تفاجأت سفارة دولة فلسطين في المجر بالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الدولة د. بيتر شتاري والمتعلقة بالعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
“إنه لأمر مؤسف وصادم حقًا أن نرى إدانة لرد الفعل وعدم الاعتراف بالفعل السابق في المقام الأول. فخلافاً للاعتداءات السابقة، اعترفت القيادة الإسرائيلية بأنها خرقت التهدئة وشنت عدوانا غير مبرر على قطاع غزة.”
الجدول الزمني هذه المرة واضح تمامًا. اختطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الاثنين الموافق 1/8/2022، مواطناً فلسطينياً في الضفة الغربية. قوبل هذا التصرف باستهجان كبير من قبل الفلسطينيين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية. تدخل المبعوثون لتهدئة أي توتر، وبينما كانت المحادثات بين المبعوثين جارية، وعندما لم يكن هناك أي مؤشر على أنه سيكون هناك أي انتقام، شنت إسرائيل هجومًا غادراً، وسفكت المزيد من دماء المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، وحرقت المزيد من المنازل والمزارع في قطاع غزة.
أودت الموجة الأولى من العدوان الإسرائيلي، الجمعة، بحياة 10 فلسطينيين، بينهم طفلة في الخامسة من عمرها، وإصابة 44 بجروح خطيرة. بعد ساعات قليلة من هذه الجريمة المروعة، جاء رد فعل محدود – وهو الشيء الوحيد الذي اعترف به دـ. بيتر شتاري. ربما تسهل الأرقام فهم ما جرى: أدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي استمر 48 ساعة، بحياة 44 شخصًا على الأقل، من بينهم 15 طفلاً و 6 نساء، وأصيب أكثر من 300 شخص، ناهيك عن خسائر تقدر بملايين الدولارات في البنية التحتية والمباني والمزارع في قطاع غزة المحاصر في الأصل.
إن إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لم تتوقف قط عن شهيتها لارتكاب جرائم وأعمال غير قانونية أو لجم المستوطنين وجرائهم، لا في الضفة الغربية والقدس ولا في قطاع غزة. شملت هذه الأفعال والجرائم، على سبيل المثال لا الحصر، الاغتيالات والاعتقالات وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وبناء وتوسيع المستوطنات غير الشرعية وخنق قطاع غزة المحاصر (ما يقرب من نصف السكان الفلسطينيين) والقائمة تطول وتطول. في حقيقة الأمر، من يتحمل تبعات هذه الأعمال والممارسات الشنيعة هي الإنسانية والسلام والأمن والاستقرار الإقليمي.
في هذا المنعطف، تؤكد سفارة دولة فلسطين في المجر أن أية محاولات من قبل قوة الاحتلال لتقسيم القضية الفلسطينية ستبوء بالفشل، فعلى الرغم من الانقسام الجغرافي المؤسف، سيبقى الشعب الفلسطيني موحداً أينما كان، وستظل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة أرض فلسطينية. أي حدث يقع في أحد الجانبين يتردد صداه في الجانب الآخر.
تشترك فلسطين والمجر في القيم المشتركة لحقوق الإنسان والالتزام بالقانون الدولي، ولقد أبدت الأمة والحكومة المجرية التقدير والإهتمام لقيمة الأسرة والفرد والحياة البشرية، أما ألم مشاهدة جنود أجانب على التراب الوطني، والتقسيم الفعلي للأرض، ومأساة الملايين من المواطنين الذين يُجبرون على العيش خارج بلادهم، هي قضايا أخرى نتوقع أن تقدر قيمتها الحكومة المجرية. وعلى هذا النحو، نتوقع إدانة مجرية لهذا العمل، العدوان، الهجوم الغادر الذي أودى بحياة مدنيين عزل وأطفال ونساء أبرياء.