غزة – وفا – لم يتعاف قطاع غزة المحاصر منذ ستة عشر عاما من آثار العدوان الإسرائيلي العام الماضي، حتى يتعرض لعدوان جديد وسط مخاوف من ارتكاب الاحتلال مجازر دموية، وتدمير متعمد للبيوت، والبنى التحتية.
في مايو من عام 2021 وخلال 11 يوما، شنت طائرات الاحتلال الاسرائيلي عدواناً هو الأعنف ضد قطاع غزة، خلف حينها آلاف الشهداء والجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء، اضافة الى تدمير متعمد لأبراج سكنية ومنازل وطرقات وشبكات كهرباء وصرف صحي ومياه.
لكن هذه المرة ومنذ الأمس، بدأت طائرات الاحتلال من دون سابق انذار عدوانها بضربة كما يسميها قادتهم “استباقية” أدت الى استشهاد 12 مواطنا حتى اللحظة، بينهم طفلة وسيدة، واصابة أكثر من 80 مواطنا.
ووفق متابعين ومحللين، ما يدلل على النوايا العدوانية الإسرائيلية المبيتة ضد سكان الشريط الساحلي هو محاصرة تخوم غزة بمئات الآلات العسكرية المدرعة، وتحليق عشرات الطائرات مختلفة المهام في سماء القطاع.
وتعرض قطاع غزة (أكثر من مليوني نسمة) لخمس حروب إسرائيلية، كان أولها في عام 2008 وآخرها العدوان الحالي المستمر منذ عصر يوم أمس، وأدى حتى الان الى استشهاد 12 مواطنا بينهم طفلة وسيدة واصابة 80 آخرين بينهم العديد في حالة الخطر.
كما كل عدوان اسرائيلي مشاهد القتل والدمار تنتشر في شوارع وحواري وأزقة قطاع غزة، ولا تسمع الا اصوات القصف وبعدها سيارات الاسعاف.
غزة ما زالت تعاني من الحروب السابقة فعلى سبيل المثال الأبراج السكنية التي دمرت العام الماضي لم يبق منها حجر واحد، اضافة الى بيوت المواطنين لم يكتمل بناؤها.
الحياة اليومية في غزة مشلولة، المحال التجارية والأسواق مغلقة وحركة السير شبه مشلولة، والمواطنون لا يتنقلون الا للضرورة القصوى، خوفا على حياتهم من القصف الاسرائيلي.
يأتي العدوان الإسرائيلي الجديد وقطاع غزة يعيش أزماته الإنسانية، وفي مقدمتها مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ما يؤثر على الخدمات المقدمة للمواطنين، لا سيما المرضى منهم في المستشفيات.
كما ترتفع نسب البطالة والفقر في غزة، حيث تبلغ نسبة البطالة حوالي 50%، ونسبة الفقر المدقع أكثر من 60%، فيما يعتمد 80% من السكان على المساعدات المقدمة من وكالة الغوث الدولية “الأونروا”.مراكز حقوقية تحذر من ارتكاب قوات الاحتلال الاسرائيلي مجازر بحق المدنيين العزل في غزة، مطالبة بالوقف الفوري للعدوان الاسرائيلي الذي بدأ يتوسع ويطال منازل المواطنين.
فمن جانبه، استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان بأشد العبارات الهجمات الحربية الإسرائيلية التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المواطنين.
وأكد أن الهجمات الحربية المباغتة تشكل تصعيدا خطيرا ينذر بتوسع دائرة العدوان، فإنه يشدد على أنها تقدم مزيدا من الأدلة على مدى تحلل قوات الاحتلال الإسرائيلي من التزاماتها بموجب القانون الدولي، واستمرارها في ارتكاب انتهاكات جسيمة، ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ترقى لمستوى جرائم الحرب.