أشرف أبو عريف
نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية ندوة بعنوان “كاراباخ .. توتر إقليمي جديد” مساء امس الخميس الموافق 22 سبتمبر 2022، بمقر المركز بالقاهرة.
عُقدت الندوة بحضور السيد تورال رضاييف سفير جمهورية أذربيجان بالقاهرة، والسيد رامز ولييف مستشار سفارة أذربيجان بالقاهرة، والسيد إلمار حسنوف مسئول بسفارة أذربيجان بالقاهرة، بالإضافة إلى لفيف من الباحثين والمتخصصين بالشأن الأذربيجاني، على رأسهم الأستاذ الدكتور جلال الحفناوي أستاذ اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتور بغدادي إمام الملحق الثقافي بسفارة مصر في أذربيجان سابقًا، والأستاذ الدكتور أحمد عفيفي الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، والأستاذ محمد سلامة الصحفي المتخصص في الشأن الأذربيجاني، والدكتور أحمد عبده طرابيك كاتب متخصص في شئون آسيا الوسطى والقوقاز، والدكتور أحمد عبد اللطيف أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا.
وأدار الندوة الدكتور هشام مجدي رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية وعضو مجلس النواب السابق الندوة، وافتتحها بكلمة تؤكد على الدعم الكامل لحق أذربيجان في إقليم كاراباخ، وهو الحق الذي تؤكده كافة الشواهد التاريخية والقانونية، كما أكد في كلمته على ضرورة إنهاء الأعمال العدوانية من الجانب الأرميني وإعادة استقرار المنطقة، واستمرار أذربيجان في إعمار أراضيها. كما أشار إلى اهتمام مركز الحوار بجمهورية أذربيجان حيث أصدر المركز عديد الإصدارات ونظم عديد الندوات حول أذربيجان، وهو ما وضحه عرض تقديمي في بداية الندوة.
ومن جانبه أعرب السيد تورال رضاييف سفير جمهورية أذربيجان بالقاهرة عن شكره لمركز الحوار على اهتمامه بأذربيجان وعلى دعمه لقضية كاراباخ. وأكد على أن أذربيجان ترغب في السلام وليس الحرب، وأن الأزمة تكمن في عدم وجود حدود واضحة بين كل من أذربيجان وأرمينيا، ومن ثم فمن الضروري اتباع ثلاثة خطوات لحل الأزمة: أولها توقيع اتفاقية سلام جديدة بين البلدين، ثانيها تعيين أو ترسيم حدود واضحة بين البلدين، ثالثها احترام وحدة وسلامة أراضي كل طرف. وأشار سيادته أنه دون تلك الخطوات سوف تستمر الحرب، وهو ما لا تريده أذربيجان.
كما ِأشار رضاييف إلى أن أذربيجان هي الدولة الأقوى عسكريًا في منطقة القوقاز، والأقوى اقتصاديًا، والأكبر من حيث عدد السكان، فضلًا عن امتلاكها ثورة نفطية هائلة، وهو ما يتيح لها قدرات غير اعتيادية، ومن ثم يجب الاهتمام بقضيتها.
وأشار المتحدثون إلى أن زيارة نانسي بيلوسي إلى أرمينيا يعد العامل الرئيس في إشعال التوترات الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا، بهدف ملء الفراغ الذي أحدثه تراجع الدور الروسي في المنطقة نتيجة انشغاله بالحرب في أوكرانيا، وتحدي النفوذ الروسي في المنطقة، وتحريض أرمينيا على الخروج من العباءة الروسية، وهو ما يجعل الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا تتأثر بشكل رئيس بالتغيرات العالمية الحالية والصراع بين روسيا والغرب، كما هدفت بيلوسي من الزيارة توظيف قضية كاراباخ في انتخابات الكونجرس القادمة خلال نوفمبر 2022، وكسب الأمريكيين من أصل أرميني.
و خلصت الندوة إلى مجموعة من التوصيات أبرزها الاستمرار في عقد سلسلة من الفعاليات النقاشية حول قضية كاراباخ بهدف وضع رؤية حقيقة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ومراعاة التكلفتين الاقتصادية والبشرية عند التفكير في اللجوء إلى القوة العسكرية، كما أنه في ظل المتغيرات الجديدة التي يشهدها العالم لا بد من النظر إلى الأزمة من خلال مقاربات جديدة، ومعالجة الأمر من منظور يضع التغيرات العالمية والجوار المشتعل في اعتباره، وذلك لإعادة ترتيب توجهات الدولة الأذربيجانية وفقًا لما يشهده العالم من تحولات إقليمية وعالمية، ومن ثم فلا بد من استمرار النقاشات حول قضية كاراباخ لاستخلاص زوايا جديدة تعالج الأزمة.