رأىسلايدر

دور مصري موازان في اطار صراعات النظام الدولي الحالي

استمع الي المقالة

د  محمد عبد العظيم الشيميأ

أستاذ العلوم السياسية المساعد- جامعة حلوان

في خضم فترات التحول في النظام الدولي ياتي توزيع الادوار على عدد من الدول الاقليميه والدوليه واحده من اهم مقتضيات الفتره الحاليه لهذا النظام وعليه ـ، فإن دور الدوله الموازن بين الاطراف الدوليه المتصارعه ياتي ضمن اهم الادوار التي تحول مصر القيام بها حاليا فخلال زياره قام بها وزير الخارجيه الامريكي بلينكن ضمن جوله في منطقه الشرق الاوسط مؤخرا استعرض من خلالها عدد من الموضوعات المشتركه مع الجانب المصري بلقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجيه المصري سامح شكري كان من ضمن هذه النقاط هو استعراض الدعوه المصريه التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمه المناخ بشرم الشيخ في نوفمبر الماضي ، والتي وضع من خلالها رؤيه مصريه لاهميه ايجاد حلول سلميه للازمه الاوكرانيه الحاليه و ايقاف الات الحرب بين روسيا واوكرانيا ، وهو ما اتضح بشكل جلي خلال محادثات وزير الخارجيه المصريه سامح شكري ونظيره الروسي لافروف حيث اوضح السفير سامح شكري انا مصر تلقت رساله من الجانب الامريكي تتعلق اهميه ايجاد نقاط مشتركه وخطوات لبناء الثقه في اطار بناء خط المفاوضات بين الجانبين.

فمصر بحكم دورها التاريخي و الجغرافي ، كانت دوما لاعبا مهما في تفاعلات النظام الدولي و الاقليمي، و اتسم هذا الدور بالموازن تاره ، و المحايد تاره اخرى بهدف تعظيم المكاسب المتقاطعه من الاطراف القوى الدولية، و هو ما اتضح بشكل رئيسي مع تحركات الدبلوماسية المصرية في الاوانه الاخيره و حرص القياده المصرية من تعظيم قنوات الاتصال مع الطرف الامريكي و الروسي و الصيني و الاوروبي، في ظل رؤيه محدده للوصول لمستوى افضل من الاستقرار الاقليمي و الدولي.

وباستعراض الزياره التي قام بها بلينكن منذ يومين، اتضح الحرص المصري على التأكيد على طبيعه الشراكه الاستراتيجيه مع الجانب الامريكي في ظل اختيار مصر أولي دوله جوله وزير الخارجية الأمريكي، كذلك عكست الزياره مجمل مباحثات بدأها ويليم برنز مدير وكاله الاستخبارات الامريكيه في زيارته مؤخرا للقاهره، وهو ما استعرضه اليوم الوزير سامح شكري بلقاءه بلافروف و توضيح الرؤية الامريكية بخصوص حلول الازمة الاوكرانيه، وامكانيه ايجاد نقاط لبناء الثقة لبدء المفاوضات بين الاطراف المتحاربه.

كذلك استعرضت مصر مع بلينكن و لافروف ماوصلت إليه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وأهمية التهدئة وعدم التصعيد، والامتناع عن الإجراءات الأحادية التى تؤدى لتعقيد الموقف وضرورة إيجاد الإطار السياسي لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدوره وفق مقررات الشرعية الدولة، والحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.

وحرصت مصر خلال المباحثات للتطرق للوضع في ليبيا والجهود الحثيثه التي تدعم توافق ليبي – ليبي تنهى المرحلة الانتقالية، ويتم إجراء الانتخابات الليبية وتشكل حكومة تنهي وجود القوات الأجنبية والميليشيات وتعيد مقدرات الشعب الليبي إليه، وضرورة الحفاظ على المؤسسات الشرعية واتفاق الصخيرات وضرورة عدم تعامل مع مؤسسات منتهية الولاية ولم تضطلع بمسؤولياتها. ، و اكدت مصر أنها مستمرة في التحرك لتحقيق توافق بين مجلسي النواب والدولة للتوافق على إطار دستوري يدفع نحو إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، والدفع نحو تفعيل دور لجنة “5+5″، ومن المهم أن يتم ذلك وفق الإطار الليبي – الليبي، موضحا أن لمصر مصلحة رئيسية في أمن واستقرار ليبيا للحفاظ على الأمن القومي المصري ومكافحة الإرهاب.

من جانب أخر ، ناقشت القياده المصرية – خلال لقاءات الدبلوماسية المصرية- الأوضاع في سوريا وأهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وعدم التدخل في الشأن السورى، ورفض تواجد قوات أجنبية في سوريا أو تنفيذ عمليات عسكرية تتعارض مع مقررات الشرعية الدولية، وسنتواصل مع المبعوث الأممي لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 ونعمل من خلال شركاؤنا ومنهم روسيا للوصول لوضع يحافظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

وعليه، فمصر بما تملكه من خبرات متراكمه في العمل الدبلوماسي التفاوضي متعدد الاطراف اضحت اليوم دوله تحمل رؤيه لحل الازمات الدولية و الاقليمية في اطار مسار دبلوماسي رصين للرئيس عبد الفتاح السيسي مستغلا القدرات المصرية المتعدده للعب دور موازن بين الاطراف الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى