أشرف أبو عريف
نحتفل بيوم أفريقيا في وقت تمس فيه الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون والتضامن للنهوض بمستقبل القارة.
إن لأفريقيا طاقةً لا تُكبح؛ فإمكاناتها مدهشة، تتجلى في أمور تتراوح بين حيوية هذا العدد الهائل من شباب القارة، وبين إمكانياتها في مجال التجارة الحرة. وقد أعلن الاتحاد الأفريقي عام 2023 عاماً لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. وهذه المنطقة لما يكتمل إنشاؤها ستكون أكبر سوق موحدة في العالم، وستنتشل 50 مليون شخص من براثن الفقر المدقع بحلول عام 2035، وستدفع بذلك عجلة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخطة عام 2063.
وأنا أتطلع إلى مواصلة الحكومات الأفريقية اغتنام الفرص التي تتيحها ثروات القارة الطبيعية والبشرية وقدراتها في مجال ريادة الأعمال، من خلال العمل على زيادة الاستثمار الخاص وحشد الموارد على الصعيد الداخلي.
وأحث المجتمع الدولي على دعم أفريقيا. فتقدُّم القارة مكبّلٌ في الوقت الراهن بسبب المظالم التاريخية والاقتصادية. ولا تزال أزمات متعددة – من كوفيد-19 إلى أزمة المناخ والنزاعات – تسبب معاناة كبيرة في جميع أنحاء القارة. والبلدان الأفريقية تحظى بتمثيل ناقص في مؤسسات الحوكمة العالمية، من مجلس الأمن إلى نظام بريتون وودز، كما أنها تُحرم مما تحتاج إليه من تخفيف لعبء الدين وتمويل ميسَّر الشروط.
إن أفريقيا تستحق السلام والعدل والتضامن الدولي.
وينبغي أن يكون تمثيل القارة على أعلى مستوى في النظام المالي الدولي. ويتعين على المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف أن تُحدِث تحوُّلاً في نماذج عملها، وأن تستغل الأموال لاجتذاب تمويل ضخم من القطاع الخاص بتكلفة معقولة للبلدان النامية. وينبغي للبلدان المتقدمة النمو أن تقدم الدعم الذي وعدت به للتصدي لتغير المناخ، بل ينبغي لها أن تقوم بأكثر من ذلك. ومن واجبنا دعْمُ الجهود الرامية إلى إسكات أصوات البنادق في جميع أنحاء القارة.
وستظل الأمم المتحدة تعتز بعملها من موقع الشريك في النهوض بالسلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان لشعوب أفريقيا.
فهذا القرن، بالتعاون والتضامن الدوليين، يمكن أن يكون قرن أفريقيا.