أشرف أبو عريف
بعد يوم واحد لقمة القدس وقبل أن يجف عطر القادة العرب والمندوببن لدعم القدس بمقر الجامعة العربية أمس، قررت الحكومة الإسرائيلية شرعنة عدد من البؤر الاستيطانية وخططها لبناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية.
وعليه، أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات القرار معتبراً أن القرار يكرس الاستخفاف الاسرائيلي المقيت بإرادة المجتمع الدولي وتعكس الطبيعة بالغة التطرف للحكومة الإسرائيلية الجديدة، على نحو بات يُهدد بإشعال الأوضاع في الأراضي المحتلة، ويُشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي.
ونقل جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن أبو الغيط تأكيده أن شرعنة الاستيطان تعكس استهانة إسرائيلية بالقانون الدولي، وبمُقررات الشرعية الدولية التي تعتبر كافة المستوطنات في الأراضي المحتلة غير شرعية وخارجة على القانون. مُضيفاً أن المجتمع الدولي يتعين عليه تحمل مسئولياته في مواجهة هذه الحالة الصارخة من الخروج على الشرعية والضرب بالقانون الدولي ومبادئه عرض الحائط، وأن يتعامل مع سياسات الحكومة الإسرائيلية بذات المعايير التي يطبقها على كافة القضايا الدولية الأخرى، من دون ازدواجية أو تمييز.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد وجه الشكر للملوك والرؤساء العرب الذين شاركوا في مؤتمر القدس الذي استضافته الأمانة العامة للجامعة بمقرها بالقاهرة أمس 12 الجاري، وكذا لكافة المشاركين والحضور عاليِّ المستوى من الوزراء والمسئولين والناشطين والخبراء وممثلي المنظمات والوكالات الأممية والصناديق الاستثمارية والشركات، مؤكداً أن هذا الحضور الكثيف عالي المستوى قد حقق الهدف من المؤتمر، وأرسل رسالة تضامن واضحة مع الفلسطينيين وقضيتهم، ومع أهل القدس الذين يمثلون بصمودهم خط الدفاع الأول عن المدينة في مواجهة ما تتعرض له من مخططات للتهويد، وطمس وجهها الإسلامي والعربي والمسيحي، وتغيير ميزانها الديموغرافي.
وقال المتحدث الرسمي أن أبو الغيط ناشد جميع الأطراف المعنية العمل على وضع توصيات مؤتمر القدس موضع التنفيذ، سواء ما يتعلق بالتحرك السياسي والدبلوماسي الموحد والمتضافر على الصعيد الدولي لفضح التوجهات الخطيرة للحكومة الإسرائيلية وما تمثله من تهديد بالغ على الاستقرار في المنطقة، أو لجهة تعزيز التنمية والاستثمار في القدس الشرقية بما يُعزز صمود أهلها.