سلايدر

كلمة أمين عام الجامعة العربية فى القمة العربية الصينية

استمع الي المقالة

ألقى كلمـة معالي السيد أحمد أبـــو الغيــط الأمين العـام لجامعـة الـدول العربيـة كلمة فـي الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الصينية الأولى والتي جاءت على النحو التالي:

صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء

فخامة الرئيس شي جينبينغ – رئيس جمهورية الصين الشعبية

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أصحاب المعالي والسعادة،

السيدات والسادة،

يطيب لي في مستهل كلمتي أن أتقدم بخالص الامتنان والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على حسن الوفادة وكرم الضيافة… وكل الشكر للمملكة العربية السعودية على توفير كافة الإمكانيات الكفيلة بإنجاح هذه القمة الاولي من نوعها.. والشكر موصول كذلك إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة على ما تبديه من اهتمام وحرص على إنجاح التعاون العربي الصيني.

إن انعقاد أول قمة عربية – صينية يعكس المستوى الرفيع الذي بلغته علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.. كما يعد تتويجاً لمسارٍ طويل من النجاح الذي حققه منتدى التعاون العربي الصيني منذ تأسيسه عام 2004 في القاهرة.

لقد حظيت العلاقات العربية الصينية خلال العقدين الماضيين بأهمية خاصة ضمن أجندة الدبلوماسية العربية الجماعية.. وصار الارتقاء بالعلاقات أحد البنود التي تعرض باستمرار على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية … كما يؤكد المجلس دوماً على حرص الدول العربية على تعزيز تلك العلاقات مع الصين في مختلف المجالات.

صحيح أن الدول العربية تتمتع فرادي بأفضل العلاقات مع الصين.. الا أن الجهد المبذول لتطوير العلاقات بشكل جماعي كما نفعل اليوم من خلال هذه القمة، يأخذ العلاقات بين الجانبين إلى مستوى أبعد وأعمق… إن الصين تُعد اليوم الشريك التجاري الأكبر للعالم العربي.

ولا تقتصر العلاقات بين الجانبين على الاقتصاد والتجارة.. بل هي تقف على قاعدة صلبة من التلاقي الثقافي والإنساني بين نظامين حضاريين يضرب كل منهما بجذوره في أعماق التاريخ… ولدى كلٍ منهما اعتزازٌ كبير بهذا العمق الثقافي والحضاري الممتد في الزمن، والمستمر في العصر الحاضر… كما لدى كلٍ منهما الرغبة الأكيدة في مد جسور التعاون على كافة المستويات الإنسانية والثقافية والعلمية والأكاديمية.

ولعل التعاون وتبادل الدعم والمساندة، لمواجهة جائحة كوفيد 19.. يُعد نموذجاً متميزاً لمتانة العلاقات بين الجانبين..  إذ حرصت كل من الصين والدول العربية على تبادل الخبرات والتجهيزات الطبية … الأمر الذي ترك أثراً طيباً في نفوس الشعبين العربي والصيني، وساهم في التخفيف من آثار الجائحة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إن العلاقات العربية-الصينية تقف على أرضية صلبة من المبادئ المشتركة…وهنا، فإننا نقدر عالياً دعم الصين المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية… إن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قابل للاستمرار في ظل غياب أي أفق لتسوية سلمية على أساس حل الدولتين…بما يُنذر بانفجار خطير لن يكون في مصلحة الاستقرار في الشرق الاوسط.. ونتطلع لقيام الصين الصديقة بكل تأثيرها على الساحة الدولية، بالدفع في اتجاه إطلاق عملية سلمية ذات مصداقية تقود إلى إنهاء هذا الاحتلال الذي طال أمده… كما نتطلع إلى دعم المسعى الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.

وفي هذا السياق، أشير أيضاً إلى موضوعين ينطويان على أهمية خاصة.. الأول هو ظاهرة التغير المناخي… والتي تقتضي مواجهتها تقاسماً عادلاً للأعباء.. ومعادلة منصفة للانتقال إلى نظام اقتصادي أقل ضرراً بالبيئة، وأقل تسبباً في الانبعاثات.. من دون الإجحاف بحقوق الدول النامية في النمو.. وبنظرة بعيدة المدى وتدريجية للتحول في مصادر الطاقة لا يكون من شأنها زعزعة الاقتصاد العالمي.

أما الموضوع الآخر فيتعلق بحظر الانتشار النووي… وهو أمرٌ ينطوي على أهمية بالغة لمنطقتنا العربية.. في ضوء سعي إيران الحثيث لامتلاك التقنية المستخدمة للتسليح النووي.. مع إصرارها على عدم إخضاع منشآتها النووية للتفتيش.. وكذا في ضوء رفض إسرائيل للانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

إن توثيق التعاون العربي الصيني يُمكن أن يُطلق طاقات هائلة، وفرصاً بلا حدود خاصة لقطاع الشباب… فإمكانيات التنمية في المنطقة العربية كبيرة وواعدة.. والخطط التنموية الطموحة يُمكن أن تغير وجه المستقبل… ولا تفوتني في هذا المقام الإشارة والإشادة بالمبادرات الرائدة التي طرحها فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ، وبالأخص كلا من مبادرة “الحزام والطريق”، ومبادرة “التنمية العالمية”، واللتين تشكلان فرصاً هامةً لتعزيز أواصر التعاون بين الدول النامية ورفع حجم الاستثمارات في مجالات تنموية وحيوية واعدة.

وفي ختام كلمتي أتقدم مجددا بخالص الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية، على استضافة هذه القمة الأولى من نوعها مُتمنياً لأعمالها كل النجاح والتوفيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى