إبراهبم عوف
قال المحلل السياسي علي وهيب إن زيارة وزير الخارجية التركي مولود أوغلو للقاهرة هامة كونها أول زيارة لمسؤول تركي إلى مصر منذ 11 عام وتعتبر زيارة تمهيدية للقاء قمة قريب بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وأردوغان بالإضافة إلى أنه من المتوقع أن يشهد عودة السفراء بين البلدين.
وقال وهيب في مداخلة له لاذاعة mbc.fm أن السنوات الماضية شهدت نقاط خلاف حادة بين مصر وتركيا سببها الرئيسي هو إيواء تركيا للعناصر الهاربة من جماعة الإخوان ورغم هذا لم تقم مصر باستضافة المعارضة التركية.
وأوضح أن هناك رغبة للتوافق الان خاصة وأن القوى العظمى الثلاث الصين، وروسيا، والولايات المتحدة، يتواجدون بقوة في المنطقة ما يستدعي أن تلتفت دول المنطقة إلى حل مشاكلها بنفسها.
وأضاف وهيب، أن زيارة الوزير التركي تأتي أيضا في إطار السعي لتطبيع العلاقات بشكل كامل بين البلدين كما جاءت بعد الزيارة المهمة التي قام بها الوزير سامح شكري لأنقرة في أعقاب أزمة الزلزال المدمر حيث كانت مصر من أوائل الدول التي قدمت مساعدات آنذاك لأنقرة تم وصفها بأنها جادة وعبرت بدورها عن جود وكرم الشعب المصري وتعامله بقيم نبيلة فيما يتعلق بالسياسة الدولية.
كما أشاد وهيب بالسياسة الخارجية المصرية وقيامها على أسس أخلاقية ورأى أن عودة الأطراف الإقليمية الأربعة (مصر وتركيا والسعودية وإيران) ووأد الخلافات بينهم من شأنه دعم حالة الاستقرار الإقليمي.
خاصة وأن هناك حالة من الود والتفاهم الكبير بين مصر وتركيا وهو ما عبر عنه اللقاء بين الوزيرين المصري والتركي، وما يحدث يجب أن يُنظر له بشكل أعم وأشمل من مجرد تحسين للعلاقات بين البلدين فنحن إزاء تغيير لمستقبل المنطقة بأكملها وكل دولة تبحث عن مصالحها وهذا حقها فلا توجد عداوة دائمة في السياسة ورأى أن الموقف المصري على مدار السنوات الماضية كان مشرفًا للغاية حيث كان هادئا وغير مندفعا والتصريحات كانت متأنية للغاية وهذا يرجع إلى أن مصر لا تعادي أحد ولكنها تحمي مصالحها فقط ..
كما أكد وهيب، أن مصر دولة محورية رئيسية في الإقليم وتركيا تسعى إلى الانفتاح عليها وتقريب وجهات النظر وتحسين العلاقات معها وهذا يعود إلى تصدر الدبلوماسية المصرية المشهد في إدارة ملفات الإقليم بالسنوات الأخيرة فضلًا عن حضورها الكبير في منطقة شرق المتوسط ولهذا أدركت تركيا أهمية الدور المصري وعمله بمصداقية نحو توطيد العلاقات مع الأطراف الإقليمية المختلفة.