بقلم: سكينة فؤاد
نقلاً عن الأهرام
التحذيرات لا تتوقف عما يسببه ما يطلقون عليه مشروبات الطاقة من أضرار خاصة بعد انتشارها بين بعض طلبة المدارس!! من يطرح هذه المشروبات وكيف يمكن إيقافها فى إطار مراجعة جادة لقوائم الاستيراد تحدد الأولويات والضرورات وتوقف عجائب ما يتم استيراده من سلع فاخرة لا يقدر على دفع أسعارها الخرافية إلا القادرون ولماذا لا ننتج مشروبات بالشروط الصحية من أعشابنا المعروفة مثل الكركديه والدوم والخروب. وهل لا يكفينا ما فعلته أنظمة الغذاء والمشروبات المستوردة من أضرار صحية وأعباء على الدخل القومى ومن العجائب أن نستورد فيما نستطيع زراعته فى أرضنا مثل ما نشر عن الإفراج عن دفعة جديدة من الذرة وفول الصويا بحجم 43 ألف طن أعلاف للدواجن والحيوانات!! وبقدر الألم من أن نبدو مقصرين فى إنتاج ما نستطيعه بقدر ما تسعدنى المحاولات الجادة لاستنهاض وتعظيم إمكاناتنا الذاتية وتراثنا الغذائى بكل ما كان فيه من مقومات صحية ومن أهمها وكما أشرت من قبل مؤسسة د. ميرة لإحياء التراث المصرى القديم وتنمية المجتمع التى بشرتنى بإنتاج رغيف شعير غامق مقشور 100% الذى تمت زراعته زراعة حيوية بالتعاون مع المعمل المركزى للزراعة العضوية والحيوية بمركز البحوث الزراعية ومعتمد من الهيئة القومية لسلامة الغذاء وتمت التجربة فى المركز المصرى لتكنولوجيا الخبز التابع للشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين وتم تنظيم ورشة عمل للأغذية الوظيفية لمرضى السكر والضغط العالى والكولسترول والسمنة والكبد والكلى ـ تقوم المؤسسة بتجاربها وإنتاجها لتحقيق أهم أهدافها الذى يلخصه هذا العنوان «غذاؤنا دواؤنا لصحة أصح».. وكما فهمت ان المؤسسة سلمت أوراق ونتائج أبحاثها للمكتب الفنى لوزير التموين وأرجو ان تجد الاهتمام والاستجابة التى تستحقها هى وسائر التجارب المهمة والجادة لإحياء تراثنا الغذائى وتعظيم إنتاج محاصيلنا التى تناسب بصمتنا الصحية والغذائية وأرجو أن يتابع قسم المرأة والطفل بـ «الأهرام» ما نشره الأحد 20 نوفمبر 2022 عما يحدث فى البدرشين من إحياء للأكلات الريفية بمعايير عصرية مثل عيش البتاو بالكينوا والسمسم وبيتزا بالملوخية وإقامة ورش عمل لصغار المنتجين لخلق شبكة للحرف المرتبطة بالطعام والتدريب على تقنيات زراعية مختلفة صديقة للبيئة وتنظيم الندوات وحملات التوعية بالسلامة الغذائية وصحة المرأة والطفل وأن ينجح علماؤنا المتخصصون فى جامعاتنا ومعاهدنا البحثية فى وضع حلول لمواجهة المتغيرات الخطيرة التى حذر منها مؤتمر المناخ فى مجالات التربة والزراعة وأن تنجح التشريعات والأجهزة المسئولة فى إيقاف جرائم البناء على أخصب أراضى الوادى القديم .. وأرجو أن تكون دعوة وزير التنمية المحلية الأسبوع الماضى لتحدد جميع المحافظات مناطق لبناء مصانع فوقها بعيدة عن المساس أو اقتطاع مساحات من الأراضى الصالحة للزراعة وألا ننسى ما أعلنه المؤتمر أيضا أن هناك مئات الملايين فى أنحاء العالم ينعدم لديهم الإحساس بالأمن الغذائى وأن انعدام توافر هذا اليقين المهم توافره لدى المواطنين من أهم أسباب تسارع الناس للتحويش والتخزين لذلك يحمل علماؤنا وخبراؤنا مسئولية استنباط محاصيل زراعية تواجه هذه التوقعات الخطيرة وتحمى الملايين من الموت جوعا خاصة فى الدول الأكثر فقرا وكما طلبت ورجوت فى مقال سابق أن مشروعنا القومى الكبير لإعادة الحياة الكريمة والإنسانية لقرانا وصعيدنا يكون الوعى والإنقاذ الزراعى والغذائى فى مقدمة مشروعات تطويره وتحديثه لذلك سعدت أيضا بما أظهره مؤتمر المناخ بما يحدث بالفعل فى بعض قرى ومراكز محافظاتنا من جهود لتحقيق التنمية المستدامة فى مشروعات زراعية وغذائية تستعيد تراثنا فيهما وفى مقدمتها محافظة كفر الشيخ وقبل أن أختتم تحذيرى من مشروبات الطاقة وأحياء تراثنا الغذائى ودعوة الآباء والأمهات وسائر المؤسسات المسئولة عن صحة أبنائنا بمزيد من الاهتمام والانتباه للأخطار التى تترصدهم فى غذائهم وفى شبكة الإنترنت وسائر جوانب حياتهم فوجئت بتحذير من مجموعة من العلماء من غاز يطلق عليه غاز السعادة عبارة عن مخدر جديد ينتشر بين شباب العالم وإذا كنا ندعو لتعظيم إنتاجنا الزراعى الآمن وتصنيعنا الغذائى واستعادة وتمكين قدراتنا الصناعية فكيف نفسر الدعوة لتصفية خمسة خطوط إنتاج بشركة أدفينا التى يوجد مصنعها فى دمياط وبها أسطولان لصيد الأسماك وبالمصنع خط لتعبئة الأسماك وخط لعبوات الأسماك يقومان بتغطية السوق المحلية وبالتصدير أيضا وهو الأمر الذى قدم من أجله بيان عاجل بمجلس النواب؟!!!
◙ وإذا كنا نحاول أن نحمى أطفالنا من الأخطار التى تتهددهم فى مشروبات الطاقة وغازات السعادة فماذا نفعل فى الموت المعلن عليهم والمنفذ فى أبناء الأمة من شباب وأطفال فلسطين حيث يرتكب المحتل الصهيونى أبشع أشكال ترويعهم فى أراضيهم المحتلة وداخل بيوتهم ومدارسهم وحيث يستشهد الآلاف منهم برصاص وعدوان المستوطنين ويعذبون فى السجون والمعتقلات ويهددون بمزيد من الاعتداءات والانتهاكات إذا مارسوا حقهم فى اللجوء للمنظمات الدولية التى أعلنت 20 نوفمبر يوما عالميا لحماية حقوق الطفل ومناهضة جميع أشكال العنف والترويع ضده فماذا نسمى ما يحدث لشباب وأطفال فلسطين!!! إن الانتهاك والترويع وسائر الجرائم التى يرتكبها العدو الصهيونى لا ترتكب ضد أطفال فلسطين وحدهم ولكن ضد جميع أبناء الأمة … أنتظر اليوم الذى ترهن فيه الأمة استمرار العلاقات التى أقيمت مع الكيان الاستعمارى الاستيطانى الأخير الباقى على الأرض بإقامة أبناء فلسطين لدولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضى التى احتلت بعد 1967.