أشرف أبو عريف
تقدم ألمانيا إلى برنامج الغذاء العالمي في مصر في إطار مبادرة “عالم واحد خال من الجوع” مبلغ ٢٠ مليون يورو إضافية ليرتفع حجم إسهامها في البرنامج إلى مبلغ إجمالي قيمته ١١٠ مليون يورو، وبذلك تصبح ألمانيا أكبر مساهم في برنامج الغذاء العالمي في مصر على الصعيد الثنائي. يستهدف رصد هذا المبلغ توفير الأمن الغذائي للشرائح السكانية الأكثر هشاشة وتعزيز قدرتها على مقاومة الأزمات الراهنة.
وفي هذا الصدد صرح السفير هارتمان قائلا: “نحن جميعا لا نشهد الآثار المترتبة على التغيرات المناخية فحسب، بل وكذلك التبعات المتمخضة عن العدوان الروسي على أوكرانيا. وقد أدى قيام الروس باستعمال الغذاء كسلاح إلى تفاقم الجوع على الصعيد العالمي. ونحن نقف هنا في مصر إلى جانب كل أولئك الذين يصارعون الآن الآثار المترتبة على ذلك. إن مثل تلك الصدمات تصيب أكثر ما تصيب في أغلب الأحوال أولئك الذين يعيشون على حد الكفاف. فلا يجب أن ننسى هؤلاء، ومن ثم فإنه لمن دواعي سروري أن نرسل رسالة قوية بما نقدمه من إسهامات، وأن يتسنى لنا أن نقف إلى جوار كثير من الناس في مصر كتفا بكتف مع شركائنا في برنامج الغذاء العالمي.”
جدير بالذكر أن ألمانيا منخرطة منذ عقود في بذل الجهود من أجل توفير الأمن الغذائي الشامل ومن أجل إنفاذ حق من حقوق الإنسان في الحصول على غذاء مناسب. إن مكافحة نقص وسوء التغذية تمثل محورا من محاور المساعدات الإنسانية الألمانية والتعاون التنموي، ذلك المحور الذي اكتسب مجددا وبجلاء أهمية بالنظر إلى التحديات التي فرضت نفسها مؤخرا على الصعيد العالمي. وهنا يأتي دور المساعدات الغذائية قصيرة المدى وبرامج التحسين المستدام للأمن الغذائي.
يتكون الإسهام الألماني في برنامج الغذاء العالمي في مصر من عدة مكونات مختلفة: تتركز الاستراتيجية الألمانية الممتدة لعدة سنوات تجاه بعض الدول على تعزيز القدرات الوطنية لمعالجة أسباب فقدان الأمن الغذائي والوفاء في الوقت ذاته بالاحتياجات الإنسانية. يضاف إلى ذلك مزيد من الإسهامات الألمانية المخصصة لمشاريع نوعية أو فئوية خاصة منها على سبيل المثال المساهمات المقدمة في إطار مبادرة “عالم واحد خال من الجوع”. تجدر الإشارة إلى أن الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية هي الجهة التي أطلقت هذه المبادرة والتي تقوم على تنفيذها من خلال مؤسساتها التنفيذية مثل بنك التعمير الألماني ووكالة التعاون الدولي الألمانية بما تقوم به من أكثر من ٣٠٠ مشروع في بلدان مختلفة منها مصر. وتستهدف تلك المشروعات المسببات الهيكلية للجوع والفقر وتسعى إلى رفع درجة الرفاهية لا سيما في المناطق الريفية.