بقلم: أوديل تيميروف
رئيس مجلس الإدارة أوزكيمي
تتعزز العلاقات التجارية والاقتصادية بين أوزبكستان وماليزيا وتتوسع في مجالات جديدة عامًا بعد عام، مع ظهور الصناعة الكيميائية كقطاع استراتيجي واعد رئيسي. ونظرًا لآفاق كلا البلدين في تطوير الصناعة الكيميائية وخبرتهما في التقنيات الحديثة والاستدامة البيئية، فإن التعاون في هذا المجال له أهمية اقتصادية كبيرة.
تعد الصناعة الكيميائية في أوزبكستان واحدة من القطاعات الاقتصادية الأكثر أهمية في البلاد. ومع وفرة الموارد الطبيعية، بما في ذلك المواد الخام والمعادن والغاز والنفط، تتمتع أوزبكستان بإمكانات كبيرة لإنتاج المواد الكيميائية.
في الوقت الحاضر، يتم تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع لتطوير الصناعة الكيميائية في البلاد. تهدف السياسة الحكومية إلى تنويع الإنتاج وإدخال الابتكارات وتعزيز الاقتصاد الوطني.
لقد أثر تشجيع الاستثمارات الموجهة نحو التقنيات والابتكارات الجديدة بشكل إيجابي على تطوير القطاع الكيميائي في أوزبكستان. ولضمان تقدمه بما يتماشى مع الاتجاهات الحديثة، من الضروري تبني نماذج الإنتاج المتقدمة والتقنيات المبتكرة. وعلاوة على ذلك، فإن تنفيذ حلول مثل الحفاظ على الطاقة وإعادة تدوير الموارد والحد من النفايات من شأنه أن يعزز من تنمية الصناعة. وفي هذا الصدد، تقدم تجربة ماليزيا رؤى قيمة.
وفي المقابل، حققت ماليزيا نجاحاً ملحوظاً في تطوير الصناعة الكيميائية في جنوب شرق آسيا. وشهدت البلاد نمواً في قطاعات مثل البتروكيماويات والبلاستيك والكيماويات الزراعية والمستحضرات الصيدلانية والتكنولوجيا الحيوية. وتولي ماليزيا أهمية خاصة لتأسيس ممارسات إنتاج صديقة للبيئة ومبتكرة داخل الصناعة الكيميائية. وتحتل العديد من منتجاتها الكيميائية – مثل الأسمدة والبلاستيك والمواد القابلة للتحلل البيولوجي – مواقع قيادية في السوق العالمية.
لذلك، في الوقت الحاضر، تولي شركة أوزكيمي أوسانوت أهمية خاصة لتطوير الشراكات مع الشركات الماليزية المعترف بها عالمياً. وعلى وجه التحديد، هناك مناقشات جارية حول تنفيذ مشروع مشترك مع شركة النفط والغاز والكيماويات الوطنية الكبرى في ماليزيا، بتروناس. ويركز هذا المشروع، الذي تقدر قيمته بنحو 10 مليارات دولار، على إنتاج منتجات البوليمر القائمة على تقنية تحويل الميثانول إلى أوليفينات في المنطقة الشمالية من أوزبكستان.
وفي هذا الصدد، هناك خطط للتعاون مع شركة بتروناس في مشروع استثماري يهدف إلى المعالجة العميقة للمواد الخام والغاز الطبيعي من رواسب ملح “بورساكيلماس”. وسيستفيد المشروع من مصادر طاقة الرياح والطاقة الشمسية المتجددة التي يتم تطويرها في المنطقة.
يهدف مشروع إنتاج البوليمر القائم على MTO إلى الاستخدام الفعال لموارد المواد الخام المحلية في أوزبكستان لتوسيع سلسلة قيمة القطاع الكيميائي. عند اكتماله، يهدف المشروع إلى إنتاج أكثر من 2 مليون طن من المنتجات الكيميائية العضوية، بما في ذلك البولي بروبيلين والبولي إيثيلين وحمض الأكريليك والبوليمرات فائقة الامتصاص وبولي فينيل كلوريد والبوليولات. ستلبي هذه المنتجات احتياجات الصناعات مثل صناعة السيارات والبناء والمنسوجات والمواد الكيميائية المنزلية وغيرها من القطاعات الاقتصادية الرئيسية.
مع الأخذ في الاعتبار الطلب المتزايد على الأسمدة المعدنية الخضراء في الأسواق الأوروبية والفرص الكبيرة في المناطق الشمالية في أوزبكستان للتحول إلى اقتصاد أخضر، هناك العديد من المبادرات الجارية للتعاون مع الشركاء الأجانب في إنتاج المنتجات باستخدام التقنيات الخضراء.
ومن الجدير بالذكر أن شراكة مع شركة بتروناس قيد التطوير لإنشاء سلسلة إنتاج كاملة للهيدروجين الأخضر والأمونيا، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تقديم منتجات ذات قيمة مضافة للتصدير إلى أوروبا وغيرها من الأسواق العالمية.
إن اهتمام المنتجين الماليزيين بتنفيذ مشاريع جديدة في أوزبكستان يسلط الضوء على الفوائد الاقتصادية المحتملة لكلا البلدين. تمهد مثل هذه التعاونات الطريق لإطلاق نماذج إنتاج عالية التقنية، وتطوير معايير جديدة تتعلق بالصناعة الكيميائية، وإدخال تقنيات متقدمة لتصنيع المنتجات التنافسية.
وتؤكد هذه الشراكة الثنائية على الاستثمار المتزايد من جانب ماليزيا في قطاع الكيماويات في أوزبكستان، وتعزيز إنشاء مرافق إنتاج جديدة وتعزيز تبني التقنيات الحديثة. والأهم من ذلك، أنها تعكس أيضًا تصدير المنتجات الكيميائية التي تصنعها شركة أوزكيمي أوسانوت إلى ماليزيا. من عام 2019 إلى عام 2024، صدرت أوزبكستان منتجات كيميائية بقيمة 43.6 مليون دولار إلى ماليزيا.
وباختصار، فإن آفاق التعاون في قطاع الكيماويات بين أوزبكستان وماليزيا متعددة الأوجه ومبنية على الثقة المتبادلة. من خلال الجمع بين التقنيات المتقدمة في ماليزيا والموارد الطبيعية والزراعية في أوزبكستان، تتمتع هذه الشراكة بالقدرة على ضخ زخم جديد وفرص اقتصادية في الصناعة الكيميائية في كلا البلدين. علاوة على ذلك، تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الاستدامة البيئية وتنفيذ التقنيات المبتكرة.
