كمركز عالمي للاستثمار في الهيدروجين الأخضر.. عُمان تقيم مصنع لإنتاج الحديد الأخضر بالدقم
مسقط – وكالات.. يأتي اختيار مجموعة “جندال شديد” المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في سلطنة عُمان لإقامة مصنع يُعد الأكبر من نوعه لإنتاج الحديد الأخضر على مساحة تقدر بــ2 كيلومتر مربع في المخطط التابع لميناء الدقم باستثمارات تقدر بــ3 مليارات دولار أمريكية، ليؤكد أن سلطنة عُمان باتت مركزاً عالمياً للاستثمار في الهيدروجين الأخضر، وذلك عبر استخدامها لمصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في عمليات التصنيع، وسيُقام هذا المشروع الاستراتيجي في مساحة تقدر بنحو 2 كيلومتر مربع في المخطط التابع لميناء الدقم.
جاء حفل توقيع مذكرات التفاهم واتفاقية حجز الأرض، برعاية الدكتور علي بن مسعود السنيدي رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة بالدقم، وبحضور عدد من الوزراء والمسؤولين في القطاعين العام والخاص، وبحضور وسائل إعلام محلية ودولية.
وقّع من جانب الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة المهندس أحمد بن حسن الذيب نائب رئيس الهيئة، ومن جانب مجموعة جندال شديد هارشا شيتي الرئيس التنفيذي لمجموعة جندال شديد. كما وقّعت مجموعة جندال شديد اتفاقية حجز الأرض مع ميناء الدقم، وقعها نيابة عن شركة ميناء الدقم ريجي فيرمولين الرئيس التنفيذي للميناء.
ووقّعت المجموعة أيضًا مذكرة تفاهم مع شركة الخدمات المركزية “مرافق “؛ بهدف توفير عدد من الاحتياجات اللازمة للمشروع مثل: المياه وخدمة سحب مياه البحر لأغراض التبريد وغيرها من الخدمات، حيث وقّع المذكرة نيابة عن شركة “مرافق” طلال بن محمد اللواتي نائب رئيس العمليات التجارية.
وأكد الدكتور علي بن مسعود السنيدي رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة أن سلطنة عُمان تتّجه للتوسع في إنتاج الطاقة المتجددة من خلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي سيُصّدر جزء منها، والباقي للاستخدام المحلي. وقال السنيدي: إن مشروع جندال شديد لإنتاج الحديد الأخضر مشروع يُعد أول مشروع كبير يُتوقّع أن ينتج خمسة ملايين طن من الحديد الأخضر عند اكتمال البنية الأساسية؛ لغرض التصدير لمصانع السيارات في العالم، والمصانع التي تنتج طواحين الهواء، والمصانع التي تنتج الأدوات المنزلية.
إن أهم ما يميّز هذا المشروع في الدقم؛ استخدامه للطاقة المتجددة خاصة أن التوجيهات السامية للسلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، أن تكون سلطنة عُمان في 2050 دولة ضمن الدول المنظمة للحياد الكربوني؛ ما يعني أن منتجات سلطنة عمان في السنوات القادمة ستستخدم الطاقة المتجددة، ما يجعل هذا المشروع باكورة المشاريع المستفيدة من تلك الطاقة، والمشروع يتميّز بموقعه بمحاذاة ميناء الدقم، وقربه من شركة “مرافق” التي ستقدّم خدمات سحب مياه البحر لأغراض التبريد، إضافة إلى قربه من محطة الغاز التي وصلت للدقم ليُستفاد منها في مراحل البناء.
ولا شك أن توقيع الاتفاقية ومذكرات التفاهم يعد دليلاً على أهمية المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم كوجهة رائدة وجاذبة للمشاريع الاستراتيجية الكبيرة التي ستستفيد من الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر؛ نظرًا لتوفّر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مدار العام، الأمر الذي سيشجّع على جذب المزيد من الاستثمارات في الصناعات الخضراء، ومشاريع الطاقة المتجددة إلى سلطنة عُمان بشكل عام والدقم بشكل خاص، والتي تبذل فيها سلطنة عُمان جهودًا كبيرة نحو استخدام مصادر أنظف للطاقة لتلبية المتطلبات الصناعية، وتحقيق التوجّه الاستراتيجي في استخدام الطاقة البديلة والموارد الطبيعية المستدامة، والتي تأتي ضمن أولويات رؤية “عُمان 2040″، ويخدم المشروع أيضًا الاستراتيجية الوطنية الشاملة للاستثمار في الخفض من الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.
إن أهمية المشروع تكمن في كونه مشروعا صديقا للبيئة، يسعى إلى إنتاج الحديد الأخضر عن طريق الهيدروجين الأخضر في منطقة الدقم، ويعد من أكبر المشاريع المتكاملة على مستوى دول الخليج؛ حيث من المتوقع أن يبدأ تنفيذه في عام 2024.