العلاقات العُمانية المصرية.. آفاق سياسية واقتصادية مستقبلية واعدة
أرشيف..
بقلم: أحمد تركى
تشهد العلاقات الثنائية المتميزة والراسخة بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية زخما كبيراً، على كافة الأصعدة والمستويات، مدعومةً بدفعة قوية من قيادتى البلدين حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، حفظه الله، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى.
أولاً: العلاقات السياسية والدبلوماسية
وعكست الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس السيسي إلى السلطنة في 27 يونيو 2022، ولقاءاته مع صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، عمق الروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتعزيز أطر التعاون الثنائي في مختلف المجالات خلال المرحلة القادمة، يأتي في مقدمتها زيادة الاستثمارات العُمانية في مصر واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة وبحث سبل تعظيم النتائج المنبثقة عن مجلس رجال الأعمال العُماني المصري المشترك، واللجنة العُمانية المصرية المشتركة التي عُقدت في يناير 2022، واجتماعات وأعمال الغرف التجارية في البلدين الشقيقين.
وشهدت العلاقات العُمانية المصرية خلال عام 2022 نقلة نوعية، في ضوء لقاء الرئيس السيسي خلال الزيارة مع ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات العُمانية وتأكيده حرص مصر على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري، مشيراً إلى المشروعات الجديدة في العاصمة الإدارية الجديدة والقطاع اللوجستي.
ومن جانبه أكد الجانب العُماني على ضرورة تعزيز أواصر التعاون المشترك خاصة مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، خاصة في قطاعات الطاقة المتجددة والموانئ والشحن والسياحة وصناعة السيارات والتطوير العقاري.
ـ عقدت اللجنة العُمانية المصرية المشتركة دورتها الـ15 في مسقط في 23 يناير 2022، برئاسة كل من معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية العُماني ومعالي سامح شكري وزير الخاجية المصري، وبمشاركة عدد من كبار المسؤولين في البلدين، وأكدا على المضي قدماً في العمل على تعزيز مسيرة التعاون الثنائي في كافة مجالات التعاون، ووقع الجانبان على عدد من مذكرات التفاهم في مجالات: ترويج الاستثمار وتنمية الصادرات وتعزيز المنافسة ومكافحة الممارسات الاحتكارية وإنشاء وإدارة المناطق الاقتصادية وحماية البيئة والاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية البحرية للملاحين. فضلاً عن توقيع اتفاقيات تعاون بالأحرف الأولي في عدة مجالات.
ثانياً: العلاقات الاقتصادية والتجارية …مؤشرات لآفاق واعدة
ـ أكدت أحدث بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بسلطنة عُمان، أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية، شهد ارتفاعاً وتطوراً مستمراً من عام إلى آخر، وهو ما يدل على قوة ومتانة وحيوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين والتي تشق طريقها المنشود إلى آفاق أرحب وأوسع.
ـ وبحسب المؤشرات الاقتصادية للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات لعام 2022، ارتفع حجم التبادل التجاري بين السلطنة ومصر حتى نهاية عام 2022 إلى 393.6 مليون ريال عُماني (1.022.305 مليار دولار) مقارنة مع 205.8 مليون ريال عماني (534.47 مليون دولار) بنهاية عام 2021، أي بمعدل زيارة في حجم التبادل بلغت 187.8 مليون ريال عُماني (487.72 مليون دولار).
ـ وفيما يتعلق بحجم الاستثمارات المصرية المباشرة في سلطنة عُمان، فقد بلغ عدد المؤسسات المصرية المستثمرة في سلطنة عُمان خلال عام 2022 نحو 84 مؤسسة، وبلغت قيمة الاستثمارات الأولية نحو 12.6 مليون ريال عُماني (32.722.956 مليون دولار).
ـ ارتفاع قيمة الصادرات العُمانية إلى مصر حتى نهاية عام 2022 وبلغت 298 مليون ريال عُماني (773.92 مليون دولار) مقارنة بـ 145.6 مليون ريال عماني (378.13 مليون دولار) نهاية عام 2021م، بمعدل زيادة بلغت 152.4 مليون ريال عُماني (395.79 مليون دولار).
ـ ارتفاع قيمة الواردات العُمانية من مصر إلى 95.6 مليون ريال عُماني (248.27 مليون دولار) نهاية عام 2022 مقارنة بـ 60.2 مليون ريال عماني (156.34 مليون دولار) نهاية عام 2021، بمعدل زيادة بلغت 35.4 مليون ريال عُماني (91.93 مليون دولار).
ـ ارتفاع قيمة الميزان التجاري لصالح سلطنة عُمان، ففي حين بلغ الميزان التجاري 13.323 ألف ريال عُماني (34.600 ألف دولار) عام 2020، ثم تضاعفت هذه القيمة أكثر من سبع مرات في عام 2021، إذ بلغت نحو 97.288 ألف ريال عُماني (252.663 ألف دولار)، ثم تضاعفت قيمة الميزان التجاري مرة أخرى خلال عام 2022، إذ بلغت 202.526 ألف ريال عُماني (525.973 ألف دولار).
ـ جاء هذا الارتفاع الملحوظ في حجم التبادل التجاري بين سلطنة عٌمان وجمهورية مصر العربية، كنتيجة طبيعية لتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية التي وجه بها معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية للبعثات الدبلوماسية العُمانية في الخارج، بهدف التعريف بالمناخ الاستثماري في سلطنة عُمان والترويج لها كوجهة سياحية وتعزيز فرص الصادرات العُمانية إلى الخارج.
ـ وتنفيذاً لذلك، استقبلت بعثة سفارة السلطنة بالقاهرة 80 وفداً رسمياً عُمانياً زار جمهورية مصر العربية خلال النصف الثاني من عام 2022، وأعلن جهاز الاستثمار العُماني بالتوازي مع مؤتمر المناخ (كوب 27) الذي عُقد بشرم الشيخ خلال الفترة من 16 ـ 18 نوفمبر 2022، عن توقيع مذكرة التفاهم لبحث الاستثمار في مشروع محطة رياح بجمهورية مصر العربية.
ـ وضمن نشاط البعثة الدبلوماسية العُمانية بالقاهرة في مجال تنفيذ الدبلوماسية الاقتصادية، تم عقد لقاءات مع مستثمرين مصريين ومع رئيس هيئة الدواء المصرية، بهدف تصدير الأدوية المصرية إلى السلطنة ، ومتابعة أعمال مجلس رجال الأعمال المصري العُماني.
ـ وفي إطار اهتمام شركة نفط عُمان للتسويق بالسوق المصرية كبوابة لإفريقيا، تم التنسيق مع شركة مصر للبترول وتوقيع اتفاقية تصنيع وخلط وتسويق لمنتجات الشركة العُمانية في مصر.
ـ وفي إطار الترويج السياحي للسلطنة، تم التنسيق لزيارات مدونيين (بلوجرز) لأهم شركات السياحة المصرية لزيارة سلطنة عُمان بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة والطيران العُماني.
ـ وضمن مجهودات البعثة الدبلوماسية لترويج الاستثمار، وفي إطار التوجه لتعزيز العلاقات الثنائية بين السلطنة ومصر، تم عقد لقاءات مع كافة السفراء المعتمدين لدى سلطنة عُمان والمقيمين في القاهرة بالفرص الاستثمارية الواعدة والمتوفرة في سلطنة عُمان، بهدف ترويج الاستثمار.
ـ وفي إطار تشجيع الشركات المصرية على الاستثمار في سلطنة عُمان، تم عقد عدة لقاءات مع كبرى الشركات المصرية في مجالات الطاقة والطباعة والعقارات وخدمات الهندسة والإنشاء والضيافة وفي مجال إدارة المخلفات وإعادة التدوير.(شركة طاقة عربية ـ أوراسكوم للإنشاءات ـ السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار ـ أوراسكوم للتنمية ـ بالم هيلز للتعمير ـ مجموعة طلعت مصطفى ـ النصر العامة للمقاولات ـ شركة قنا لصناعة الورق).
ـ وفي إطار التنمية الاقتصادية المشتركة بين السلطنة ومصر وتعزيز عملية التسويق المشترك، تم توقيع بروتوكول تعاون بين الهيئة العربية للتصنيع وشركة “زد العُمانية العالمية”، كما عقدت البعثة الدبلوماسية العُمانية لقاءات مع مهندسين استشاريين مصريين، بهدف تأسيس شركة مقاولات في سلطنة عُمان.
ثالثاً: العلاقات الثقافية والإعلامية
أولى السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عُمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، الشأن الثقافي اهتماماً خاصاً خلال عام 2022، فإلى جانب الصالون الثقافي (صالون أحمد بن ماجد) الذي أسسه في نوفمبر 2021 والذي عقد منه 5 أمسيات ثقافية، حضر عدداً من الفعاليات الثقافية منها: زيارة مكتبة الاسكندرية وأهدائها موسوعتين عن سلطنة عُمان (تاريخية وجغرافية) وثلاث كتب لباحثين مصريين هم: المهلب بن أبي صفرة، الإمبراطورية العُمانية ، العلاقات العُمانية المصرية من حتشبسوت إلى السيسي.
وعلى الجانب الإعلامي، شهد عام 2022 تعاوناً إعلامياً متميزاً بين السلطنة ومصر، وفقاً لبروتوكول التعاون الموقع بين البلدين والذي مازال سارياً حتى الآن، كما كان هناك اهتمام من الصحافة والقنوات الفضائية المصرية بتغطية الأخبار والموضوعات التي تتناول جميع المجالات في السلطنة.
انعكس هذا الاهتمام في حجم النشر الإعلامي عن السلطنة في الصحافة المصرية الورقية والالكترونية، خلال عام 2022، حيث بلغ الإجمالي العام للنشر نحو 16780 مادة صحفية، تناولت مختلف الأنشطة السياسية والاقتصادية والمبادرات العُمانية في مجالات تنويع الاقتصاد الوطني وتحفيز وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى السلطنة من خلال تهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار من تشريعات وتسهيلات وحوافز ومبادرات.