وفا – تنتشر آلاف القبور اليهودية الوهمية التي زرعها الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، ومحيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، لمحاصرته برموز وهمية مزعومة، وللاستيلاء الكامل على الأراضي في المدينة.
عام 1978 بدأ الاحتلال بزراعة قبور وهمية متفرقة في منطقة “الصلودحا” والحارة الوسطى في سلوان، ومن ثم امتدت لتشمل حي وادي الربابة على بعد أمتار من المنازل السكنية، ومناطق أخرى، وصولًا إلى حي وادي حلوة، بدعوى أنها كانت “مقابر لليهود”.
ومنذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا، زرع الاحتلال الإسرائيلي نحو 12 ألفا و800 قبر وهمي في محيط المسجد الأقصى، 32% منها في سلوان جنوب المسجد الأقصى، من بينها 935 في حي وادي الربابة بسلوان، منها ما يزيد عن 50 قبرا وضعت حديثا في أراضي الحي.
ويُشرف على تخطيط زراعة القبور وتنفيذها كل من بلدية الاحتلال، وما يسمى وزارة “شؤون القدس والأديان”، و”سلطة الآثار”، وجمعية “إلعاد” الاستيطانية، وجمعيات وشركات الدفن اليهودية.
ويقول عضو لجنة الدفاع عن سلوان الباحث فخري أبو دياب: “القبور الوهمية وسيلة اخترعتها المؤسسة الرسمية الاحتلالية وأذرعها التهويدية للاستيلاء على مزيد من الأراضي المقدسية، وتحديدا الأراضي والمسطحات الفارغة، ومنع المقدسيين من التمدد والبناء”.
وأضاف: “تتم من خلال ذلك محاصرة التجمعات السكانية المقدسية، وتصبح وسيلة يسمح القانون الإسرائيلي بموجبها بوضع اليد عليها والاستيلاء على الأراضي التي حسب زعمهم لها إرث حضاري يهودي وتاريخي ومنها الأماكن والرموز الدينية التي منها المقابر، ولذلك بدأوا بوضع اليد على الأراضي، وقد استولت سلطات الاحتلال من خلال المقابر الوهمية على أكثر من 620 دونما، ومن ثم بدأت بوضع قبور وهمية بحفر قليلة العمق وحجارة على الأرض التي يتم الاستيلاء عليها”.
وزاد: “لهذه الأداة التهويدية بعد سياسي عن طريق إقامة مشاريع استيطانية وتهويدية عليها مستقبلا، وحسب القانون الاحتلالي عندما يتم وضع قبور وهمية في أي مكان في القدس يستطيعون هدم منازل أو إغلاق طرق قريبة من هذه المقابر الوهمية، حيث أغلقوا طريقا رئيسا من منطقة سلوان باتجاه بابي الأسباط والعمود. وأيضا هناك استخدام أيديولوجي ديني لهذه القبور، حيث تعتبر شواهد على وجود حضارة وتجمعات سكانية، ولذلك أرادوا أن يقولوا للعالم إن هذه الشواهد وهذه القبور دلالة على أن اليهود عاشوا في القدس قبل 2000-3000 عام، وقبور أخرى تدلل على الوجود اليهودي في القدس قبل ألف عام أو أكثر، وهذا نوع من محاولة غسل أدمغة زوار القدس وترويج روايات وتزييف وتزوير التاريخ”، مشيرا إلى أن الاحتلال يعمد إلى تغيير هوية القدس والمشهد فيها، وتحديدا في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
ويتابع: “سلطات الاحتلال الإسرائيلي زرعت حتى الآن نحو 12800 قبر وهمي في محيط المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة وفيما يسمونه الحوض التاريخي أو الحوض المقدس، لاصطناع وجود حضارة وتاريخ يهودي مزعوم في المنطقة، في حقبة ما يسمونه الهيكل (المزعوم)، لإثبات زعم أن اليهود تواجدوا هنا قبل الفلسطينيين، كنوع من محاولة فرض الرواية اليهودية المزعومة على هذه الأرض”.
ويكشف عضو لجنة الدفاع عن سلوان أن الاحتلال يدّعي أن “الأراضي التي تم الاستيلاء عليها لصالح إقامة قبور وهمية كانت مقابر لليهود، وشاهدة على وجود حضارة وتاريخ يهودي في محيط الأقصى وبلدة سلوان”.
ويلفت إلى أن المنطقة الواقعة ما بين جبل الزيتون وسلوان، خاصة منطقة رأس العامود تشهد تمددًا في زراعة القبور، وهناك 32 منزلًا، إضافة لمسجد وروضة أطفال ومدرسة مهددة بالهدم، بادعاء أنها” بُينت على أراضٍ كانت بالأصل مقبرة لليهود”.