.

لقد خاض أستاذنا ضروبا وأفانين يعجز الكثيرون عن تحقيق نجاح فى إحداها لكنه استطاع أن يكون علما فيها جميعها.

فما أروعه فى مصر وما أبهى حضوره فى الأندلس ” أسبانيا ” حيث أعاد مجد الماضى فى صورة الحاضر فأبدع وأمتع ورسم صورة معاصرة لعظمة الأجداد.

حينما تره دون أن تعرفه تلمح فيه بساطة المصرى وتواضع الإنسان فإذا ما جلست إليه أدهشك حد الذهول فيض حديثه وبلاغته كلامه فتشعر أنك وسط بحر لاحدود له من العلوم والمعارف ، أما لوأسعدك الحظ بالاستماع لترتيله لآيات الذكر لأخذك بجمال صوته وخشوعه إلى عوالم من الروحانيات فتشعر وكأنه قد طبع فيك من جمال ونور القرآن ما يضاء به قلبك.

وماأروعه حين يكتب جمله القصيرة عبر صفحته الشخصية باسلوب أدبى راق جمع فيه نقد وخفة ظل ” أحمد رجب ” إلى جانب بلاغة وسلاسة عبرات ” الرافعى ” مع مزيج فلسفى من قريحة ” زكى نجيب محمود “.

أشعر أن أى إنسان إذا جلس إليه وكان ضعيفا عرف كيف يقوى وإن كان عاجزا عرف كيف يعتمد أما لوكان مضطربا عرف كيف يثبت.

فهنيئا لكل طالب علم أو طالبة كان له حظ الجلوس بين يديه متلقيا عنه العلوم بدار العلوم لأنه حينها سيدرك أنه جلس إلى أديب هو لآمته وللغتها فى مواهب قلمه وفكره ” لقب من ألقاب التاريخ “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى