رأىسلايدر

منتدى قازان الاقتصادي.. روسيا والعالم الإسلامي

استمع الي المقالة

بقلم: أحمد مصطفى

رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة

بداية أود توجيه الشكر للأخ العزيز والصديق والدبلوماسي الروسي صاحب الخبرة السيد/ أليكسي تيفانيان رئيس مكتب التمثيل التجاري الروسي بالقاهرة على الثقة الغالية في شخصي المتواضع، وترشيحي كمتحدث من مصر في منتدى قازان الاقتصادي روسيا والعالم الإسلامي والذي عقد في قازان خلال الفترة 18-19 مايو 2023 – عسى أنني لم أخذله.

والشكر أيضا لـ اللجنة التنظيمية للمؤتمر والتي دعتني لأول مرة لحضور هذا المنتدى العالمي والذي وصل عدد الحضور الإجمالي فيه من منظمين وضيوف لما يصل الى 16000 فرد ولا أعتقد ان هناك منتدى آخر في العالم يمكن أن يستوعب هذا العدد الضخم كمنتدى اقتصادي ومعرض عالمي كبير في هذه المدينة الجميلة كازان عاصمة تتارستان الروسية (هي بحق مدينة داخل حديقة).

وأخص بالشكر الآنسة/ آيجول نجمتوللينا – على الاهتمام لحظة بلحظة بحضوري للمنتدى منذ وصول الدعوة المبدئية، ثم الحصول على تذاكر السفر والفيزا والإقامة في احد افخم الفنادق (كورستن رويال) مقر إقامة الوزراء والسفراء في كازان أثناء المنتدى، وكذلك النقطة الأهم ذلك المؤتمر الصحفي مع الإعلامي القازاني المتميز والصديق/ أليكسي بلينوف والذي لخص أهمية وجودي وخلاصة الطرح الخاص بي باللغة الانجليزية (التعاون الاقتصادي ما بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ودول الثمانية الإسلامية) لمدة ربع ساعة – وخلال الاسئلة الصحفية العميقة والجيدة عبرت بشكل لائق عن آفاق وتاريخ التعاون بين مصر وروسيا وكيف يمكن الاستفادة من قوة العلاقة التي تمتد لـ 80 عاما في الشئون الاقتصادية والثقافية بشكل مستفيض.

حيث أن مركزي – “مركز آسيا للدراسات والترجمة” هو مشروع ناشيء ومتخصص في دراسات الشئون الآسيوية وشريك مع بوابة الأهرام الرقمية في مشروع اسمه “عين على الشرق” يقوم على مقابلة الخبراء والدراسات المستقبلية الخاصة بدول آسيا والمنطقة وعلى رأسها روسيا والصين بكل تأكيد – و سأرفق الملف الخاص بالمركز مع هذا التقرير للإضطلاع والدراسة.

 توقيت المنتدى وأهميته:

تواكب هذا الحدث العالمي مع قمتين شرقيتين بامتياز – الأولى/ قمة الصين ودول وسط آسيا – ونرى هنا حسن تقسيم الأدوار ما بين روسيا والصين لضمان الاستقرار بطول قارة آسيا من أقصى شرق الصين وحتى حدود أوروبا – وأيضا لوأد أية أفكار أمريكية شاذة يطرحها بلينكن وزير الخارجية الأمريكي فيما يخص (القضية التايوانية) لقبول المنظمات الدولية عضوية تايوان ولو بشكل مراقب، وعليه خسرت أمريكا أمام الصين مؤخرا في منظمة الصحة العالمية هذا الطرح – وعليه أحرجت الدول الغربية الأخرى ولم تمتثل لمريكا لأن الروابط الأوروبية مع الصين لا يمكن التضحية بها في الوقت الحالي لأنها 10 مرات أضعاف الولايات المتحدة وقلناها سابقا مليار يورو يوميا حجم التبادلات التجارية الصينية الأوروبية وهذه المعلومة للجهلاء بالعلاقات الاقتصادية الدولية.

ثانيا/ قمة جدة العربية وبحضور الرئيس السوري السيد/ بشار الأسد – وتصحيح مسار عربي استمر حوالي 12 عاما وجزيل الشكر للادارتين الروسية والصينية على الجهد الكبير في هذا الصدد – على عكس من الغرب وخصوصا الحزب الديمقراطي الذي أنشأ داعش بموجب تسريبات الحزب وهيلاري كلينتون شخصيا من خلال تسريبات ويكيلكس (للتذكير).

والقمتان تمثلان لطمة على وجه الغرب وخصوصا أمريكا، وردا على فشل قمة السبع في طوكيو، ولا اعرف تحديدا حاليا من هم القوى السبع؟ طالما واشنطن تتحكم في الستة دول الأخرى وتضع حذائها على رقبة أنظمة هذه الدول الغربية واليابان – وهذا اتضح من البيان الختامي لقمة السبع هذه والذي لاقى انتقادات واسعة واستهزاء من القوى الجديدة سواء في (روسيا والصين وإيران) كما نستمع من شاشات التلفزة، ولا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به، بل وتم استدعاء السفير الياباني في بكين لـ اللوم والتصحيح على ما ورد من مغالطات في هذا التقرير.

كيفية استدامة الثقة ما بين روسيا الدولة المضيفة والدول الأخرى

أجمع الخبراء في هذا المجال أن وجود الإرادة السياسية القوية والمستقلة هي الدافع الأكبر لبناء علاقات قوية ما بين روسيا ودول العالم الإسلامي وخصوصا ان العالم بات منقسما بالفعل ما بين امريكا من طرف وتابعيها في أوروبا المحكومة من قبل واشنطن، والصين وروسيا من الجانب الآخر من العالم.

وحسب المثل الصيني “إذا أردت أن تقيم علاقات فعليك ببناء الجسور” وهنا العلاقات الاقتصادية والثقافية تلعب دورا كبيرا في بناء الثقة ما بين روسيا ودول العالم الإسلامي – فلا بد للوفود المشاركة أن تكون مستعدة بشكل ملائم وقوى وليس الحضور لمجرد الحضور والاستعراض ولكن للعلاقات العامة والتسويق وكذلك عقد اتفاقيات محتملة مع الشركات ذات الاهتمامات المشتركة والتي لا تتوافر في بلادنا فـ روسيا متقدمة في مجالات عدة وبمستوى عالمي (الزراعة والصناعة والحديد والصلب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والفضاء والذكاء الصناعي والأقمار الصناعية).

وكذلك نحن لدينا حاجة للتعاون الكبير في هذه المجالات وبالفعل كان هناك أحد المتحدثين الروس خلال الجلسة الخاصة بالتعاون المصري الروسي تحدث عن المنطقة الروسية الجديدة في محور قناة السويس والاستثمارات التي تتم فيها.

مصر أيضا ستصبح أكبر بوابة روسية لأفريقيا وشمال أفريقيا وفي عدة مجالات فلدى المنطقة فرص واعدة استثمارية كبيرة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات البنكية والذكاء الصناعي وحتى الطاقة النظيفة (فـ روس آتوم، وغاز بروم، وروس نفط – قد تهتم بطاقة الرمال الساخنة والتي أعرف أحد أهم الخبراء من العالم العربي فيها ونحن على أتم استعداد للتعاون) والتي تحدثت عنها أثناء مداخلتي كمتحدث في المنتدى من مصر.

إتفاقيات بالمنتدى أثارت إهتمامي

كان أهم الاتفاقيات التي عقدت بالمنتدى اتفاق (طريق السكك الحديدية شمال جنوب) بين الجانبين الروسي والإيراني، والذي يربط الشمال الغربي الروسي بداية من مدينة سان بطرسبرج وحتى ميناء بندر عباس الإيراني على المياه الدافئة في الخليج، وكذلك سيصل الى ميناء مومباي في الهند على المحيط الهندي.

وهذا المشروع وهو بطول 7200 كم باستثمارات بلغت بحوالي 20 مليار دولار ما بين الطرفين، حيث يمكن أن يكون لمصر دورا فيه من خلال أعمال البنى التحتية والخدمات وما إلى ذلك ولا نعتقد انه سيكون له تأثير كبير على قناة السويس لأن سعة إحدى السفن العملاقة تقدر بآلاف الحاويات وهذا ما لم يستطع نقله عدة قطارات في اسبوع على سبيل المثال فما زال النقل البحري والنهري له اليد الطولى في عمليات النقل الكبير، ثم السكك الحديدية ولكنه ممر تجاري مهم ويربط الشمال بالجنوب وله الكثير من المزايا التي تشبه ممر المريديان الخاص بطريق الحرير.

وهذا المشروع الكبير سيخلق طريق تجاري مهم وكبير ويعد صفعة أخرى على وجه الغرب، وأن هناك إرادة سياسية لضرب العقوبات الغربية في مقتل وجعلها دون جدى، وقد نجح غباء الغرب في توحد الدول التي يرى أنها دول مارقة، من وجهة نظره الاستعلائية، مثل إيران وروسيا والصين، وهذا ما لم يكن في الحسبان بالنسبة لهم حيث انقلبت العقوبات على من فرضها.

واعلان عجز الميزانية في أمريكا، أو عدم القدرة المالية ما لم يتفق (مكارثي) رئيس الكونجرس الجمهوري مع (بايدن) على رفع سقف الدين العام قبل بداية يونيو المقبل أكبر دليل على ما نقول أن الغرب والنظام المالي الغربي بقيادة الفيدرالي الفاسد يتهاوى، وكذلك كما نرى روح الفتنة وعدم الثقة والانقسام ما بين مؤيدي الحمير والافيال بدأت في التزايد، وهي أكبر فرصة لدول الشرق والجنوب حاليا لفعل ما تريد.

ايضا عقدت إيران وروسيا عدة اتفاقيات مهمة في مجال الذكاء الصناعي ما بين البلدين وعلى مستوى مدينة شيراز ومدينة قازان من خلال مجموعة “آي تي بارك” المتخصصة في مجال الذكاء الصناعي في قازان. وكنت اتمنى ان يوقع الجانب المصري اتفاقيات مشابهة مع الجانب الروسي في ذات المجالات الهامة والتي تخلق وظائف.

وفي نفس الوقت تفيد الشباب في مجال إنشاء المشروعات الواعدة من خلال أفكار جديدة يمكن تطويرها والاستثمار فيها وبيعها. ويمكنها تشغيل الكثير من الشباب في كل مشروع، ونحن كسوق مصري في حاجة إلى 50 ألف خريج ومتدرب في هذه المجالات حيث تعد البيانات الضخمة هي محرك العصر. فجهاز ذكي واحد يمكن أن يقوم بإحصائيات كبيرة وخطيرة جدا للمنتجين وبناءا عليه يتم تطوير هذه الأجهزة سنويا وجعلها أكثر سهولة وسلاسة في الاستخدام.

وعليه فشركتي – مركز آسيا للدراسات والترجمة تمد يد التعاون مع الشركاء الجدد في روسيا وربما سويا يمكننا أن نشكل ما يسمى (كونسورتيوم تعاون) يخدم المنطقة ودول العالم الإسلامي وأفريقيا في هذا المجال الجديد والذي لا يزال واعدا ومنتعشا في عالم الجنوب – فقد وصل في عام 2022 الاستثمار في المشروعات الناشئة الى ما يقرب 56 مليار دولار وهذا الرقم ايضا اقل من المتوقع بسبب جائحة كورونا ثم بعد ذلك الأزمة الأوكرانية.

كما أن أيضا التعاون والاستثمار في مجال الإعلام ومنتجاته والمنتج الثقافي أمر شديد الأهمية لأن لو علمنا أن القيمة السوقية لمنصة نتفليكس تتأرجح وفقا لآخر احصائيات بورصة ناسداك ما بين 150-160 مليار دولار أو أي منصة إخبارية كـ فوكس نيوز الاخبارية حوالي 15.5 مليار دولار وهي منصة اخبارية.

ولهذه المنصات أهمية مادية كبيرة جدا كما أن لها أهمية ثقافية فمع وجود منصات اعلامية رقمية روسية مع الجنوب وخصوصا العالم الإسلامي يمكن لروسيا بسهولة محو كل الصور النمطية التي توصم بها من قبل الغرب ويسهل التعارف مع بين الشعوب وبعضها، واستغلالها تجاريا وكذلك ستحتاج للكثير من الموظفين في نفس الوقت من مختلف التخصصات اللغوية والثقافية والمعلوماتية.

وعليه أتوجه بالشكر أيضا إلى كل من الشركاء المحتملين:

السيد/ رسلان فلاسوف – آي تي بارك

السيد/ نور أخمد – أديسون كورب

السيد/ على رضا جعفري – أوراسيا إكسبو

السيد/ دمتري يوريفتش – ستادي كيس

السيد/ إليانوف بوريس – إيجل إنرجي

السيد/ آخميروف نيليفتش – المنطقة الاقتصادية الخاصة بإقليم أورنبورج

السيدة/ ناديا أجلييفا – المنطقة الاقتصادية الخاصة بإقليم أورنبورج

السيد/ أنتون إفيموف – المنطقة الاقتصادية الخاصة بإقليم أورنبورج

السيد/ آمور جادزييف – معهد البحوث التركي الحديث

السيد/ دنيس ألكسييف – إنوستيج

السيد/ سليم العلوي – غرفة تجارة وصناعة عمان

السيد/ كنان آيدن – يو إس آي إيه دي

السيد/ فاتخودينوف تيمور – أورال برس إنفورم

السيد/ عبد العزيز ديوب – مايفرسو

السيدة/ لينا زعبي – سكولكوفا

السيد/ بشير سماحة – إتحاد رؤساء الجامعات الروسية العربية

السيد/ بافيل شبيلوف – مركز التصدير الروسي

السيد/ فيتالي نيكيفيروف – فاي راكابستروي

السيد/ أليكسي بلينوف – آر بي سي تتارستان

جلسة التعاون الاقتصادي المصري الروسي:

شكرا للجنة التنظيمية الخاصة بهذه الجلسة، حيث عقدت هذه الجلسة في اليوم الثاني من المنتدى الموافق الجمعة 19 مايو 2023 وكان اليوم مليء بجلسات مشابهة ما بين روسيا وباقي دول العالم الإسلامي بالتوازي.

ولكن ما جعل الجلسة أقل كفاءة من المتوقع، إدراج أشخاص لم يكونوا من البداية من المتحدثين في الجلسة سواء من الجانبين المصري أو الروسي ولم أعرف من اقترح هذا تحديدا؟ لأنه كان بالمقابل لا بد من زيادة الوقت المخصص للجلسة لمعالجة زيادة عدد المتحدثين على المنصة الرئيسية، وكذلك إتاحة الفرصة للحضور من الجمهور لطرح أسئلة والرد عليها.

أيضا، لا أعرف من أعاد ترتيب كلمات المتحدثين؟ على المستوى الشخصي كان من المفترض أن أكون ثالث متحدث، وهذا حسب أهمية الموضوعات، وكان هذا ترتيب السيد/ أليكسي تيفانيان رئيس المكتب التجاري الروسي في القاهرة، وكان التقديم الخاص بي معد مسبقا منذ أسبوعين قبل المنتدى في موضوع شديد الأهمية وهو العالم الإسلامي كبديل لدول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي عن الغرب، وعليه لقد اخذت قطاع مجموعة الثمانية الاسلامية (مصر ونيجيريا وتركيا وإيران وباكستان وبنجلاديش وماليزيا وإندونيسيا) كقطاع ممثل للعالم الاسلامي وايضا يتميز بأنه يحمل أكبر ثماني أسواق في العالم الإسلامي.

كما أن إدارة الجلسات الاقتصادية لها تكنيك إحترافي نقوم بتدريسه في (مهارات التقديم – ضمن ما يسمى الطاولة المستديرة)، فحتى لو الوقت محدود كان يتحتم على (مدير الجلسة) أن يتعرف بشكل أكبر على المتحدثين، ويقوم بطرح مثلا سؤالين أو ثلاثة في ضوء رؤية عامة ويكون لكل متحدث دقيقتين أو ثلاثة في كل مرة يجب عليها من منظوره، بحيث يتم اقتسام الوقت بشكل عادل ولا تضار الموضوعات الهامة في زخم المجاملات لبعض الشخصيات وتصبح أكثر ديناميكية.

ونتيجة لذلك، فإن عدد إثنين أو ثلاثة هم من تحدثوا في موضوعات هامة وفي جوهر الموضوع لأنها جلسة اقتصادية وليست سياسية أو للكلام وفقط، أما الغالبية الباقية، ومع احترامي الشديد، فتحدثوا في رؤى يمكن أن تكون مقبولة منذ عشرين عاما، ولا تلائم الجيل الجديد ومشكلاتهم الاقتصادية الآنية.

وطبقا لذلك – أتمنى في المرات القادمة ان تتاح لي الفرصة لـ (إدارة جلسات اقتصادية بالمنتدى وبأكثر من لغة) وأيضا يمكننا التعاون مع مقدمين روس ومن العالم الإسلامي، في عمل ورشة عمل من خلال جامعة قازان مدرسة الإعلام هناك لتطوير مهارات التقديم في هذا الصدد لتكون أقرب لما نراه في دافوس أو الدوحة، وكذلك سان بطرسبرج عندما كنت أشاهد الحوارات الشيقة ما بين الرئيس بوتين والمقدمة الأمريكية (ميجان) من قناة سي إن بي سي.

وسابقا قد قمت بمشروع محاكاة للانتخابات الروسية مشترك مع مدرسة العلوم السياسية بجامعة القاهرة في 2018 بالتعاون مع د/ نورهان الشيخ – بنظام الدائرة المستديرة، وكنت من يدير هذه الدائرة بنجاح وبالفعل كنت أوزع الاسئلة مناصفة ما بين المرشحين، بما فيهم من يمثل “الرئيس بوتين” حتى يحصل كل متحدث عن نصيب متساو من الوقت المتاح، وكان هناك بالفعل وقت لمشاركة الجمهور ما بعد المناظرة.

ومن الحوارات الإعلامية التي أعجبتني – مشروع وكالة تاس الروسية “20 سؤال موجهة للرئيس بوتين” لأنه كان معد بشكل رائع في كل شيء.

اقتراحات وملاحظات:

1- بالفعل العالم انقسم الى معسكرين شرقي واعد ويتقدم بسرعة كبيرة ومستعد للتعاون والاتحاد بعضه البعض، وغربي آخذ في السقوط والانحسار، والميزة هذه المرة أن لدى دول الشرق والجنوب كروت لعب أكثر مما هي متاحة للغرب خصوصا في مجالات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والفضاء. فلدى القوى الجديدة في الشرق والجنوب فرصة للحصول على استقلالها الاقتصادي في حال ما دامت هناك رغبة سياسية وفعل جماعي مناهض للغرب. فلم تكن روسيا والصين وايران وكوريا الشمالية من الدول التي ردت على الغرب الصفعة بصفعات مضادة كما نتابع على مدار السنوات الماضية – بل اتذكر ما قام به (الامير/ محمد بن سلمان) في 2018 تحديدا عندما قام (جاستن ترودو) رئيس كندا، هذا المسخ بحكم خبراء كنديين، بالتدخل في الشأن السعودي وموضوع الحريات في المملكة. فما كان من الأمير محمد بن سلمان أن لقنه درسا لن ينساه وقتها، وكادت أن تقطع العلاقات السعودية الكندية، وتم طرد السفير الكندي والغاء كافة المشروعات الكندية في المملكة. وما قام به رئيس الكونجو أثناء زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون منذ شهور، ورئاسة بوركينا فاسو، وكذلك رئيس زيمباوي عند محاولة تدخل السفير الالماني في الشأن الداخلى وكذلك في التعاون الصيني مع زيمباوي، حيث اجابه رئيس زيمبابوي “ان الصينيين موجودون لتنفيذ مشروعات لأنهم شعب يتسم بالجدية، وليسوا لغرض السياحة الترفيهية مثلكم الغربيين، ولا يفرضون علينا أجندات بعينها.

2- ما اقترحته أثناء لقائي على روسيا اليوم الدولية وكذلك مدير المكتب التجاري في مصر السيد/ تيفانيان – أن أصبح سفيرا شرفياً لـ منتدى قازان الاقتصادي في مصر والمنطقة. نظرا للعلاقات التي اتمتع بها في هذا الصدد وايضا لخبرتي السابقة مع “مجموعة رؤية استراتيحية – روسيا والعالم الإسلامي – إعلاميون ضد التطرف” منذ عام 2015 والتعامل مع المجموعة في مشروع ترجمة الكتاب الحائز على جائزة يفجيني بريماكوف في 2018 للدكتور سهيل فرح تحت عنوان (الحضارة الروسية: المعني والمصير) إلى الانجليزية. وكذلك مشاركتي له في وضع مقترح خاص لزيادة التعاون ما بين مدينة قازان الروسية ومدينتي مدينة الاسكندرية في 2019 بالإضافة الى مشاركتي في مرتين متواليتين في الماراثون الأوراسي في 2017 و2019 مرة عن (تطوير البيئة والاستدامة في مجموعة الدول الأوراسية) والأخرى عن (الاهتمام بالتراث الثقافي) عن نفس المجموعة.

3- إلى الآن تفتقر المشاركة الفعلية في هذا المنتدى للخريجين مؤخرا من الجامعات الروسية وخصوصا في الدراسات العليا (الماستر والدكتوراه) ولنقل على مدار العشر سنوات الماضية، والذين بالفعل حصلوا على درجات علمية من خلال أطروحات علمية لتعزيز التعاون بين بلدانهم الأصلية وروسيا، سواء في مجالات العلوم التطبيقية والطبيعية وكذلك العلوم الإنسانية وخصوصا الاقتصادية منها وهؤلاء بكل تأكيد لا زالوا في مرحلة الحماس والحب للتعاون مع الجانب الروسي وخلق فرص تعاون لهم ولـ أقرانهم في نفس المجالات، وهم بالفعل يمكن أن يصبحوا سفراء لروسيا في بلدانهم الأصلية لو تم تمكينهم بالفعل لحضور فعاليات المنتدى وفعاليات مشابهة – فعلى سبيل المثال انا شخصيا لدي ماستر في الدراسات الروسية والاقتصاد السياسي من “المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو” اطروحتي توقعت الإشكالية مع الغرب في أوكرانيا بسبب تنامي الدور الروسي في العالم، والتي كانت تحمل عنوان (نظام عالمي جديد: الصين وألمانيا وروسيا) والتي تباع على منصة أمازون للاسف، وكنت اتمنى أن تباع على منصة روسية، إن وجد، لأنها صادرة عن جامعة روسية حكومية.

4- أعيد التأكيد مرة أخرى عن الاستثمار الروسي في المجال الإعلامي مع دول العالم الإسلامي والجنوب، وتدشين محركا بحثيا مشتركا الذي يمكن أن يجمع كل من “روسيا والصين ودول العالم الإسلامي والجنوب والشرق بشكل عام” يعد فرصة كبيرة للاستثمار. فمثلا إنشاء مصنع للرقائق الدقيقة مع الصين وخصوصا بعد فرض الصين حظرا على شركة “ميكرون” الأمريكية، والاستفادة من تبادل الخبرات في هذا المجال مع الجانب الصيني، والتي ستمكن روسيا ودول العالم الإسلامي من المنافسة في سوق البرمجيات.

5- أن يعقد المنتدى في أقرب وقت ندوة ولو حتى أونلاين عن موضوع مالي ونقدي مهم تحت عنوان “الخروج من سيطرة الدولار وكيفية التحايل على العقوبات الغربية وجعلها عديمة المنفعة”، وأيضا لدينا حلول كثيرة بديلة لأزمة المدفوعات ما بين روسيا والعالم الإسلامي فيمكن إنشاء عملة رقمية موحدة مقبولة ما بين الجانبين، وكذلك منصات تحويل عملات، أو استخدام الذهب، أو اليوان، أو نظام المقايضة.

6- صناعة الملابس والموضة ايضا من اكثر المجالات التي يمكن ان تجذب الشباب ما بين روسيا والعالم الإسلامي نظرا للتنوع الإثني في هذه البلدان ويمكن توليد الكثير من الموضات في الملبس والحلي والتي يمكن تسويقها على منصات الكترونية نابعة من منتدى كازان الإقتصادي كمشروعات ناشئة.

7- قد ذكرني العمل الخاص بجامعة إينوبوليس للذكاء الصناعي في قازان بعمل جامعة النيل والتي استطاعت من خلال تمويل من البنك المركزي المصري في 2017 بقيمة (100 مليون جم) ان يحولها في أقل من خمس سنوات الى (1 مليار جم) كعائد وانشاء حوالي 200 مشروع ناشيء في مجالات عدة قائمة على البيانات الضخمة والذكاء الصناعي وتكنولوجيا المعلومات. يرجى العلم ان السوق المصرية في حاجة لحوالي 50000 خريج ومتدرب سنويا من هذه المجالات وهي دعوة للجامعات والمراكز المتخصصة في البيانات الضخمة والذكاء الصناعي وتكنولوجيا المعلومات في قازان وروسيا للتعاون مع نظيراتها المصرية في هذا الصدد ويمكن من خلالي ومن خلال شريكي الأهرام الرقمي ومركز تدريب الأهرام الدخول كشركاء في هذا المجال بشكل قوي ومربح.

8- بالنسبة لاقتصاد الثقافة فكما توجت الفنانة المصرية نعيمة عاكف على المسرح الكبير (البلشوي) بـ موسكو بلقب أفضل راقصة في العالم من خلال استعراض (المملوك) الذي قدمته في المهرجان العالمي للشباب سنة 1957 – اتمنى ان أرى (عرض كوكو شانيل النسخة العربية) للفنانة المصرية (شريهان) على نفس المسرح. كما أتمنى أن أر بالمقابل على مسرح الأوبرا المصرية ومكتبة الإسكندرية العرضين الموسيقيين الروسيين (آنا كارينينا وكذلك شخماتا “شطرنج”) في أقرب وقت وهنا المنصات الثقافية التي يمكن إنشاؤها ما بين الجانبين يمكن أن تفعل الكثير وربما انتاج مسرحي مصري روسي مشترك كبير وكذلك سينمائي.

وفي النهاية – تقييمي عن هذا المنتدى وبكل ثقة (إمتياز) والذي نتمنى أن يستمر وينمو أكثر من ذلك من خلال معالجة بعض النقاط التي ذكرتها عاليه كشاهد عيان وأيضا كمحب لروسيا بشكل عام وقازان هذه المدينة الجميلة بشكل خاص.

* الكاتب: رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة ومشروع عين على الشرق بالإشتراك مع بوابة الأهرام

ماجستير في الاقتصاد السياسي والدراسات الروسية من المدرسة العليا للاقتصاد – موسكو

عضو المجلس الافريقي لتنمية دراسات وأبحاث العلوم الاجتماعية (كودسريا) داكار السنغال

ومجموعة رؤية استراتيجية – روسيا والعالم الإسلامي

جوال: 201009229411+

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى