سلايدر

أبو الغيط يشيد باعتبار يوم 11 مايو يوما عالميا للتضامن مع الإعلام الفلسطيني لذكرى اغتيال الشهيدة الإعلامية شيرين أبو عاقلة

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

ألقى أمين عام الجامعة العربية ، السفير أحمد أبو الغيط ، كلمة فى الدورة 52 لوزراء الإعلام العرب والتى جاءت على النحو التالي:

معالي السيد / كرم جبر – رئيس المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام

أصحاب المعالي الوزراء و رؤساء الوفود

   اصحاب السعادة

   حضرات السيدات والسادة

من دواعي شرفي الكبير مخاطبة مجلسكم الموقر الذي نعتز به جميعاً بانعقاده فوق ارض الكنانه برعاية كريمة من سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، و نيابة عن معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية معربا لكم عن تمنياته الخالصة بالنجاح والتوفيق واعتذاره عن حضوره الشخصي لالتزامات سابقة.

كما أتوجه بجزيل الشكر لرئاسة الدورة السابقة في شخص معالي السيد وزير الثقافة والإعلام بجمهورية السودان على ما بذله من جهود موفقة مهنئا معالي السيد كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على رئاسة الدورة 52.

والشكر موصول للدول الأعضاء والمنظمات والاتحادات الإعلامية، ذات صفة مراقب، على إسهاماتها القيمة في إثراء أعمال الدورة.

السيد الرئيس

لقد تابعت بكل الاهتمام في الآونة الاخيرة سلسلة الاجتماعات التحضيرية     التي جرت في إطار مجموعات العمل التابعة لمجلسكم الموقر والتي تمحورت حول متابعة عدد من القضايا المحورية لمواصلة تطوير العمل الإعلامي المشترك

ومن هنا فإنني أقدر عاليا جهودكم لتنفيذ أهداف الاستراتيجية الاعلامية العربية بتناسق مع خطة التحرك الاعلامي التي تروم في المقام الأول مواصلة الدفاع عن مشروعية القضية الفلسطينية وفي صلبها الدفاع عن الوضع التاريخي والقانوني والروحي للقدس التي تحتل مكانة وجدانية خاصة في قلوبنا والتي تظل مفتاح السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، تجاوبت فورا مع المبادرة الفلسطينية لجعل يوم 11 مايو يوما عالميا للتضامن مع الإعلام الفلسطيني والذي يتزامن مع ذكرى اغتيال الشهيدة الإعلامية شيرين أبو عاقلة تعبيرا عن التضامن المطلق مع كافة الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الذين يعانون الأمرين من المضايقات الممنهجة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي وهم يؤدون رسالتهم المهنية بكل نكران ذات.

كما أغتنم انعقاد مجلسكم للتنويه بالدور الفاعل لوسائل -الإعلام العربية في التصدي لظاهرة الإرهاب والتيارات المتطرفة المسيئة لقيمنا السمحة   والمهددة للأفراد والجماعات ولسلامة دولنا الوطنية، مؤكدا على جدوى الاعتماد على  الإعلام الرقمي في تعزيز مبادراتكم  في هذا الاتجاه .

ومما لاشك فيه أن التوصيات الصادرة عن الملتقى الإعلامي المنعقد بالمملكة الأردنية الهاشمية في شهر يوليو الماضي بشأن إدراج مادة الإعلام التربوي في مناهج التدريس ببلداننا العربية خطوة عملية لتحصين شبابنا من خطابات العنف والتضليل وتحفيز مهارات الفكر النقدي بعيدا عن القوالب النمطية الأحادية.

وبارتباط مع ذلك ، تبدو الأهمية  الخاصة لاستحداث المرصد والمنصة المدمجة، و استكمال النظام الداخلي للجنة العربية للإعلام الالكتروني، على هدي المقاربة التوافقية التي دأبتم عليها متطلعين لبلورة إعلام عربي يمتلك مقومات كسب ثقة الرأي العام والتفاعل الموضوعي  والنزيه مع انشغالاتنا  الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية  تمشيا مع ضوابط   وأخلاقيات ميثاق الشرف الإعلامي العربي.

إعلام منفتح على القوى الحية من أحزاب سياسية وجمعيات المجتمع المدني ومجالس منتخبة يكون مرآة حقيقية لتطلعات شعوبنا في العيش الكريم.

إعلام للقرب وذو مصداقية يكرس الحق الأصيل للمواطن العربي في الخبر والمعلومة ويسهم في تحقيق الأمن المجتمعي كرافد لا غنى عنه في خدمة الاستقرار والتنمية في سياق دولي مضطرب ومعقد بسبب التصدعات                    الجيو – سياسية الراهنة، وهشاشة الأوضاع الاقتصادية والمالية والغذائية والطاقية.

إعلام قادر على مسايرة التطور التكنولوجي والتحولات الرقمية ولا سيما في ظل هيمنة كبريات الشركات الإعلامية بما يتطلب الأمر من الإسراع بتنزيل استراتيجية موحدة في التعامل معها سواء في بعدها المالي أو على مستوى المحتوى.

ومن هذا المنطلق، فنحن مطالبون بمواصلة العمل بكل مسؤولية وإصرار من أجل الإسهام في تأمين صلابة بيتنا العربي الذي نعتز بالانتماء إليه في نطاق أشكال متطورة وخلاقة من التعاون الإعلامي البين – عربي مقدرين أعمال مجلسكم وأنشطته الموفقة في تشجيع التعاون وتبادل التجارب  في  مختلف  المجالات المتنوعة  التي  نحيي بالمناسبة الإسهامات المهنية للمنظمات والاتحادات  التي تعمل تحت مظلة  الجامعة العربية  في  مجالات  البث الفضائي  والإنتاج  البرامجي والدرامي والعمل التلفزيوني والإذاعي  والتبادل الإخباري .

وحيث أن قوة وحيوية الفعل العربي ترتبط بصفة عضوية بقوة وتماسك دولنا التي ما زالت البعض منها، مع الأسف، تواجه ظروفا استثنائية وصعبة فإن الرهان الأكبر يظل في تحقيق الأمن والاستقرار والبناء المؤسساتي وتعبئة قدراتنا على كافة واجهات العمل العربي المشترك بما فيها الإعلام الذي يشكل قوة دفع حقيقية نحو توطيد دعائم الترابط الإقليمي، ومد جسور الحوار والتواصل واضعين، في كل الظروف والأحوال، المصالح العربية فوق كل الاعتبارات.

كما لا يفوتني تقدم التهاني للبنان على اختيارها عاصمة للإعلام العربي برسم سنة 2023   مجددين تضامننا مع هذا البلد العربي الذي يأبى القهر والانكسار متطلعين إلى مشاركة عربية واسعة بما في ذلك من طرف الكتاب والإعلاميين والمبدعين والمؤثرين تجسيد لهذا التضامن .

 والسلام عليكم ورحمة الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى