أرشيف..
أشرف أبو عريف
تعدُّ هبطة العيد سوقا تقليديا موسميا قبيل عيد الفطر أو عيد الأضحى في سلطنة عُمان، لها رونق خاص في قلوب العمانيين وبالأخص كبار السن منهم، لما لها من ذكريات جميلة تعودهم للماضي وتذكرهم بمراحل أعمارهم التي قضوها بين هذه الأسواق. وكذلك هي قصة قصيرة مفعمة بالسعادة والحياة للأطفال الصغار لما تبعثه من فرحة في قلوبهم، هنا تجولت “عُمان” في هبطة سفالة سمائل باحثة عن الكنوز التراثية الرائعة، وقصص الذكريات القديمة لكبار السن، وكذلك الفرحة والبهجة في نفوس الأطفال.
يقول سالم بن حمود البراشدي: هبطات العيد في عمان لها رونق وطابع خاص تتميز به عن هبطات أو أسواق باقي دول العالم، ومع أن هذه الأسواق أو الهبطات بقيت محافظة على شكلها وجمالها ورونقها السابق الذي استمدته من التراث العماني الأصيل إلا أن الحداثة والتطور الحضاري ومواكبة متطلبات الزمن أكسبها بعض المزايا، الأمر الذي جعل منها مزارا سياحيا للكثير من الزوار والسياح والمتسوقين من مختلف الدول لاسيما دول الخليج العربي، حيث إن أسواق الماضي كانت صغيرة بعض الشيء مقارنة بما تشهده أسواق الهبطات الحالية من ازدحام بين الناس وكثرة الزوار وزيادة في السلع المعروضة وتوفر مستلزمات الحياة والعيد.
وأشار البراشدي إلى أن هبطات العيد تمثل للإنسان العماني الكثير من الأشياء، حيث إنها تعتبر من التراث العماني الأصيل الذي ينبغي الاهتمام به والمحافظة عليه لاسيما في ظل انتشار كثير من المحلات التجارية الكبيرة والمولات التي باتت تنافس هذه الهبطات في معروضاتها. كما قال: السلع المعروضة في هبطات العيد هي سلع تراثية أو سلع حديثة أخذت طابعا تراثيا، ومن أبرز تلك السلع الخناجر العمانية بأشكال وأحجام وأنواع متعددة وبأسعار مختلفة، وكذلك الأسلحة التقليدية القديمة والعصي والسكاكين، كما تمتاز هذه الهبطات بالمناداة، وحضور الناس منذ الصباح الباكر وبعضهم يأتي متقلدا لباسا تراثيا، كما تقام في بعض الأحيان الفنون التراثية كفن العازي.